"الأناضول" تقر بخسارة الإخوان بعد 7 سنوات من فض اعتصام رابعة المسلح

"الأناضول" تقر بخسارة الإخوان بعد 7 سنوات من فض اعتصام رابعة المسلح
- وكالة الأناضول التركية
- جماعة الإخوان
- تركيا والإخوان
- أردوغان والإخوان
- اعصتام رابعة
- الإخوان
- وكالة الأناضول التركية
- جماعة الإخوان
- تركيا والإخوان
- أردوغان والإخوان
- اعصتام رابعة
- الإخوان
نشرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية تقريرا اليوم حول جماعة الإخوان في آخر 7 سنوات، كان أكثر ما يلفت النظر فيه اعتراف الوكالة بأن الجماعة تخسر، وأنها تصر على أن تكون قضاياها مباريات صفرية، الغريب أن ذلك يأتي في منصة لطالما عرفت برعايتها لنشاط الإخوان الإرهابي.
ويرى كثير من الخبراء والمهتمين بملف الإسلام السياسي وقراءة المشهد السياسي في مصر أن تقرير الوكالة الذي يأتي بعد 7 سنوات من فض اعتصام رابعة العدوية المسلح به كثير من الرسائل التي يجب التوقف عندها، والتي تعكس مرحلة جديدة من العلاقة بين الجماعة وتركيا.
باحث بمنتدى الشرق الأوسط :تقرير الوكالة رسالة من النظام التركي
"هي رسالة مهمة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان"، هكذا استهل أحمد عطا الباحث في شئون الحركات الإرهابية بمنتدى الشرق الأوسط في "لندن"، تعليقه على تقرير وكالة "الأناضول" التركية، وقال، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "تركيا ما زالت تتحمل الخسائر التي يواجهها الإخوان طوال السنوات الماضية في العالم العربي، وما جاء في التقرير رسالة من المخابرات التركية".
وقال عطا، إن "التقرير تضمن عدة رسائل للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وأبرز هذه الرسائل غير المباشرة التي كلفت بها الوكالة من النظام هي تراجع مركزية الإخوان وتواجدها السياسي في المنطقة العربية، حتى أصبح ملموسا بشكل غير مسبوق ولم يتوقعه حتى قادة التنظيم الدولي للإخوان".
ويرى الباحث في شئون الحركات الإرهابية أن التنظيم وتواجده في الشرق الأوسط لم يعد يمثل عامل جذب للمواطن العربي، خصوصا مع خسارته مركزيته في "القاهرة" وانتقاله إلى "إسطنبول" وتخليهم عن منهجية حسن البنا وانخراطهم في استثمارات مع رجال أعمال أتراك.
وتابع "عطا" أنه " بعد 30 يونيو باتت محاولات التنظيم ومجلس شورى الإخوان في "إسطنبول" لتحريك الشارع المصري فاشلة، ما أصاب النظام التركي بالإحباط حيال الجماعة، وأصبحت فكرة لعب التنظيم الدولي للإخوان دورا في استهداف الدول العربية فكرة غير مقنعة للرئيس التركي "أردوغان".
واستدرك "عطا": "هذا لا يعني أن تركيا يمكن أن تتخلى عن الإخوان، وإنما هي رسالة تحذير مباشرة بأن هناك تراجعا على المستوى السياسي وتراجعا لنقاط الارتكاز والانتشار لدى الجماعة في المنطقة العربية، ما يضع تركيا في موقف حرج وهي التي كانت تحارب لأجلهم، ويؤكد أن الجماعة باتت كتاجر البندقية الذي تاجر في بضاعة ليس لها سوق، وهكذا باتت أفكار الإخوان لا تروق أبدا للشارع العربي.
مديرالمؤسسة العربية للدراسات: تقرير"الأناضول" دعوة مبطنة للجماعة بضرورة التفاوض
حمل تقرير وكالة الأناضول التركية عبارات أخرى تبدو أكثر أهمية حين قال إن الجماعة لم تستطع أن تحسم ملفا واحدا ضمن أزماتها، وأبقت كل معاركها "صفرية"، مرددة أن "النظام هو الذي يرفض الجماعة تماما ولم ولن يمد يدا للحل"، ويضيف التقرير: "رغم أنها كانت تؤمن بالسقف المنخفض في التعامل مع الأنظمة، لا سيما في عهد مبارك" ، وهو الأمر الذي اعتبره دكتور سمير راغب مدير المؤسسة العربية للدراسات يحمل دعوة ضمنية للجماعة من قبل النظام التركي للتفاوض وعدم مواصلة النهج القائم على المباريات الصفرية كما كانوا يفعلون في عهد "مبارك"، لكن "راغب" يؤكد في الوقت ذاته أنه "لا تفاوض في مصر مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين".
ورأى "راغب" في تصريحاته للوطن أن "خطاب الوكالة يعبر عن الخطاب المختلط والرسائل المختلطة الموجودة لدى النظام التركي في التعامل مع مصر، على سبيل المثال ياسين أقطاي مستشار "أردوغان" تجده يخرج بلهجة متشددة وتصريحات مسيئة لمصر، وعلى العكس من وقت لآخر يخرج وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بتصريحات مغايرة تشعر وأن بها نوعا من المغازلة لـ"القاهرة".
ويؤكد الخبير الأمني والسياسي أن طبيعة تكوين تركيا تسمح لكافة الآراء لكنها تعطي الجزء الأكبر للرأي العام الذي تتبناه، وهذا ما تفعله وكالة الأناضول، وظهر في تقريرها، هذا بجانب أن التحليل سليم، واستدرك "راغب: "لكن الرد على ذلك أن الإخوان في أيام مبارك لم يصلوا الحكم، لكن بعد وصولهم للحكم سيطرت عليهم المعادلة الصفرية، أيام مبارك كان يسيطر عليهم مسألة إبرام الصفقات".
وأضاف أن "تركيا تريد من تقرير وكالة الأناضول إيصال رسالة مفادها أن النظام التركي ليس مؤيدا لفكرة الإخوان، لكنه يرعاها كجماعة مضطهدة، هكذا يزعم، وبالتالي لا يقول إنه لا يتبنى فكرها، بدليل بدأت منابر الإعلام التركي تختلف مع منابر الإعلام القطري".
ويرى مدير المؤسسة العربية للدراسات أن تقرير وكالة الأناضول يشكل رسالة للجماعة بوجوب استعدادهم للتفاوض في الوقت الحالي، كما يحمل دعوة لهم أن يتخلوا عن فكرة المباراة ذات النتيجة الصفرية، خاصة أنه لا مخرج للجماعة إلا بتقديم تنازلات، وأنهم كما قدموا تنازلات في عهد مبارك، فإن عليهم أن يقدموا تنازلات الآن.
وقال تقرير الأناضول إنه "لا تزال الجماعة تعاني من خلافات داخلية لم تستطع حسمها مع قيادات وكوادر في الداخل والخارج، ولم تتمكن أيضا من إجراء مراجعات سياسية وفقهية في نهجها طالب بها بعض ناشطيها ورموزها.
عمرو فاروق: الوكالة تعبر عن المخابرات التركية والتقرير يؤكد الخلاف بين الجهاز و"أردوغان"
وتعليقا على هذه الفقرة ، قال عمرو فاروق الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في اتصال لـ"الوطن"، إن "وكالة أنباء الأناضول تعبر تحديدا عن جهازالمخابرات التركية، وحين يأتي الإمعان في إبراز سلبيات الجماعة بهذه الدرجة، فهذا مؤشر على أن رؤية جهاز المخابرات التركي تختلف عن النظام الحاكم أو أردوغان حيال تبني جماعة الإخوان".
وأضاف "فاروق": "أيضا هناك خلافات بين أجنحة الإخوان والنظام التركي، وظهر ذلك من خلال التراشق بين الإعلام التركي والإعلام الممول من قطر فيما يتعلق بجماعة الإخوان".
وتابع: "الجماعة بها أجنحة بعضها يتوافق مع المخابرات القطرية، وبعضها يتوافق مع المخابرات التركية والخلاف الحاصل ربما يرتبط بالخلافات حول بعض القضايا في المنطقة كالأزمة اليمنية، وبعض مناطق أفريقيا، وبالتالي هناك انقلاب داخل دوائر صنع القرار السياسي في تركيا وقطر، نتيجة غياب قيادة مهيمنة مسيطرة داخل الجماعة الآن".
ويرى "فاروق" أن الجماعة تواجه حالة من التفكك الفكري والتنظيمي، ولم تقدم منذ سقوط "مبارك" أي ورقة تتحدث عن تقييم تجربة الإخوان في الحكم".
أما بشأن استقبال الجماعة لما جاء في التقرير، فيقول "فاروق" ، إن غياب القيادة في التنظيم جعل تركيا هي التي تحرك المشهد في الجماعة، وجعل الجماعة في حالة ارتباك وإشكاليات دائمة، لأن قادة التنظيم في تركيا هم مجموعة من المرتزقة الذين لا يملكون قرارا.
معتز عبدالفتاح: تقرير "الأناضول" يؤكد أن "إخوان مصر" غير مرحب بهم مستقبلا في تركيا
بدوره قال الدكتور معتز بالله عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ"الوطن"، إن "الجماعة فشلت طوال الفترة الماضية وتحولت إلى عبء على تركيا، وبدلا من أن تعاني الدولة المصرية، فإن الجماعة هي التي تعاني الآن، وفي تركيا يسيء الإخوان للعلاقات التركية مع الدول العربية، وبالتالي ففكرة لجوء "أنقرة" لعدد من الحلول الوسط لن يحدث ما دامت تأوي عناصر الجماعة.
وقال "عبدالفتاح"، إن "تركيا تدرك منذ البداية أخطاء الجماعة، منها مثلا اختيار محمد مرسي للرئاسة، وعداء الجماعة للقوى المدنية، ومراهنة الإخوان على انقسام الجيش المصري والذي تأكد أنه ليس قابلا للانقسام، كما لم يتفاوض الإخوان وخسروا كل شيء بسذاجة".
ويرى "عبدالفتاح" أن التقرير يحمل دلالات بأن "إخوان مصر" لن يكون مرحبا بهم في تركيا مستقبلا.