م الآخر| المرأة نصف المجتمع.. مش نصف إنسان

كتب: لؤي الخطيب

م الآخر| المرأة نصف المجتمع.. مش نصف إنسان

م الآخر| المرأة نصف المجتمع.. مش نصف إنسان

المرأة، ما هي المرأة؟ في المجتمعات العربية المرأة هي الجوهرة المصونة التي لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها بعكس المجتمعات الغربية التي تتخذ من المرأه أداة للإمتاع الجنسي. كثيرًا ما أقرأ هذه الكلمات التي نواسي بها أنفسنا، بالرغم من أننا نعلم أنها مجرد أكاذيب ليس لها أي أساس من الواقع؛ فلا المرأه في المجتمعات العربية جوهرة مصونة، ولا مجرد أداة جنسية في المجتمعات الغربية، والمشكلة تكمن هنا في مفهوم تلك الكلمة "الجوهرة المصونة "؛ فمفهوم الصيانة في المجتمعات العربية هي أن تبقى في قفص لا يٌفتح أبدًا. وكما يقولون فالعينة بينة؛ فهل تذكر كم مرة في حياتك سمعت عن فتاة طموحة دخلت في صراع مع أهل لا يفكرون إلا في تزويجها فقط ولا يبدون أي إستعداد لمشاركتها أحلامها أو حتى الإستماع إليها، أو كم مرة سمعت عن زوج تعرف على زوجته في مكان عمل ثم بعد أن تم الزواج أصر أن تنقطع عن العمل حتى لا تختلط بالرجال بالرغم من أنه كان أحدهم منذ قليل ولم تكن لديه أدنى مشكلة؟! والأكثر من ذلك يحدث عندما تُرتكب أي جريمة ضد المرأه كالتحرش، ويجد بعضهم مبررات عديدة لتلك الجريمة كملابسها التي أمرها الدين أن تستر جسدها وهذه حقيقة، ولكن أوامر الدين لم تتوقف عند هذا الحد؛ فغض البصر أحد أوامر الدين أيضًا، ومن هنا تتحول كل الممارسات ضد المرأه بكل أشكالها ودرجاتها من كونها جرائم إلى أن تصبح قٌربات لله عز وجل بعد أن أخذت صبغة دينية؛ فمثلًا أمرنا الإسلام أن تكون المرأة نصف إنسان، خادمة في البيت وأداة لإشباع الرغبات الجنسية، وإن أرادت أن تحقق أي حلم خارج هذا الإطار تأتي الردود في وجهها لتٌذكرها بعذاب الآخرة الذي ينتظرها بعد كل هذا العذاب الذي تعيشه في الدنيا. القاعدة الدينية والمنطقية والعلمية أن القرون الأولى التي حضرت النبي صلى الله عليه وسلم والقرون التي تلتها كانت هي الأكثر فهمًا والأكثر تطبيقًا للدين، فمن تصرفاتهم وأحوالهم يمكن أن نستنتج هل أمر الإسلام أتباعه بأن تٌعامل المرأة كما تُعامل الآن؟! عائشة بنت طلحة بن عبيد الله، أبيها هو أحد الصحابة وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهي إحدى التابعيات ومن رواة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تحب الشعر وتتذوقه، ولها مجالس شعرية يٌدعى إليها الشعراء. نسيبة بنت كعب، هي من الصحابيات وشاركت في غزوة أحد وكانت ممن ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في محنة هذه الغزوة؛ فقد كانت تدافع عنه وتقاتل بسيفها. والأمثلة أكثر من أن تُذكر لتقف جدارًا صلبًا أمام كل من تسول له نفسه إلصاق جرائمه ضد المرأة بالإسلام؛ ليحولها من جريمة إلى طاعة، وتقف أمام كل من يدعي أن المرآة نصف إنسان لا أهمية له سوى زيادة أعداد البشر؛ فالمرأة ليست أداة للمتعة الجنسية ولا حيوانًا يٌطعم ويٌسقى إلى أن يأتي "إبن الحلال" ليطلبها، وإنما هي كيان يجب أن يٌشارك في بناء المجتمع ليشعر بقيمته تمامًا كالرجل، فمن منا لم تٌعلمه أي أمرأة في صغره أو كبره، ومن منا لا يتفاخر بأمه، أليست هي إمرأة أيضًا؟ المرأة التي لها دور في بيتها يٌشاطرها في ذلك الرجل لبناء أسرة سوية، وهي المرأة التي لها دور في المجتمع يٌشاطرها في ذلك الرجل لبناء مجتمع سوي ناجح مٌتقدم، وهي المرأة التي شاركت في بناء الحضارات على مدار التاريخ، وهي المرأة التي لم يقل أحدًا ممن يبررون الجرائم ضدها صراحة أنها نصف إنسان، ولكن لسان حالهم ومايفعلونه لا يدل على غير ذلك، ولمن يرى أن المرأة نصف إنسان فإن فاقد الشئ لا يٌعطيه فلا يمكن أن تربي إمرأة إنسانًا كاملًا وهي نصف إنسان، فلينظر كل منا كيف يرى نفسه.