تفوق مع شقيقته رغم كورونا.. الحسيني يعبر "مانش الثانوية العامة" بـ97%

02:39 م | الثلاثاء 04 أغسطس 2020

بوجه ملائكي وروح منطلقة ومقبلة على الحياة وابتسامة لا تفارقه ينعكس بريقها على عينيه، اعتاد السباح محمد الحسيني، من أصحاب متلازمة داون وصاحب تجربة عبور بحر المانش عام 2017، أن يعيش حياة منظمة للغاية كل شيء له توقيته المحدد، فالضحك خلال جلوسه مع أشقائه واللعب في البلياردو الذي يعشق ممارسته مع أصدقائه المقربين والجد في تدريبات السباحة الشاقة والحب في الجلسة العائلية التي يملأها الود مع أفراد أسرته وأصدقائه المقربين، والتركيز خلال مراجعة دروسه ومذاكرته بمساعدة والده حتى تكلل تعبهما بنجاح كبير في الثانوية العامة زال معه عناء السنوات الماضية.

مشاعر من الفرح المضاعف، انتابت أسرة السباح الصغير محمد الحسيني، من أصحاب متلازمة داون وأحد المكرمين من الرئيس عبدالفتاح السيسي في منتدى شباب العالم، وقت معرفتهم بحصوله على مجموع 97.2% بالثانوية العامة في الشعبة الأدبية دمج، "السنة دي كانت صعبة علينا خصوصا مع الخوف من كورونا لكن الحمدلله محمد عنده إصرار وعزيمة والتعب مراحش"، يقول الأب المهندس الحسيني كارم في بداية حديثه لـ"الوطن".

شقيقته شهد حصلت على مجموع 90% شعبة علمي رياضة

لم يكن السباح الصغير هو طالب الثانوية العامة الوحيد في المنزل، بسبب ظروف نقله من مدرسة لأخرى، وضياع أعوام دراسية من عمره لتوثيق أوراقه بمدرسة جديدة معتمدة من وزارة التربية والتعليم، لحقت به شقيقته الصغرى شهد وكانت هي الآخرى من بين المقيدين على قوائم طلاب الثانوية العامة شعبة رياضة، أعلنت الأسرة حالة الطوارئ منذ مارس الماضي، "مكناش بنخرج عشان كورونا وتابعت مذاكرتهم كل يوم"، وبحسب تأكيد الأب، حصلت شهد على مجموع 90%.

تفوق الحسيني الصغير في الرياضة لم يؤثر على مستواه الدراسي يوما، حيث اجتاز المرحلة الإعدادية بدرجات عالية ومن بعدها في المرحلة الثانوية، بعد أن وضع والده له جدولا يوميا خاصا بأيام الدراسة، يبدؤه بالذهاب إلى مدرسته صباحا ويعود منها في الثالثة عصرا، ويستبدل ملابسه في عجالة ليلحق بتدريب السباحة الخاص به، وبعد نجاحه الكبير الذي حققه يستعد للالتحاق بالمعهد العالي للفنون التطبيقية حيث يهوى الرسم والطباعة على المنسوجات وتلقى فيه تدريبات صيفية منذ سنوات قبل الثانوية العامة.