مشروع "عفيف" لنشر اللغة العربية فى جزر القمر: البداية من مصر

كتب: سحر عزازى

مشروع "عفيف" لنشر اللغة العربية فى جزر القمر: البداية من مصر

مشروع "عفيف" لنشر اللغة العربية فى جزر القمر: البداية من مصر

وُلد مُحبًا للغة العربية داخل دولة لغتها الرسمية الفرنسية، فقرر أن يُعلمها فى كبره لأبناء وطنه جزر القمر، حتى ينشرها بين الكبار والصغار ويعيد إليها مكانتها التى استحوذت عليها لغة المستٌعمر، جاء الشاب عفيف إسماعيل، إلى مصر طفلًا ابن الـ13، لتعلم اللغة العربية وإتقانها حتى يعود ليحقق حلم طفولته بإنشاء مدرسة متخصصة فى تعلم كافة علوم اللغة العربية فقط، كبديل للمدارس الحكومية التى تتحدث بالفرنسية، وبدأ حلمه بكتابة مقالات تشويقية وتحفيزية لشباب بلده.

يروي "عفيف"، 25 عاماً، أنه جاء مصر عام 2008 وهو طفل لدراسة اللغة العربية في الأزهر، والتحق بالمرحتين الإعدادية والثانوية، على أن يدرس في كلية اللغة العربية تحت رعاية خاله، مؤكدًا أنه لم يجد مكانًا لدراستها في وطنه إلا داخل كُتاب تعلم فيه القرآن وأمور بسيطة تتعلق بالصلاة: "المشكلة عندنا أن اللغة العربية ضعيفة جدًا لا نتلقاها إلا في داخل المسجد رغم أن 99% من السكان مسلمين وليس لدينا ديانة أخرى".

يتعجب من تراجع اللغة العربية في وطنه رغم أنها لغته الأولى لارتباط تاريخ بلده بالتاريخ الإسلامى والعربى، وأول من نزل عليها كانوا العرب واختارو لها هذا الاسم: "حتى السلاطين كانوا عرب وجاءت لغة المستعمر لطمس ومحو هويتنا".

يرى "عفيف" أن العربية أفضل من الفرنسية في التعبير: "كل من تعلم الفرنسية والعربية من أبناء بلدي يفضلون العربية في جوانب عدة"، مؤكدًا أن بلده من ضمن الدول الأعضاء داخل جامعة الدول العربية، فكيف تكون لغتهم العربية ضعيفة، موضحًا أن جميع المدارس داخل بلاده تدرس بالفرنسية وجميع التعاملات الرسمية بها فرنسية بجانب لغة محلية للتواصل بين عامة الشعب: "نفسي لم تمل للفرنسية وتوقفت عن دراستها في المرحلة الابتدائية، وأحلم بأن أعود لبلدي لأدرسها لجميع الأجيال المقبلة".

يدين "عفيف"لمصر التي يعتبرها وطنه الثانى بالفضل فى تعلم لغته المحببة، بل وتعليمها لغير الناطقين بها، مؤكدًا أنه عزم على التفوق فيها وأن حبه لها جعله لا يعود إلي بلده حتى الآن مختتماً: "التحقت بالدراسات العليا وصبرت كل هذه السنوات حتى أعود بعلم نافع".


مواضيع متعلقة