اختصام 5 وزراء في استجواب برلماني بسبب هدم المقابر الأثرية بمصر

كتب: ولاء نعمة الله

اختصام 5 وزراء في استجواب برلماني بسبب هدم المقابر الأثرية بمصر

اختصام 5 وزراء في استجواب برلماني بسبب هدم المقابر الأثرية بمصر

تقدمت النائبة داليا يوسف عضو مجلس النواب، باستجواب برلماني ضد الحكومة ممثلة في رئيس الوزراء ووزراء الآثار والأوقاف والرى والموارد المائية والتنمية المحلية والإسكان بشأن هدم المقابر التاريخية والأثرية في مصر، وما يمثل ذلك من انتهاك للدستور المصري، وحقوق الإنسان المخالفة للمواثيق الدولية وأحكام وفتاوى الشريعة الإسلامية.

وقالت داليا يوسف، في استجوابها، إن الوزارات السابق ذكرها، قامت بانتهاك حرمة الموتى وحرمة الملكية الخاصة والحقوق الإنسانية للمواطن المصرى، بارتكابها اعتداءات بالهدم للمقابر الخاصة للمواطنين، رغم كونها ملكية خاصة لهم، بهدف توسعة الطرق، ومحاربة العشوائيات.

وأشارت إلى أن الحكومة خالفت نصوص الشريعة الإسلامية والشرائع الأخرى والتى رسخت على احترام الموتى وحقوقهم، وتكريم الله عز وجل للمتوفى.

أوضحت النائبة داليا يوسف أن نص المادة 160 من قانون العقوبات المصري تتضمن عقوبة هدم القبور بالحبس وبالغرامة، حيث نص القانون على معاقبة كل من انتهك حرمة القبور أو الجبانات أو دنسها أو خرب أو كسر أو أتلف أو دنس مبانى معدة لإقامة شعائر دين أو رموزًا أو أشياء أخرى لها حرمة عند أبناء ملة أو فريق من الناس.

وأشارت إلى أن ذلك المشكلة اتضحت فى هدم المقابر الأثرية والتراثية، وتضم القاهرة قرافتين هما "القرافة الصغرى من المقطم وحتى منطقة الإمام الشافعي، القرافة الكبرى وهي من صلاح سالم والدراسة وباب النصر ومنه حتى أول مدينة نصر حاليًا وبها صحراء المماليك"، وبين القرافتين تفرع جبانتين هما "جبانة المجاورين خلف القلعة، وجبانة الغفير الشرقية تقع بين المقطم والعباسية وبها مدافن الغفير ومنشية ناصر والدويقة شمال قلعة الجبل".

وقالت إنه على حساب مقابر الغفير تقرر إنشاء محور الفردوس بهدف توصيل ميدان الفردوس بشارع صلاح سالم ومن الأخير إلى محور المشير طنطاوي وهذا يعني هدم مقابر بمناطق "الغفير ـ منشية ناصر ـ الدويقة"، ومع انتشار صور المقابر المهدومة ذهب كثيرون إلى أن ما يتم تسويته بالأرض آثار صحراء المماليك ،والتى تضم 36 أثرا مسجلا وهي عبارة عن خانقوات وقباب وأسبلة.

وأشارت النائبة داليا يوسف إلى أن بيان وزارة الآثار بشأن عدم تسجيل هذه المقابر كأثر، يمكن الرد عليه في عدد من النقاط أهمها أن هذة المقابر حتى ولو لم تسجل كأثر، فإنها تعد جزءا لا يتجزأ من قوة مصر الناعمة نظرا للطراز المعماري إذ أن المقابر التي تصفها الوزارة بالحديثة بنيت قبل 100 سنة وأكثر وكلها مبنية على طرز إسلامي يستحق الحماية الأثرية من باب أنه نسيج فني وعمراني للمنطقة، فالأزمة ليست في أنها غير مسجلة وإنما الكارثة أنها لم تسجل أصلاً.

ومما لا تعلمه وزارة الآثار أنه جرت العادة عند أهل أموات مصر زمان من عليه القوم أو حتى ميسوري الحالي هو بناء تربة عائلية أو مدفن كبير على طراز إسلامي وتلك عادة لم تنقطع حتى آخر 70 سنة مثل محمد محمود باشا وزير الداخلية الذي بنى فوق قبره قبة بمنطقة مدافن الإمام.

واستطردت قائلة: أغلب الموتى المدفونين في تلك المقابر لهم ارتباط وثيق بالتاريخ المصري الإسلامي والمعاصر مثل الشيخ بكري الصدفي مفتي الديار المصرية الذي رفض التصديق على إعدام قاتل بطرس غالي وغيرهم مثل عبود باشا صانع الاقتصاد المصرى وشخصيات أخرى كان لها تأثير في تاريخ مصر الحديث، ومسألة عدم أثرية هذه المقابر لا تعني هدمها.

وشددت داليا يوسف على أن وزارة الآثار في مصر لديها سجل أسود في التعامل مع ما تسميه (مقابر حديثة) فحين قررت محافظة القاهرة تطوير منطقة باب النصر تقرر هدم عدد من القبور بحجة أنها غير أثرية لتظهر بعد سنوات فضيحة ثقافية تمثلت في أن من ضمن الشخصيات التي سويت قبرها بالأرض المؤرخ تقي الدين المقريزي والعالم الإسلامي الكبير عبد الرحمن بن خلدون.

وقالت "إن وزارة الآثار تتعامل بإهمال في ملف سياحة المقابر فهناك شخصيات لها ثقل تاريخي كبير في مصر وقبورها الآن مرتع لجلسات شرب الحشيش وممارسة الرذيلة مثل قبر العز بن عبدالسلام"، لافتة إلى عدم وجود حصر بقبور الشخصيات التاريخية المهدومة في منطقة صحراء المماليك وارتفعت حصيلة قبور الشخصيات التاريخية المهدومة في هذه المنطقة جهة مقابر الغفير والدويقة ومنشية ناصر إلى 7 شخصيات تاريخية (حتى الآن) دون المساس بالمدافن المسجلة كأثر أو المنشآت التاريخية الـ 36 بالشارع.

ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة قبور الشخصيات التاريخية التي تعد بمثابة رموز مصر الوطنية، وشددت على أن الخطورة الحقيقية من جراء ما قامت به الحكومة من هدم المقابر، هو صورة مصر الخارجية، فهناك صدى دولي مؤثر يرسم صورة ذهنية أن مصر تنتهك حرمات المقابر لاسيما الأثرية، فوسائل الأنباء الدولية تناقلت هذه الأمور بطريقة سلبية تؤثر على صورة مصر الخارجية في الحفاظ على تراثها والحفاظ على الكرامة الإنسانية، وتساءلت قائلة: لماذا تصر الحكومة على تشويه ما يقوم الرئيس ببنائه يوما بعد يوم من تصحيح الصورة الذهنية وتثبيت أركان الدولة؟.


مواضيع متعلقة