أساتذة طب وقائي يحذرون من تحول المجازر إلى بؤر لتفشى فيروس كورونا

كتب: رؤى ممدوح

أساتذة طب وقائي يحذرون من تحول المجازر إلى بؤر لتفشى فيروس كورونا

أساتذة طب وقائي يحذرون من تحول المجازر إلى بؤر لتفشى فيروس كورونا

رغم التراجع الملحوظ فى عدد الإصابات والوفيات الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، إلاّ أنّ القلق لا يزال قائما، خاصة مع اقتراب حلول عيد الأضحى، الذى تصاحبه طقوس ذبح الأضحية وسلخها داخل المجازر.

ويشهد مكان الذبح تجمعات كبيرة داخل مساحات ضيقة يصعب فيها تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، الأمر الذي حذرت منه بعض الدراسات الأجنبية، التي أفادت بأنّ الأجواء داخل المجزر، التي تتسم بالبرودة لحفظ اللحوم، بالإضافة إلى الهواء الجاف، قد تسمح لجزيئات الفيروس بالانتقال لأكثر من 8 أمتار، ما قد يؤدى لتحول المجازر إلى بؤرة رئيسية لتفشي الوباء.

تقول إيناس عبدالرحيم، مدرس الصحة العامة والطب الوقائى فى كلية الطب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إنه ليس هناك نتائج قاطعة تؤكد العلاقة بين درجة الحرارة وارتباطها بمدى سرعة أو انحسار انتشار عدوى فيروس كورونا تحديدا، كونه فيروس مستجد لا تتوفر عنه معلومات كافية، مشيرة إلى أنّه على الرغم من ذلك، إلاّ أنّ الفيروسات الأخرى بشكل عام كالإنفلونزا، تنتشر في الأجواء الباردة بشكل مكثف.

وتؤكد مدرس الصحة العامة، أنّ المجازر من الممكن أن تصبح بؤرة لانتشار عدوى الفيروس التاجى "كورونا"، نتيجة الاختلاط وعدم مراعاة التباعد الاجتماعى، مشيرة إلى أنها تعد بؤرة أيضاً لانتشار العديد من الأمراض بشكل عام: "الدبح في المجازر بيزيد معدّل انتشار أي عدوى سواء فيروسية أو بكتيرية وده بسبب التعامل والاحتكاك المباشر مع صوف وجلد الذبيحة بالإضافة إلى إن نقاط الدم اللي ممكن تتناثر وقت الدبح، بتشكل عامل أساسي لنقل العدوى بصفة عامة".

وتتابع: "سبب ربط المجازر بكورونا هي التجمعات اللي بتحصل في السلخانة وقت الذبح، فبالتالي لازم يكون في التزام تام، وكامل من جميع الحاضرين بضرورة اتباع الإجراءات الوقائية، وارتداء المريلة الجلد، بالإضافة إلى ماسك يغطي الوجه بالكامل وقفازات طبية سميكة".

وتقول سوزي محفوظ، مدرب زمالة مكافحة العدوى بمستشفى الزاوية العام، إنّ ما ورد في الدراسة باحتمالية تحول المجازر إلى بؤر للعدوى تؤكده الأنباء الصينية التي أشارت إلى أنّ مصدر انتشار الفيروس في مدينة ووهان الصينية، التي تعد بؤرة الوباء الذي تفشى في العالم بعد ذلك، كان داخل إحدى أسواق بيع اللحوم والأسماك والمنتجات البحرية في المدينة.

وتشير "سوزي"، إلى أنّه من الصعب الجزم بأنّ أسواق اللحوم أو المجازر هي المصدر، لكنها بيئة خصبة وحاضنة للفيروس، بسبب كونه مكان مغلق ومزدحم: "ممكن جزيئات الفيروس تنتشر لأبعد من متر في الهواء الجاف لمسافة تصل لأكتر من 6 متر وعشان كده بتشكل بؤرة".

وتتابع: "الفيروس لما بيخرج من الأنف أو الفم، بيكون محمل بإفرارزات، ولما بتجف وزنه بيكون خفيف وبالتالي بتكون لديه القدرة على السباحة في الهواء فترة طويلة، بالإضافة إلى أنّ الأغشية المخاطية ومخرجات الذبيحة ممكن تكون سبب في نقل كورونا وفيروسات أخرى".


مواضيع متعلقة