فتنة صاحب المقام

فتنة صاحب المقام
لم يتوقع صنّاع فيلم «صاحب المقام» أن يتعرض فيلمهم الجديد لكل هذا الهجوم عقب عرضه على منصة «شاهد» الرقمية، وبدل من أن يحتفى الجمهور بالفيلم باعتباره أول فيلم مصرى يُعرض على منصة رقمية قبل طرحه بدور العرض، تعرّض العمل لهجوم عنيف من قبَل رواد شبكات مواقع التواصل الاجتماعى، واتهموا صنّاعه بالسطو على قصة الفيلم الإسرائيلى «مكتوب» الذى تم عرضه أيضاً على منصة «نتفليكس» عام 2017، وربما كان التشابه بين قصتى العملين هو السبب فى الاتهام الموجَّه لصنّاع فيلم «صاحب المقام»، رغم رفضهم لهذا الاتهام والتعامل معه بنوع من السخرية والاستهزاء، خصوصاً أن مؤلف الفيلم فى قيمة كاتب بحجم «إبراهيم عيسى». وبعيداً عن قضية سرقة قصة الفيلم طال العمل هجوم آخر من قبَل الجماعة الصوفية فى مصر، والتى رأت أن العمل يتناول الصوفية بطريقة سطحية ويقدمها بشكل ضعيف لا يتناسب مع قيمتها، وبالطبع لم يسلم الفيلم من هجوم الجماعة السلفية التى طالها انتقاد كبير من قبَل صناع العمل داخل أحداثه.. وهو ما دفعنا للبحث عن الحقيقة، سواء بمشاهدة نقدية للعمل أو سؤال صنّاعه عن الاتهامات الموجهة إليه.
اتهامات لأصحابه بالسطو على قصته من فيلم "مكتوب" الإسرائيلى.. و"عيسى": هُراء
بمجرد طرح فيلم «صاحب المقام» على إحدى المنصات الإلكترونية، صاحبه الكثير من الجدل، وبات حديث رواد السوشيال ميديا بمواقعها المختلفة، ما بين معجب بالتجربة التى أخرجها محمد جمال العدل وكتبها إبراهيم عيسى، وبين مهاجم لها، وسرعان ما اتهم الكثيرون كاتب الفيلم بسرقته من فيلم «مكتوب» الذى يُعرض على منصة نتفلكس منذ 5 أكتوبر 2017.
«مكتوب» فيلم إسرائيلى، أخرجه أوديد راز، ومن تأليف Hanan Savyon وGuy Amir، وهما اللذان قاما ببطولته، وتدور أحداث الفيلم حول ستيف وتشوما، وهما مجرمان ينجوان من تفجير ضخم فى أحد المطاعم. ومن بعد الحادث الذى راح ضحيته كل من بالمطعم تغيرت حياتهما واختلفت بالكامل، ليبعدا بعد ذلك عن حياة الاحتيال والنصب والإجرام، ويقررا القيام ببعض الخير فى حياتهما، ليذهبا بعدها فى رحلة تحقيق الأحلام للأشخاص الذين يكتبون أمنياتهم على الورق ويضعونها بين الحجارة فى حائط المبكى.
فيلم «مكتوب» مدته ساعة و45 دقيقة، وتقييمه على موقع السينما 7.4 من 10 على موقع IMDB، وتصنيفه دراما - كوميدى. وترشح لعدد من الجوائز بينها جائزة أفضل فيلم فى مسابقة السينما العالمية من مهرجان شيكاغو السينمائى الدولى، كما حصد جائزة الجمهور من مهرجان مونت كارلو للفيلم الكوميدى.
المؤلف ينشر مراسلات مع عمرو سعد لنفى السرقة
وبالرغم من هذه الاتهامات الموجهة للفيلم فإن إبراهيم عيسى نشر دليل براءته فى ذلك الأمر، وثبت أن فيلم «صاحب المقام» ليس له علاقة بفيلم «مكتوب»، وذلك بعدما نشر عدداً من الإيميلات بينه وبين عمرو سعد، المرشح الأول للفيلم بدلاً من الفنان آسر ياسين، تعود لعام ٢٠١٦ بها قصة الفيلم أى قبل وجود الفيلم الإسرائيلى، وعدداً آخر من الإيميلات يعود تاريخها إلى عام ٢٠١٧ وبالتحديد قبل الفيلم بأكثر من شهر.
وبالتواصل مع إبراهيم عيسى للرد على هذه الاتهامات، نفى كل الأحاديث المنتشرة، مكتفياً بالتعليق بكلمة واحدة أن ذلك «هراء»، أما عن الاتهامات الموجهة للفيلم بشأن تحريضه على الشرك بالله نتيجة الاعتماد على الأولياء فى بعض الأشياء وأنهم لديهم القدرة على قلب حياة شخص رأساً على عقب فقال «عيسى»: «إن ذلك الأمر غير صحيح، والفيلم يجيب عن كل هذه التساؤلات».
الجدير بالذكر أن فيلم «صاحب المقام» من بطولة يسرا، وآسر ياسين، وأمينة خليل، وبيومى فؤاد، وريهام عبدالغفور، ومحمود عبدالمغنى، ومحسن محيى الدين، وإبراهيم نصر، وهالة فاخر، ومحمد لطفى، وفريدة سيف النصر، ومحمد ثروت، وتأليف الكاتب إبراهيم عيسى، وإنتاج أحمد السبكى، وإخراج ماندو العدل.
صُنّاعه: الفكرة جديدة.. وفيروس كورونا تسبب فى عرضه على منصة إلكترونية
أعرب صُنّاع فيلم «صاحب المقام» عن سعادتهم البالغة بردود فعل الجمهور حول الفيلم، وذلك منذ اللحظات الأولى لعرضه عبر إحدى المنصات الإلكترونية، الأمر الذى أتاح الفرصة للجمهور حول العالم لمشاهدته بسهولة.
أحمد السبكى: "صاحب المقام" رسالة تحذير لكل شخص بالانتباه لحاله
وكشف المنتج أحمد السبكى كواليس إنتاجه «صاحب المقام»، موضحاً أنه تلقى السيناريو من الكاتب إبراهيم عيسى والمخرج ماندو العدل: «أُعجبت بالفكرة وتحمست لها كونها جريئة وجديدة».
وأوضح أن الرسالة الأساسية لـ«صاحب المقام» هى تحذير أى شخص بأن ينتبه لحاله الذى قد يتغير فى لحظة، موضحاً أن فكرة الفيلم جديدة على السينما المصرية لذلك تحمس لإنتاجه، مشيراً إلى أن أفكار الكاتب إبراهيم عيسى مثيرة للجدل دائماً، واصفاً إياها بقوله: «فيها شطة حرّاقة.. وده أحلى حاجة فى السيناريو»، لافتاً إلى أن اختيار أبطال الفيلم جاء بالتشاور.
وأشاد أحمد السبكى بأداء آسر ياسين ويسرا فى «صاحب المقام» اللذين كانا فى أفضل حالاتهما، وكذلك كل الفنانين المشاركين، مؤكداً أنه لم يواجه صعوبة فى إقناع ضيوف الشرف بالمشاركة فى الفيلم: «كل فنان انجذب للمشهد الذى عُرض له بالفيلم.. حيث أبدوا إعجابهم بالفكرة عامة».
ووصف خطوة عرض الفيلم على منصة إلكترونية قبل طرحه فى دور العرض، بـ«الخطوة الجديدة والجريئة».
يسرا: شخصية "روح" لم تكن مكتوبة لى فى البداية
من جانبها، أكدت الفنانة يسرا أن الشخصية التى جسّدتها فى الفيلم كانت مكتوبة لرجل من الأساس، لكن المخرج قرر استبدالها بشخصية امرأة تُدعى «روح»، موضحة: «روح عبارة عن ضمير، عشان كدا سماها روح، هى بتنوّر له الطريق الصح، كل ما ييجى يغلط أو يتسرع فى قرار هياخده فى حياته هى كانت بتوجهه، الدور ده مش كل يوم هلاقيه»، مشيدة بقصة الفيلم وتعاونها مع إبراهيم عيسى الذى يُعد التعاون الأول بينهما، معربة عن سعادتها بالتعاون مع فريق العمل: «أمينة خليل بحس إنها ليها شخصية وحدوتة لوحدها وبشوف آسر عنده موهبة غير عادية، واتكلمنا إننا إزاى أنا وهو هنبقى فى فيلم زى ده، والحاج أحمد السبكى بحييه على الفيلم».
وأعرب المخرج محمد جمال العدل، الشهير بـ«ماندو العدل»، عن سعادته البالغة بردود فعل الجمهور حول الفيلم، لافتاً إلى تلقيه اتصالات تهنئة من الفنان أحمد عز والسيناريست عبدالرحيم كمال والكاتب بشير الديك، حيث كتب عبر صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك»: «مكالمات تليفونية حلوة أوى من أحمد عز وعبدالرحيم كمال وأستاذ بشير.. صاحب المقام».