في ذكراه.. قصة البابا سيمون الأول الذي تأمر كهنة الإسكندرية لقتله

في ذكراه.. قصة البابا سيمون الأول الذي تأمر كهنة الإسكندرية لقتله
يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، الجمعة، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة البابا سيمون الأول، البطريرك الثاني والأربعين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الجمعة، 24 أبيب لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنّه في مثل هذا اليوم عام 700 ميلادي، وفاة البابا سيمون الأول، البطريرك الثاني والأربعين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويذكر السنكسار أنّ هذا البابا كان سرياني الجنس وقدمه والداه إلى دير الزجاج الذي فيه جسد القديس ساويرس الأنطاكي الكائن غربي الإسكندرية، فترهب به وتعلم القراءة والكتابة وحفظ أكثر كتب الكنيسة، ورسّمه البابا أغاثون قسا ولما ذاعت فضائله وعلمه انتخبوه للبطريركية ورسم بطريركا في 19 ديسمبر سنة 692 ميلادي.
ويشير السنكسار، إلى أنّ البطريرك كان يعيش على الخبز والملح بالكمون والبقول.
ويكشف السنكسار، عن أنّ بعض كهنة الإسكندرية حنقوا على البابا فتآمروا على قتله واتفقوا مع أحد السحرة فأعطاهم سما قاتلا في زجاجة وقدموها للبابا على أنّها دواء ليستعمله ويدعو لهم، فأخذها وبعد التناول من الأسرار الإلهية شرب منها فلم تؤذه، وإذ فشلوا في مؤامرتهم وضعوا سما آخر قاتلا في فاكهة التين واحتالوا على المكلف بعمل القربان حتى منعوه ذات ليلة من عمله، وذهبوا إلى البابا في الصباح وقدموا له التين هدية وألحوا عليه حتى تناول جانبا منه، فلما أكله تألم من ذلك ولزم الفراش مدة 40 يوما.
ويتابع السنكسار: "وحدث أنّ الملك عبد العزيز حضر إلى الإسكندرية وسأل عن البطريرك فعرفه الكتبة النصارى بما جرى له، فأمر بحرق الكهنة والساحر فتشفع فيهم البطريرك، ليعفو الملك عن الكهنة وأحرق الساحر".
وأردف السنكسار: "سمح الملك للبابا بعمارة الكنائس والأديرة فبني ديرين عند حلوان قبلي مصر، وكان هذا البابا عين قسا اسمه مينا وكيلا على تدبير أمور الكنائس وأموالها وأوانيها وكتبها، فأساء التصرف وبلغ به الآمر أن أنكر ما لديه من مال الكنائس وحدث أنّه مرض فانعقد لسانه عن الكلام، ولما سمع البابا بذلك حزن وسأل الله أن يشفيه حتى لا تضيع أموال الكنائس ثم أرسل أحد تلاميذه لزوجة القس ليسألها عن مال الكنائس، قبل أن يسرع القس للبابا نادما باكيا وقدم ما لديه من مال الكنائس".
ومنع البطريرك الأقباط من اتخاذ نساء آخريات علاوة على نسائهم، فحرمهم حتى رجعوا عن الآثم، وأقام على كرسي البطريركية 7 سنوات و7 أشهر.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.