درس لبنان الدموى ومواجهة المخاطر القادمة
ساد الحزن والغضب الوطن العربى والعالم يوم الثلاثاء -خامس أيام عيد الأضحى- مع انفجار ضخم فى ميناء بيروت عاصمة لبنان العزيزة. الانفجار حدث على مرحلتين وكان غريباً ومدمراً ونارياً، واستشهد وأصيب من جرائه الآلاف من المدنيين الأبرياء، ودمر مئات الآلاف من المبانى والمحال والسيارات والشوارع والمرافق، ودمار ضخم أصاب الميناء والمخازن.. ذرف كل إنسان الدمع على المشاهد القاسية للدمار وسارعت عدة دول فى مقدمتها مصر بإرسال معونات إغاثة ودعم للشعب اللبنانى الشقيق.. وانتشرت إعلامياً تفسيرات مسيسة ومفبركة وغير موضوعية تلقى بالمسئولية على جهات ودول وتربط بين الحدث وقضايا لبنان القديمة والحالية دون أن ينتبه أحد إلى مآسى البشر!! فلم نجد اهتماماً بحالات الجرحى وأسر الشهداء وخسائر الخدمات الأساسية ورجال الأعمال!!
طغت التوجهات السياسية لوسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعى، فلم تراع الحس الإنسانى الجارف الذى ساد الجمهور العربى والأجنبى!! وهو سلوك إعلامى مشين ومجرم، ويجب أن يبتعد الإعلام عنه فى المآسى الإنسانية التزاماً بميثاق الشرف الإعلامى الدولى. وللأسف وجدنا ذات الأسلوب فى التغطية الإعلامية للمآسى الإنسانية طوال الأعوام الخمسة الماضية، ومنها انفجار عدة طائرات وانفجار فى قطارات السكة الحديد فى شرق آسيا والشرق الأوسط، ومقتل أعداد كبيرة من الركاب المدنيين فيها.. وكل مرة نجد سحباً كثيفة من التفسيرات السياسية يطلقها الإعلام فتضيع الحقائق، وتعطى فرصة للمجرم الأصلى للاختفاء، وتتأخر أو تخفى جهات التحقيق نتائجه، ونصبح شركاء فى جرائم بشعة ضد الإنسانية. لقد كشفت هنا قبل شهور عن إصرار جهات عالمية على قتل 50% من البشر بالحروب والفيروسات والحوادث الدموية الجماعية، وهو ما أصبح ماثلاً أمام أعيننا اليوم.. ولن يكون انفجار بيروت المدمر هو الأخير فى جرائم عبدة الشيطان والمال فى منطقتنا العربية، ونتوقع الأسوأ ويجب أن ينتبه الإعلام لذلك. من فجر بيروت ارتكب جريمة ضد الإنسانية لن ينساها أحد ولن تسقط بالتقادم، وعقابه سينفذه الشعب العربى كله.. ولن تسقط بيروت أبداً وهذا ما أكدته لبنان طوال التاريخ.. وعلى العرب أن يتعلموا من درس بيروت ويستعدوا للأحداث الدموية القادمة بالتضامن والعمل المشترك وإطلاق طاقة الشعوب فى مواجهة القادم.. ولنا الله.. والله غالب.