لماذا يندم 73% من طلاب تركيا على التحاقهم بمدارس الأئمة والخطباء؟

كتب: (وكالات)

لماذا يندم 73% من طلاب تركيا على التحاقهم بمدارس الأئمة والخطباء؟

لماذا يندم 73% من طلاب تركيا على التحاقهم بمدارس الأئمة والخطباء؟

كشفت دراسة حديثة أعدها مركز تعليم القيم التابع لمؤسسة أنصار التركية، أن 73 % من طلاب ثانوية الأئمة والخطباء نادمون على التحاقهم بمدارس الأئمة والخطباء التي يسيطر عليها النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، وتستخدمها الحكومة حديقة خلفية لتخريج جيش من الموالين لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وفقا لما ذكره موقع "تركيا الآن".

ونقل موقع "بيرجون" التركي عن تقرير مؤسسة أنصار أن 68% من طلاب المدارس الأئمة والخطباء غير راضين عن الدراسة في ثانوية الإمام الخطيب، بينما تبلغ نسبة من التحقوا بتلك المدارس بناء على رغبة العائلة نحو 51%، بينما بلغت نسبة من التحقوا بها لأن نقاطهم غير كافية للمدارس الثانوية الأخرى 44%.

وشمل البحث الذي أجرته مؤسسة أنصار مجموعتين مختلفتين من الطلاب، بلغت إحداها 254 طالبًا من المسجلين بمدرسة توكات الأناضول المحلية، خلال العام الدراسي 2017 - 2018، أما الثانية فضمت 158 من خريجي المدارس الثانوية الدينية في تركيا. وجاءت نتائج البحث كالتالي:

وأوضحت نتائج البحث أن نسبة الطلاب الذين اختاروا الدراسة في مدارس الأئمة والخطباء بناء على رغبتهم الشخصية بلغت 38 %، بينما أكد 51 % من الطلاب أنهم سجلوا في مدارس الأئمة والخطباء لأن أولياء أمورهم أرادوا ذلك.

وبلغت نسبة الطلاب الذين أفادوا بأنهم التحقوا بمدرسة الإمام الخطيب الثانوية لأن درجاتهم لم تكن كافية لدخول المدرسة التي خططوا لدخولها 44 %، بينما بلغت نسبة من اختاروا دخول المدرسة وفقًا لأنها تعكس رغبتهم 22 %، حيث أجابوا بالتأكيد على "اخترت مدارس الأئمة والخطباء لأنه يعكس معتقداتي الشخصية"، بينما بلغت نسبة الطلاب الذين اختاروا "أريد أن أدرس في ثانوية الإمام الخطيب وأصبح مسؤولاً دينياً أو عالم دين" 17 % من المشاركين بالبحث.

 وشكلت الدراسة إجراء استبيان لتحديد مدى رضا الطلاب عن مدارسهم، وبحسب النتائج فإن 68 % من الطلاب إما غير راضين عن تعليمهم في ثانوية الإمام خطيب أو مترددون بشأن هذه المسألة، وبلغت نسبة الذين اختاروا "لو أتيحت لي الفرصة للاختيار مرة أخرى، فلن ألتحق بمدرسة الأئمة والخطباء الثانوية" 73% من المشاركين بالبحث.

 وشهدت السنوات الماضية زيادة في مقدار النفقات الحكومية التركية المخصصة لدعم هذه المدارس الدينية بالمقارنة مع الدعم المقدّم للمدارس العامة، كما اتجهت الحكومة منذ العام 2012 إلى إدخال المدارس المتوسطة "المخصصة للفئة العمرية 10- 14 عاماً" في هذا النظام التعليمي الخاص.

وقال موقع "بيرجون"، إنه من وجهة نظر المراقبين فإن الهدف الحقيقي لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم من دعم المدارس الدينية، هو إعادة تشكيل المجتمع التركي بما يضمن له ولحزبه توسيع القاعدة الانتخابية؛ إذ رأت الحكومة في هذه المدارس وسيلة لتخريج أجيال تحمل قيماً محافظة تتوافق مع توجهات الحزب وسياسته.

وأردوغان نفسه، وغالبية مسؤولي وأعضاء حزب العدالة والتنمية هم من خريجي مدارس الأئمة والخطباء.

ويشهد الشارع التركي انقسامًا متزايدًا حول ظاهرة المدارس الدينية وتوسعها وارتباطه بحكم العدالة والتنمية؛ حيث يشتكي أهالي طلاب المدارس العادية "غير الدينية" من تلقيها دعماً أقل؛ إذ إنّ صفوفها أكثر ازدحاماً، ويصل عدد الطلاب في الصف الواحد إلى 40 طالبًا، بينما لا يتجاوز العدد 30 طالباً في مدارس الأئمة والخطباء.

وأشارت البيانات إلى تراجع مرتبة تركيا في تصنيفات جودة التعليم عالميًا، حيث تراجعت بمقدار 8 مراكز عمّا كانت عليه قبل 3 سنوات لتصبح اليوم في المركز الـ50 من بين 78 دولة حول العالم، وهو ما يتعارض مع تصريحات أردوغان المتكررة حول عزمه نقل الاقتصاد التركي إلى مصافّ الاقتصادات العشر الأكبر في العالم.

جدي بالذكر، أن الإقبال على مدارس الأئمة والوعاظ قد شهد تراجعاً بنحو 10% خلال العام الماضي، وهو ما عزاه المراقبون إلى تدني نجاح هذه المدارس على المستوى الأكاديمي، ولكن يبدو أن حكومة العدالة والتنمية ماضية في سياسات أسلمة وإعادة تشكيل المجتمع التركي بما يخدم مصالح الحزب.


مواضيع متعلقة