نبيلة يوماتي كعب داير.. تجمع بواقي أكل المحلات لإطعام القطط: كأني كلت

نبيلة يوماتي كعب داير.. تجمع بواقي أكل المحلات لإطعام القطط: كأني كلت
شارع واسع أسفل كوبري علوي، تسير السيارات فيه طوال اليوم بلا توقف، كل يتجه نحو مقصده، وعلى جانبي الطريق توجد مخلوقات ضعيفة، حيوانات تقف في حرص، تنتظر من يُشفق عليها بلقمة زائدة عن حاجته، قبل أن تخرج قطة من بينها وتتجه نحو قدمي سيدة مسنة، تمسح جسدها في قداماها، وكأنها تعرفها وتعلم أنها ستأتي لها بالطعام، فتحنو السيدة عليها وتمسح على جسدها بيدها، "متخافيش أكلك جاي".
نبيلة محمود، سيدة تبلغ من العمر 63 عاما، تطرق أبواب المحلات تسألهم عن فضلات الطعام، الذي زاد عن حاجة العمال، أو عظام الدواجن او قشور الأسماك، حتى تذهب بها إلى حيوانات الشوارع من قطط وكلاب، "دول مبيعرفوش يطلبوا أكل بيستنوا مننا نعطف عليهم، ولما بشوفهم بياكلوا بحسس كأني أنا اللي كلت".
تخرج السيدة ابنة النوبة في محافظة أسوان، من منزلها التي تعيش فيه برفقة شقيقتها، بحثًا عن طعام للحيوانات، على الرغم من أنها تحتاج للمال لأنها ليس لها مصدر للرزق يوى معاش يصل لـ500 جنيه فقط في الشهر، ولكنها ترى أن الأولى الكائنات التي لا حيلة لها.
"بعدي على المحلات وأسألهم كلتوا إيه النهاردة، وأشوف لو حاجة ينفع القطط والكلاب ياكلوها باخد بواقيها وأجمعها، ساعات بيكونوا واكلين طبيخ واليوم ده مباخدش، وهما بقوا عارفني وبقيت عارفة الأيام اللي بياكلوا فيها فراخ ولحمة وسمك عشان أجيلهم"، تقول نبيلة.
بابتسامة رضا، تصف السيدة الستينية حالتها الاجتماعية البسيطة، والتي لا تمنعها أن تحنو على القطط، "أنا بطلب المساعدة وفي ناس ولاد حلال بيساعدوني ويدوني فلوس، إنما دول ميعرفوش يطلبوا، ربنا مدينا عقل عشان نطعمهم ونعطف عليهم".
سعادة كبيرة تشعر بها "نبيلة" بعدما تطعم القطط والكلاب، وتفتح كيس بلاستيكي من بواقي الطعام التي جمعتها، لتجري القطط وتتعارك فيما بينها على مناب كلًا منها من الطعام، قبل أن توعدهم بأكلة جديدة في يوم تالي.