التقاط أول صور لأكبر قمر في المجموعة الشمسية

كتب: مصطفى الصبري

التقاط أول صور لأكبر قمر في المجموعة الشمسية

التقاط أول صور لأكبر قمر في المجموعة الشمسية

تدور المركبة الفضائية العلمية "جونو" حول كوكب المشترى وأقماره وتراقبها بشكل كثيف منذ 4 سنوات حتى الآن، ولكن لا تزال لديها بعض المفاجآت، منها أنه للمرة الأولى صورت القطب الشمالي لأحد الأجسام الغريبة في المجموعة الشمسية، قمر المشترى "جانيميد"، أكبر قمر في المجموعة، إذ كشفت الصور الجديدة أن المطر المستمر للبلازما عليه غيّرت بشكل كبير سطحه الجليدي.

"جانيميد" جسم رائع حقًا، فهو أكبر قمر في المجموعة الشمسية بأكملها، ويبلغ عرضه 5268 كيلومترًا، وهو أكبر من كل الكواكب القزمة في الحجم، ويتكون من جليد مائي وصخور سيليكات، مع قشرة مجمدة ملفوفة حول محيط سائل، ملفوفة حول قلب حديد سائل، بحسب موقع "science alert" العلمي المتخصص.

ويُعتقد أن هذا القلب يمنح "جانيميد" نقطة تمييز أخرى، وهي أنه القمر الوحيد في النظام الشمسي الذي له غلاف مغناطيسي خاص به، ناتج عن الحمل الحراري في القلب.

لأن جانيميد يدور حول المشترى داخل المجال المغناطيسي الكوكبي، فإن الغلاف المغناطيسي للقمر مضمن فيه أيضًا، وهذا يخلق موجات بلازما قوية بشكل مثير للإعجاب حيث تتسارع جسيمات البلازما على طول خطوط المجال المغناطيسي المعقدة.

وهذا التسارع على طول خطوط المجال المغناطيسي له تأثير آخر أيضًا، وهو الشفق، فهنا على الأرض، يتم توجيه هذه الجسيمات إلى المناطق القطبية، حيث تتفاعل مع الذرات العالية في الغلاف الجوي لتوليد عروض ضوئية مذهلة.

ومع ذلك، فإن جو "جانيميد" متواضع، إذ يتم التخلص من نسبة كبيرة من البلازما مباشرة على سطحه، وبحسب الصور الجديدة الملتقطة بالأشعة تحت الحمراء، والتي تم التقاطها بواسطة أداة Juno Jovian Infrared Auroral Mapper (JIRAM)، هناك تأثير مستمر للبلازما على سطح "جانيميد" مثل المطر.

وقال عالم الكواكب اليساندرو مورا الباحث في معهد "جونو" التابع للمعهد الوطني للفيزياء الفلكية في إيطاليا: "تظهر البيانات الجديدة أن الجليد في القطب الشمالي لجانيميد وما حوله تغير بسبب هطول البلازما عليه، وهذه ظاهرة تمكنا من التعرف عليها لأول مرة مع جونو لأننا قادرون على رؤية القطب الشمالي بأكمله".

فعلى الأرض، وعلى معظم سطح جانيميد، يتم ترتيب الجزيئات الموجودة في معظم الجليد في نمط سداسي منظم للغاية، ولكن في ظل ظروف معينة، يمكن أن تقع هذه الشبكة الأنيقة في حالة من الفوضى الهيكلية، وهذا الشكل المضطرب يسمى الجليد غير المتبلور، وفي حين أنه نادر على الأرض، إلا أنه شائع إلى حد ما في الفضاء، وحبوب الغبار في السحب بين النجوم والمذنبات والأجسام الجليدية.

ثلاثة من أقمار المشترى، يوروبا وكاليستو وجانيميد، جليدية، ومن المثير للاهتمام أن لديهم ملفات ثلج مختلفة، جليد كاليستو بلوري، ويوروبا غير متبلور، وجانيميد مزيج غريب، ووجدت الأبحاث السابقة أن هذا قد يكون له علاقة بقرب المشتري من كل قمر، مثلا يوروبا هو الأقرب، وبالتالي يخضع لأعلى مستوى من الإشعاع من أحزمة الإشعاع الناتجة عن الغلاف المغناطيسي للمشتري، وكاليستو الأبعد، ويخضع لأقل إشعاع.

ويقع جانيميد بينهما، واقترح العلماء سابقًا أن مجاله المغناطيسي يوجه الإشعاع إلى أقطابه، مما يؤدي إلى تركيز أكبر للجليد غير المتبلور في تلك المواقع، وتم التحقق من صحة ذلك الآن من خلال بيانات "جونو"، و يعتقد فريق "جيرام" أن القصف المستمر للجسيمات المشحونة على المناطق القطبية يمنع الجليد من تكوين بنية بلورية.

ويمكن أن تكشف الملاحظات المستقبلية المزيد عن هذه الظاهرة الرائعة، إذ تتمثل مهمة جونو الأساسية في مراقبة المشتري، ولكن هناك المزيد من المهام المكرسة قيد التطوير، إذ تخطط وكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق مركبة فضائية تسمى JUpiter ICy moons Explorer (JUICE) في عام 2022 لدراسة كل أقمار المشترى.


مواضيع متعلقة