طوارئ فى «السد العالى».. ووزير الصحة من «العدوة»: «الملاريا» حميدة والمرضى يستجيبون للعلاج

طوارئ فى «السد العالى».. ووزير الصحة من «العدوة»: «الملاريا» حميدة والمرضى يستجيبون للعلاج
زار الدكتور عادل العدوى، وزير الصحة، أمس قرية العدوة التى انتشر بها مرض الملاريا مؤخراً للاطمئنان على سير الإجراءات الوقائية التى تتخذها الوزارة للحد من انتشار المرض، ثم توجه بعدها إلى مستشفى حميات إدفو للاطمئنان على المرضى المحتجزين، واحتدّ العدوى على مدير مستشفى حميات إدفو بعد اكتشافه عدم وجود طبيب بمعمل التحاليل، علاوة على صعوده للطابق الخامس مترجلاً بسبب عطل بمصاعد المستشفيات، فيما وجّه اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، المسئولين عن ميناء السد العالى بتشديد إجراءات الكشف والفحص الطبى على جميع المسافرين والمقبلين ضمن الرحلات النيلية بين الميناء وميناء الزبير بوادى حلفا بالسودان.
واطمأن وزير الصحة، خلال الزيارة، على مرضى الملاريا، أبناء قرية العدوة، وأكد أن المرض حميد ولا خوف منه على الحياة وأن المرضى يستجيبون سريعاً للعلاج والدليل شفاء البعض، كما أن الحالات المحجوزة داخل مستشفى حميات إدفو مصابة بالملاريا هى 11 حالة فقط لـ5 رجال و6 سيدات، وتم أخذ عينات لـ901 حالة من أهالى القرية والنجوع التى حولها للاطمئنان عليهم جميعاً.
وتسببت زيارة الوزير القصيرة للقرية وأماكن ردم البرك والمستنقعات فى استياء بعض أهالى القرية الذين طالبوا أن يجلس معهم لشرح الحالة الطبية للمرضى وطمأنة الأهالى، وعاد العدوى للقرية بعد توجهه إلى المستشفى، وجلس مع العشرات من أهالى القرية أمام ساحة الشيخ مصطفى عبدالسلام، وتحدث معهم وطمأنهم على أن مرض الملاريا الذى ظهر عبارة عن ملاريا حميدة وأن المرضى يستجيبون للعلاج بسرعة، وهو الأمر الذى أدى لخروج 2 وتماثلهما للشفاء تماماً، وطالبهم بعرض مشاكلهم وأهم ما يواجههم من أمور، حيث طالبوه بضرورة سرعة إنهاء أعمال إدخال الصرف الصحى للقرية، والقضاء تماماً على بؤر البرك والمستنقعات، ومنع السودانيين من الإقامة بالقرية لأنهم يدخلون مصر بطرق غير شرعية من خلال التسلل عبر الحدود الجنوبية.
وقال وزير الصحة إن الوضع الحالى للمصابين مطمئن، مشيراً إلى أن فرق مكافحة العدوى والملاريا وناقلات الأمراض اتخذت إجراءات وقائية سريعة، لافتاً إلى دهان منازل المرضى ببعض المواد لحمايتهم وتطهير المنازل وردم المستنقعات التى تنتشر فيها الحشرات والبعوض والناموس الناقل للأمراض، لافتاً إلى أن مصر خالية من الملاريا بالرغم من وجود بؤرة صغيرة لكن المرض بها حميد، وسيتم إعلان مصر خالية من هذا المرض، مثل أمريكا التى ظهرت بإحدى ولاياتها بؤرة لمرضى الملاريا وتم السيطرة على المرض.
وعبّر الوزير عن غضبه بسبب غياب طبيب معمل التحاليل بمستشفى حميات إدفو، وقيام الفنيين بسحب العينات وتحليلها، واتهم الوزير المسئولين بالتقصير، متسائلاً بحدة: «أين الطبيب؟»، ورد المدير: «متفرغ للدراسة»، وقال الوزير: «يعنى مفيش، ماتجيبوا حد، يعنى أتأكد ازاى إن التحاليل صح ولا غلط؟ عليكم باستدعاء أى طبيب ده وزير الصحة جاى بنفسه»، كما صعد الوزير خمس طوابق على قدميه مترجلاً بسبب عطل فى مصاعد المستشفى.
وطالب على عبداللاه جبل، أحد أهالى القرية، بضرورة حصار المرض لأن الوباء ما زال فى قرية واحدة، محذراً من تطوره لأزمة إذا انتشر فى باقى القرى وبعدها المحافظة، وأضاف جبل: «إننا كأهالى القرية اجتمعنا كثيراً داخل الدواوين وطالبنا مراراً وتكراراً بردم جميع البرك والمستنقعات واعتماد مبالغ مالية سريعة وآلية واضحة للصرف على أساليب المكافحة، وكذلك التعامل مع العناصر الناقلة للوباء.. (السودانيين) الموجودين بطريقة غير شرعية ولم يتم الكشف عنهم أمنياً بصورة مكثفة»، مشيراً إلى ضرورة رش جميع أنحاء القرية يومياً عن طريق سيارات «التيفا» لمقاومة الناموس والبعوض والحشرات الناقلة للمرض مدة تساوى فترة حضانة المرض ورش بيارات الصرف والتنبيه على أصحابها بضرورة تغطيتها بصورة جيدة لمنع انتقال العدوى.[SecondImage]
وقال سيد جابر، من أهالى القرية: «نريد من المسئولين بالمحافظة أن يتعاملوا بكل حزم مع سيارات الكسح الخاصة بالصرف الصحى والتى تفرغ حمولتها فى البرك والمستنقعات، وكذلك عليهم وضع تصور واضح لاستعمال المساحات التى سيتم ردمها لمنع تعدى الأهالى عليها بالبناء أو بالزراعة وضرورة وضعها فى إطار المشاريع العامة، ونطالب بمنع استخراج أى تصاريح لاستخراج أى رمال من المحاجر المقفولة لأن سبب قفلها فى نهاية التسعينات كان ارتفاع طبقة الأتربة على خام الرمال، وأنها تمثل خطورة على الأفراد والمعدات، ونتمنى من الحكومة أن توفر معدات للسيطرة على الموقف فى أسرع وقت وأن يستمر العمل فى ذلك حتى الانتهاء من ردم المستنقعات بالكامل فى وقت سريع ومحدد».
وتابع جابر: «لازم الناس تعرف وتراعى إن قرية العدوة هى القرية الأم ووحدتها المحلية هى الثانية على المحافظة من حيث عدد السكان والمساحة واللجان الانتخابية، ويجب عمل مشروع صرف صحى للقرية، ونطالب بتوحيد الخطاب الدينى فى خطب الجمعة نحو دور الفرد لدرء المخاطر وتوعية الأهالى بدورهم».
وفى سياق متصل وجّه اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، المسئولين عن ميناء السد العالى بتشديد إجراءات الكشف والفحص الطبى على جميع المسافرين والمقبلين ضمن الرحلات النيلية بين الميناء وميناء الزبير بوادى حلفا بالسودان، وصرّح المهندس أسعد عبدالمجيد، رئيس الهيئة العامة لميناء السد العالى، أن هذه الإجراءات تتم بشكل ثابت ودائم باعتبار أن الميناء هو بوابة مصر الجنوبية على السودان وأفريقيا أيضاً من خلال الرحلات الأسبوعية للباخرتين «سينا»، «وساق النعام»، والتى يرافق كل رحلة منها طاقم طبى كامل مكون من 5 أطباء منهم 3 مصريين و2 سودانيين، ويقومون بالمتابعة الطبية لكافة الركاب أثناء الرحلة التى تستغرق حوالى 17 ساعة، وفى حالة اكتشاف أى حالة اشتباه يتم عزلها لحين الوصول للميناء، لافتاً إلى أنه عند قدوم الباخرة من السودان وقبل وصولها للميناء بمسافة 500 متر يتم الدفع بطاقم من الطب الوقائى لإجراء عملية الفحص والكشف الطبى لجميع الركاب والعاملين، وفى حالة عدم وجود أى حالات تحمل أمراضاً معدية أو وبائية يُسمح للباخرة بدخول الميناء.
وأضاف عبدالمجيد أنه يتم توزيع علاج مجانى لمقاومة مرض الملاريا يكفى لمدة شهرين على كافة المسافرين إلى السودان عن طريق إدارة الطب الوقائى بالميناء، كما أنه يتم تحويل أى حالات يُشتبه فى إصابتها من الركاب المقبلين إلى مستشفى حميات أسوان، مؤكداً أن عدد الرحلات بين مصر والسودان وصل إلى 14 رحلة فى مايو الماضى بزيادة 6 رحلات إضافية عن المعدلات السابقة لاستيعاب حركة الركاب بين البلدين والتى شهدت أيضاً زيادة فى عدد المسافرين بواقع 3819 مسافراً، وأيضاً بجانب زيادة فى عدد المقبلين بواقع 4063 مسافراً، علاوة على زيادة فى الصادرات المصرية إلى السودان خلال نفس الفترة لتصل إلى 891 طناً، فى حين وصلت حركة الواردات إلى 52٫5 طن فقط.
وكانت الفحوصات الطبية بأسوان أثبتت إصابة 13 حالة بالملاريا وتم حجزهم بالعزل الطبى داخل مستشفى حميات إدفو، كما تم فحص 14 حالة اشتباه بالمرض بنفس المستشفى، بالإضافة إلى حالتين تم شفاؤهما من المرض بعد استقبالهما للعلاج بمستشفى أسيوط الجامعى.