مخرج مشهد تأميم القناة في "ناصر 56": أصبح المرجع الوحيد لخطاب الرئيس

10:11 م | الأحد 26 يوليو 2020

64 عاما مرت على بدء التخطيط لإنهاء التبعية للراية البريطانية وسيطرة المصريين على بلادهم، تميهدا لنقلها من العهد الملكي إلى لجمهوري، على يد الضباط الأحرار، وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من خلال ثورة 23 يوليو 1952، ثم الإعداد للخطوة الأهم، وهي تأميم قناة السويس، والتي جسدها فيلم "ناصر 56" للنجم الراحل أحمد زكي، وتحل اليوم ذكراها.

المخرج محمد فاضل، مخرج فيلم "ناصر 56"، تحدث لـ"الوطن" عن كواليس مشهد تأميم القناة، والصعوبات التي واجهته، وتجهيزاته للعمل مع أحمد زكي.

وقال مخرج الفيلم محمد فاضل، إن مشهد التأميم كان أصعب مشاهد الفيلم وذلك لأن بورصة المنشية التي ألقى عبدالناصر فيها خطاب التأميم كانت محترقة، وغير موجودة، ما دفعنا لبناء مبنى آخر جديد، من قبل شركة المقاولون العرب، ولكن بالخرسانة وليس كديكور عادي، لأنه كان هناك 200 شخص جالس في المبني، فكان لابد أن يُبنى بشكل حقيقي.

فاضل: مونتاج مشهد التأميم استمر أسبوعين.. وجمعنا 5 آلاف مواطن

وأضاف "فاضل" لـ"الوطن"، أنه ذهب برفقة مهندس الديكور نبيل سليم، إلى مكتبة الإسكندرية، للاضطلاع على الرسومات الأصلية التي صممها النمساويون والبلجيكيون، وكان من أوائل المباني التي شيدت في مدينة الانتاج الإعلامي، مؤكدًا أنه صمم أن يكون الفيلم بتقنية تصوير أبيض وأسود.

وأشار مخرج "ناصر 56"، إلى أن مشهد التأميم تطلب نحو 5 آلاف مواطن، تم جمعهم من قرى مختلفة، لافتًا إلى أنه قابلته أزمة لعدم وجود حمامات ومطاعم في مدينة الإنتاج آنذاك، وهو ما وجدت له مديرة الإنتاج الراحلة أمينة المعداوي حل، "جابت حمامات صحراوي عشان الناس تقعد تغير وتاخد راحتها".

كما أوضح أن المشهد استغرق تصويره 3 أيام، اليومين الأوائل كانا لمشاهد المواطنين والأحداث الخارجية، وثالث يوم كانت اللقطات الخاصة بأحمد زكي، "قعدت مع أحمد زكي حوالي سنة قبل الفيلم وذاكرنا كويس، وقاللي إن هو كان عايز يأدي ويتقمص الشخصية مش يقلد".

وأردف "فاضل" أن أعمال المونتاج للمشهد استمرت لمدة إسبوعين كاملين، من أجل خللق التوازن بين خطاب ناصر وبين مشاهد الاستيلاء وكلمة السر، وهو ما أبدع فيه المونتير كمال أبو العلا، بمساعدة الموسيقى الواقعية المصاحبة للموسيقار ياسر عبد الرحمن.

وتابع: "قبل تصوير المشهد بحث كثيرًا عن أي تصوير لمشهد التأميم، اللي كانت بتسجله وقتها جريدة (مصر الناطقة)، وهي جريدة سينمائية كانت تصدر عن ستوديو مصر، ولكن ما لقتش أي داتا، معرفش هو ضاع ولا حد أخده، ولكن الأكيد هو إن المشهد اللي أخرجته في الفيلم أصبح هو المرجع الوحيد لخطاب تأميم قناة السويس".