القصة الكاملة لأزمة الكلوروكين مع كورونا: لم تحذفه مصر من البروتوكول

كتب: دينا عبدالخالق

القصة الكاملة لأزمة الكلوروكين مع كورونا: لم تحذفه مصر من البروتوكول

القصة الكاملة لأزمة الكلوروكين مع كورونا: لم تحذفه مصر من البروتوكول

بعد أشهر من الخلاف بشأنه، حسم الجدل الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، فيما يخص دواء الهيدروكسي كلوروكين، حيث سبق أن منظمة الدواء والغذاء الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية قررت حذفه من قبل بروتكولات علاج كورونا، قبل أن يتراجعوا عن ذلك لاحقا.

وأضاف تاج الدين، في مؤتمر صحفي بحضور الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، منذ قليل، أنه تم التواصل وقتها مع الدكتورة جيهان العسال نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد وأكد عليها ضرورة عدم حذف العلاج، مضيفا أن العسال ردت بأن البلاد أجرت تجربة تراكمية على نحو 15 ألف مريض بكورونا باستخدام البروتكول العلاجي الموجود فيه الكلوركين والذي حقق نجاحا.

ويعتبر الهيدروكسي كلوركين، واحدا من الأدوية التي أثارت جدلا ضخما في أزمة كورونا، حيث جذب الأنظار بالبداية في النصف الثاني من مارس الماضي، لا سيما مع قرار فرنسا استخدامه كعلاج مؤقت لفيروس كورونا، بهدف إنقاذ المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، بعدما كان استعماله محصور على مصابي حمى الملاريا.

 

ما هو الهيدروكسي كلوروكين.. ومتى تم استخدامه؟

المادة الفعالة بالكلوروكين هو البلاكنيل، الذي يستخدم في الأساس التهاب المفاصل والتهابات الجلد الحساس، وهو أحد العقاقير المستخدمة لمنع وعلاج الإصابة بمرض الملاريا الناجمة عن لدغات البعوض، إلا أنه أثبت فعالية في علاج الأمراض الروماتيزمية، ويستخدم في علاج مرض الذئبة الحمراء، حيث يقلل من احتمالية حدوث نشاط المرض، ويحسن الأعراض الجلدية له.

وسارت على نهجها عدة دول أوروبية، فضلا عن أخرى آسيوية، ليتم الإعلان عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتناوله وتحدث عنه باستمرار وآثاره وإمكانية استخدامه في العلاج، وتشجيعه لاستخدام هيدروكسي كلوروكين، لتخرج في أبريل الماضي، شركة "سانوفي" بنتائج فعالة بالنسبة للفيروس، موضحة أن الهيدروكسي كلوروكين، هو دواء تم تطويره في الخمسينيات من الكلوروكين، ويستخدم في بعض الأمراض الروماتيزمية والأمراض الجلدية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وفي بعض البلدان، يستخدم في الوقاية من الملاريا، أو علاجها.

وتابعت أنه يمكن أن يسبب هيدروكسي كلوروكين، تفاعلات ضارة وخطيرة، ويجب عدم تناوله بدون وصفة أو نصيحة طبية، ولم يتم استخدام منتج هيدروكسي كلوروكين من Sanofi  في علاج COVID-19 في أي بلد، مشيرة حينها إلى أن بعض النتائج الأولية من الدراسات التجريبية المستقلة، تم الإبلاغ عن أن هيدروكسي كلوروكين، له تأثير محتمل مضاد للفيروسات على فيروس، إلا أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان لديه القدرة على معالجة COVID-19 أم لا، كما انه لا توجد أدلة سريرية كافية لاستخلاص أي استنتاج، ويتم إجراء دراسات سريرية كبيرة لتقييم سلامة وفعالية الدواء في مرضى COVID-19.

فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن تجربة سريرية دولية تسمى "التضامن" للتحقيق في استخدام العديد من الأدوية، بما في ذلك هيدروكسي كلوروكين، في علاج COVID-19، بالإضافة إلى إجراء العديد من التجارب المستقلة بالتوازي في بلدان مختلفة للعثور على إجابات على العديد من الأسئلة حول استخدام هذا الدواء في COVID-19 في أسرع وقت ممكن.

 

توقف استخدام الكلوروكين

وعلى مدى شهرين، ظهرت عدة تحذيرات بشأن العقار، حتى 17 يونيو 2020، حينما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وقف الفرع الخاص بعقار هيدروكسي كلوروكين في تجربة "التضامن"، موضحة أنه توصلت المجموعة التنفيذية للتجربة والباحثون الرئيسيون إلى هذا القرار استنادا إلى البيّنات المستمدة من تجربة "التضامن" وتجربة "التعافي" في المملكة المتحدة واستعراض كوكرين للبيّنات الأخرى المتعلقة بعقار هيدروكسي كلوروكين.

وأظهرت حينها البيانات والنتائج التي أُعلن عنها مؤخراً في إطار تجربة "التعافي" في المملكة المتحدة، أن عقار هيدروكسي كلوروكين لا يؤدي إلى خفض معدل الوفيات بين مرضى "كوفيد-19" الذين يتلقون العلاج في المستشفى، عند مقارنته بمعيار الرعاية النموذجي.

وأكدت أنه لن يصرف الباحثون عقار هيدروكسي كلوروكين بصورة معشّاة على المزيد من المرضى في إطار تجربة "التضامن"، وأما المرضى الذين بدؤوا بالفعل دورة علاجية بهذا العقار ولم ينهوها بعد في إطار التجربة، فسيُترك قرار مواصلة الدورة العلاجية أو وقفها للسلطة التقديرية للطبيب المشرف على علاجهم.

وسبقها تحذير من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية fda بشأن الآثار الجانبية المعروفة للكلوروكين، بما في ذلك مشاكل إيقاع القلب الخطيرة والمحتملة التي تهدد الحياة، والتي تم الإبلاغ عنها باستخدامها لعلاج أو الوقاية من فيروس كورونا التي لم يتم الموافقة عليها من قبل إدارة الأغذية والعقاقير.

ولذلك اتجهت عدة دول لوقف استخدام العقار، بينما لم ترفعه مصر من البروتوكول العلاجي لها.

 

الصحة العالمية تتراجع

وبعد أقل من أسبوعين على ذلك الإعلان، وفي يونيو 2020، تراجعت الصحة العالمية عن قرارها ورفعت التجميد عن استعمال عقار كلوروكين في علاج مصابي كورونا، حيث أعلن  المدير العام​، تيدروس أدهنوم غيبريسوس، استئناف الاختبارات، لافتا إلى أن خبراء اللجنة المعنية نصحوا بإعادة "هيدروكسي كلوروكين" إلى برنامج تجربة التضامن الخاص بالاختبارات الدولية للأدوية المحتملة ضد عدوى "كوفيد ".

وتابع أنه "بناء على المعلومات المتوفرة حول مستوى الوفيات، قدم أعضاء اللجنة توصية مفادها أنه لا توجد أسباب لتغير بروتوكولات الاختبارات، موضحا أن الفريق التنفيذي تلقى هذه التوصية وصادق على مواصلة تجارب كل أنواع الأدوية في إطار برنامج تجربة التضامن، بما في ذلك هيدروكسي كلوروكين، مشددا على أنه لا توجد حتى الآن أدلة تثبت نجاعة أي دواء في خفض مستوى الوفيات جراء "كوفيد 19".


مواضيع متعلقة