أزهري يفسر سر الطواف حول الكعبة عكس عقارب الساعة ودلالات الرقم 7

أزهري يفسر سر الطواف حول الكعبة عكس عقارب الساعة ودلالات الرقم 7
رغم قصر الحج على المقيمين بالسعودية فقط هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، إلا أن شعائره مازالت ذات صدى قوي، حيث إن اليوم يعتبر أولى أيام الحج، كما وصفت دار الإفتاء المصرية اليوم الثامن من ذي الحجة، المعروف بـ يوم التروية أيضا.
بيوم التروية يتنقل ضيوف الرحمن إلى مشعر منى عقب ارتداء ملابس الإحرام، ويبيتون به اتباعًا لسنة الرسول، ويصلون فيه خمس صلواتٍ، الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة.
وعقب ذلك يعود الحجاج إليه مجددا في صبيحة اليوم العاشر، بعد وقوفهم على صعيد عرفات، ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة، لرمي الجمرات، مبتدئين بالصغرى ثم الوسطى نهاية بالكبرى.
كما يتمتع مشعر منى، بمكانة خاصة، حيث يقع بين مكة المكرمة والمزدلفة، على مسافة 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، لا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
سبب تسمية يوم التروية
سُميَ يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ وفقا للإفتاء، موضحة أن العلامة البابرتي قال في "العناية شرح الهداية": [وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى].
وأضافت أنه: "سمي بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال العلامة العيني في "البناية شرح الهداية": [وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية] اهـ."
وهدان: الطواف عكس الاتجاه بالكعبة من أجل القلب
وأكد أيضا الشيخ محمد وهدان، العالم الأزهري، أن يوم التروية سُمي بذلك الاسم لأن النبي إبراهيم عليه السلام رأى في هذه الليلة ذبحه لنجله إسماعيل فتروى بهذه الرؤيا أولا ظنا منه أنها من الشيطان، لتتكرر باليوم التالي "عرفه" ويتأكد أنها من الله، وتكرر بأول يوم العيد ليخبر نجله بها استعداد لتنفيذها قبل أن يفاديه الله تعالى بالأضحية.
وفسّر وهدان، لـ"الوطن"، سبب الطواف حول الكعبة المشرفة عكس اتجاه عقارب الساعة في الحج والعمرة، بأن الإنسان قلبه في جهة اليسرى، لذلك يريد الله تعالى أن يطوف القلب وليس الجسد فقط، لزيادة التعلق بالحق سبحانه، فضلا عن أن المؤمن يطلب من تلك الشعائر رضا صاحب البيت الكريم.
أما الطواف لـ7 مرات، أوضح أنه يرجع لأن الرقم سبع به أسرار كثيرة، منها عدد طبقات السماء والأرض وأيام الأسبوع والاستواء الرحمي للجنين وأن الله يظل بظله 7 يوم القيام، وأن عزيز مصر رأى في منامه 7 بقرات و7 عجاف، وغيرهم من الأمثلة التي تدل على فضل رقم سبعة.
وتابع العالم الأزهري أن تلك الأيام المباركة يجب فيها على المؤمن ذكر الله كثيرا والمبادرة بالأعمال الصالحة فيها، ومنها مساعدة العمالة المتأثرة بكورونا، حيث يضاعف فيه سبحانه وتعالى الأجر والثواب.