عقار رقم 50 بشارع قصر النيل يلحق بمؤسس فرقة رضا بعد شهر من رحيله

كتب: سمر صالح

عقار رقم 50 بشارع قصر النيل يلحق بمؤسس فرقة رضا بعد شهر من رحيله

عقار رقم 50 بشارع قصر النيل يلحق بمؤسس فرقة رضا بعد شهر من رحيله

في الطابق الثالث من العقار رقم 50 بشارع قصر النيل الذي يتسم بالرقي والفخامة، صدحت أصوات العزف والغناء لأعضاء فرقة رضا الموسيقية من نوافذ المنزل ذات التسع حجرات مع سطوع شمس كل صباح في سبيعينيات القرن الماضي، وصل صداها إلى سكان العقارات المجاورة ووصل نجاحها إلى شاشات التليفزيون والمهرجانات العالمية، خطفت الأنظار إليها، تميزت بأداءٍ خاص منحها الفرصة لتتربع على عرش الفرق المنافسة في ذلك الوقت، كأهم وأشهر الفرق الاستعراضية العربية، التي تخصصت في تقديم الفنون الشعبية بشكل منظم.

شاء القدر أن يرحل مؤسسها محمود رضا في العاشر من شهر يوليو الماضي، وفي غضون شهر واحد، تصدعت جدران الشقة التي اتخذها مقرًا لفرقته وانهار العقار بأكمله "حزنًَا عليه".

مبروك: استمرت تدريبات الفرقة بعمارة قصر النيل قرابة 12 عام

انهار، صباح اليوم، العقار وانتقلت قوات الحماية المدنية إليه لتبدأ عمليات الإنقاذ للأشخاص، دون قدرتهم على إنقاذ الذكريات التي تتشبع بها جدران العقار التاريخي، وأعرب نبيل مبروك أقدم راقصي فرقة رضا، في بداية حديثه لـ"الوطن"، عن حزنه لسماعه هذا الخبر، قائلا: "مكان خد من عمرنا سنين لينا فيه أيام وذكريات حلوة مع بعض".

انطلاقة الفرقة، جاءت حينما استأجر محمود رضا فيلا بالزمالك وحولها إلى مكان لتدريب فرقته التي أسسها بـ6 شباب و6 فتيات من الراقصين، وبدأت الفرقة تدريبات لمدة 6 أشهر، وبحسب قول مبروك، في أغسطس 1952 كان أول عرض للفرقة مكون من 8 رقصات على مسرح الأزبكية الصيفي لمدة شهر كامل، ثم انتقلت العروض إلى مسرح متروبول بمنطقة العتبة، ثم انتقلت إلى مسرح المهندسين وهنا قرر الأخوين محمود وعلي رضا زيادة عدد أعضاء الفرقة لـ 12 شابا و12 فتاة، وأصبح ذلك الجيل الثاني من الفرقة، واحتاجت الفرقة مكان أكبر لاستيعاب العدد فانتقلوا إلى عمارة قصر النيل.

شقة مكونة من 9 غرف، فتح 3 غرف منها كصالة تدريب، وتبقى غرفة مخصصة لتغيير ملابس الشباب، وأخرى مخصصة للفتيات الراقصات بالفرقة، وغرفة مكتب للراحل محمود رضا لإدارة المكان، واستمرت تدريبات فرقة رضا بعمارة قصر النيل نحو 12 عاما، بحسب قول أقدم راقصي الفرقة.

مبروك: الشقة لآخر لحظة كانت مسجلة ملكيتها للراحل محمود رضا

مواقف طريفة تذكرها مبروك بنبرة صوت ضاحكة وقت تدريبات الفرقة في شقة عمارة قصر النيل، يروي بعضها قائلا: "كان أحيانا يجي البوليس يقولنا عاملين إزعاج للسكان بصوت العزف والموسيقى وكنا بنقولهم إحنا فرقة رضا وتابعين لوزارة الثقافة وبيمشوا".

انتقلت الفرقة من مقرها بعقار قصر النيل إلى صالة التدريب التي جرى تخصيصها لها بجوار مسرح البالون بالعجوزة، ولآخر لحظة قبل انهيار العقار التاريخي كانت الشقة  المخصصة لتدريبات فرقة رضا مُسجلة باسم محمود رضا حتى الآن، حيث حولها إلى مقر لمدرسة خاصة به لتعليم الرقص الاستعراضي والموسيقى.

داخل شقة عمارة قصر النيل ولمدة سنوات طويلة، جرى تخصيص غرفة لتخزين ملابس أعضاء الفرقة القدامى التي ظهروا بها في الرقصات الاستعراضية المختلفة بهم في الأفلام والحفلات والمهرجانات العالمية، وبحسب رواية أقدم راقصي فرقة رضا،" لمدة سنين كانت شغالة مدرسة لتعليم الرقص ومن وقت للتاني كنت بروح لمحمود رضا هناك وأقعد معاه شوية، لينا فيها ذكريات سنين".


مواضيع متعلقة