تغيير الثقافة.. واجب الوقت
- إعادة تدوير
- الإدارة العامة لمكافحة المخدرات
- التشكيل العصابى
- السوق المصرى
- الشباب المصرى
- المنطقة الصحراوية
- المواد الكيماوية
- المواد المخدرة
- أسمنت
- أسيوط
- إعادة تدوير
- الإدارة العامة لمكافحة المخدرات
- التشكيل العصابى
- السوق المصرى
- الشباب المصرى
- المنطقة الصحراوية
- المواد الكيماوية
- المواد المخدرة
- أسمنت
- أسيوط
أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخراً أن فيروس كورونا قد يستمر مع العالم لمدة أطول، وحذرت من موجة ثانية من الفيروس قد تضرب العديد من الدول التى تشهد حالياً تراجعاً فى أعداد الإصابات أو الوفيات، ونبهت إلى التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية التى يمكن أن تنتج عن تكرار الموجة.
المؤشرات الرقمية تقول إن مصر فى طريقها لعبور الموجة الأولى من الفيروس. وهى الموجة التى صاحبتنا منذ نهاية فبراير من العام الجارى وحتى الآن. فأعداد المصابين وكذا أعداد الوفيات تتراجع بصورة يومية، لكن ذلك لا يعنى بحال أن الخطر قد زال، وأن عودة الحياة إلى ما كانت عليه -قبل كورونا- باتت أمراً طبيعياً، لكن التحذير من موجة ثانية لا بد أن يؤخذ بعين الاعتبار.
الحذر فى كل الأحوال واجب. وتغيير الثقافة والعادات الاجتماعية التى تؤدى إلى انتشار هذا الفيروس وغيره من الفيروسات سلاح من ضمن مجموعة من الأسلحة التى يجب الاعتماد عليها فى مواجهة كورونا. والقواعد التى راعاها المصريون خلال الفترة التى شهدت ذروة انتشار كورونا لا بد أن تصبح جزءاً من الحياة. فالنظر إليها كمجموعة من الإجراءات المؤقتة التى ارتبطت بظرف معين ينطوى على خطر كبير.
جميع الإجراءات المتعلقة بقواعد النظافة والتباعد الاجتماعى لا بد أن تصبح جزءاً من الثقافة الاجتماعية السائدة. الإجراءات التى تراعيها كل مؤسسات الدولة مع موظفيها والمتعاملين معها لا بد أن تستمر وتتواصل دون تراخٍ، بغض النظر عن تراجع أعداد الإصابات أو اختفائها بالجملة. من العيوب الأساسية للشخصية المصرية أنها «بتسخن بسرعة» و«تبرد بسرعة». هذا العيب لا بد أن نتخلص منه، وأن نتعود على قواعد الوقاية التى التزمنا بها خلال الفترة السابقة، سواء فى البيوت أو أماكن العمل أو أماكن التجمعات البشرية الأخرى (الكافيهات والشواطئ والأفراح وغيرها).
تحذير منظمة الصحة العالمية لم يخلُ أيضاً من الإشارة إلى الضغوط الاقتصادية الناتجة عن استمرار فيروس كورونا لأمد أطول ولشهور عديدة مقبلة، قد تبدأ مطلع الخريف القادم، ما يعنى استمرار المعاناة المعيشية للعديد من الأسر. هذا الأمر يفرض أيضاً تحولاً فى الثقافة الاقتصادية التى تحكمنا. الاتجاه إلى المشروعات الصغيرة أصبح واجب الوقت، وفكرة العمل عن بعد لا بد أن تشكل جزءاً من واقع العمل والإنتاج لدينا، والكثير من مفاهيم «اقتصاد الديليفرى» لم يعد هناك مفر منها.
عملية التغيير الثقافى داخل المجتمعات المختلفة، ومن بينها المجتمع المصرى، مسألة تتم ببطء، لكن التحديات الكبرى قد تعجل منها. لقد واجه المصريون تحديات عديدة من هذا النوع دفعتهم إلى تغيير ثقافتهم وأسلوب حياتهم بالشكل الذى يساعدهم على مواجهة المخاطر. حدث ذلك أيام وباء الإنفلونزا الإسبانية (1918- 1919) والتى راح ضحيتها عشرات الآلاف من المصريين، وأصيب فيها مئات الألوف. الطرقة التى طرقها هذا الوباء للعقل المصرى دفعته إلى إعادة تقييم ذاته وتقييم الأوضاع من حوله، وتغيير فكره وثقافته بشكل تجلى بصورة مبهرة خلال أحداث صورة 1919 وما أعقبها من تحولات.
كل شىء ممكن لو أخذنا الأمور بمأخذ الجد.