لماذا اختار السيسي الأسد في حديثه بافتتاح الروبيكي؟

كتب: دينا عبدالخالق

لماذا اختار السيسي الأسد في حديثه بافتتاح الروبيكي؟

لماذا اختار السيسي الأسد في حديثه بافتتاح الروبيكي؟

لم ينفصل يوما، منذ توليه الرئاسة، عن هموم وأزمات الشعب، لذلك بين مختلف المناسبات والاحتفالات وحتى افتتاح المشروعات الكبرى، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على التطرق لما يشغل أذهان المواطنين والرد عليه لطمأنتهم وإطلاعهم على مستجدات الأمور بشفافية.

وهو ما تكرر اليوم، خلال افتتاح السيسي للمدينة الصناعية في الروبيكي التي تعد أول مجمع صناعي متكامل ومتخصص في الصناعات الجلدية باستثمارات محلية وأجنبية، حيث تحدث عن أزمة سد النهضة الحالية مع أثيوبيا، وأكد على أهمية التفاوض للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف.

خلال حديثه، وجه الرئيس رسالة هامة مفادها عدم التنازل عن حقوق البلاد في الأزمة على الإطلاق، بقوله: "الأسد محدش بياكل أكله.. والأسد مش كلام.. كل واحد في موقعه يبقا أسد صغير وكلنا نبقا أسد كبير وحقنا يبقا مش في المياه بس ومحدش يقدر يجور علينا".

 

رئيس دفاع البرلمان: الرئيس استخدم الأسد للتأكيد على الحفاظ على حقوق مصر

استخدام كلمة الأسد، كان لها صدى رنان بين الملايين من المواطنين الذين تداولوا الرسالة بشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك فسرها اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان، أنها ذات دلالات هامة.

وقال عامر، لـ"الوطن"، إن الرئيس يحرص على سياسة الشفافية مع الموطنين، لذلك يؤكد أنه يهدف لبناء السلام بعيدا عن العنف أو التهديد بالقوة فيما يخص دوائر الأمن القومي ما لم يضطره الأمر لذلك.

وتابع أن مصر سلكت عدة سبل لحل الأزمة مع أثيوبيا، منها الوساطة مع أمريكا وحتى اللجوء إلى مجلس الأمن وغيرهم من أجل حفظ حق أثيوبيا في التنمية، وحق الحياة لمصر كونها تعتمد على النيل كمصدر رئيسي للمياه، ولذلك فهي لن تفرط في حقوقها على الإطلاق لا سيما ذلك الحق الغالي، كالأسد الذي لا يترك حقوقه.

 

استشاري نفسي: "الأسد" تضمن 3 رسائل هامة.. للأطراف الخارجية والنظام والشعب

كما فسر استخدام كلمة الأسد، الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، بأنها ذات رسالة واضحة وحاسمة، وهي أن الرئيس لن يسمح لأي فرد أو جهة أو دولة بإيذاء مصر، حيث تواجه البلاد حاليا عدة تحديات على الصعيد الخارجي وفيما يخص حدودها الدولية، أو حربها مع الإرهاب.

ويرى فرويز أن ذلك الوصف له 3 أبعاد هامين، أولها رسالة للأطراف الخارجية بأن مصر كالأسد ولها عرين تحميه بقوة، والثاني للمواطنين حيث إنها رسالة طمأنينة بأن البلاد لن تترك أي من حقوقها أو نصيبها في أراضيها ومستحقاتها، وثالثا يعني ثقة عالية بقدرات الدولة والنظام.

ويعني الأسد القوة والفخامة والشدة والعنف، في رأي الاستشاري النفسي، موضحا أن تلك التصريحات ستعكس شعورا كبيرا بالأمان بين الشعب وستقوي من العلاقة مع النظام ورفع الحالة المعنوية لهم في مسار التحديات الخارجية.

 

أستاذ لغة عربية: الأسد هو معنى القوى والشجاعة لدى العرب

للكلمة أيضا دلالة في صميم اللغة العربية، وفقا للدكتور أحمد عمار، الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب فيجامعة القاهرة، حيث اعتمده العرب قديما كدلالة للشجاعة والقوة والحسم، وهو ما زال ممتدا حتى الآن، لذلك استخدمه الشعراء والأدباء في قصائدهم وكتباتاهم.

وأكد عمار أن الشعراء العرب استخدموا عدة أسماء للأسد، والذي كان محورا هاما في الفن نظرا للحياة الصحراوية القديمة، حيث منهم من وصف نفسه بالليث، ومنهم من استعان بذلك الوصف للتعبير عن الخصم الذي يشببهه بقدرته القوية ولكنها لن تفوق قدرته وتحوله لحيوان آخر أقل قوة منه بكثير بجانبه، كتعبير على القوة البالغة والثقة بالنفس، ومنها أحد الأبيات الشعرية للمتنبي الذي قال فيه: "أسد فرائسها الأسود يقودها.. أسد تصير له الأسود ثعالبا".

وأوضح أن استخدام الرئيس لها له دلالة على قوة مصر وسيطرتها على الأمور وأنها الأقوى بالمنطقة ولن تفرط في حقوقها كالأسود التي تحمي عرينها، ولن تخضع لأي محاولات بالضغط عليها وستظل تدافع عن حقوق شعبها للنهاية.


مواضيع متعلقة