أخطاء لا تقع فيها في العشر الأوائل من ذي الحجة

كتب: رحاب عبدالراضي

أخطاء لا تقع فيها في العشر الأوائل من ذي الحجة

أخطاء لا تقع فيها في العشر الأوائل من ذي الحجة

أقسم الله بها في قرآنه، (والفجر.. وليالٍ عشر) لذا فإن الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة لها فضل كبير، ويستحب فيها فعل العديد من الطاعات لأنها أفضل الأيام عند الله، وفيها يوم عرفة، وهو يوم الحج الأكبر الذي تغفر فيه الذنوب والخطايا، وتعتق فيه الرقاب من النار.

أخطاء في العشر الأوائل من ذي الحجة

 ومع تعظيم العبادات وتضاعف أجر ثواب الأعمال في هذه الأيام، فقد جاء في صحيح الإمام البخاري عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر فقالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، وهناك أخطاء يقع فيها بعض الأشخاص في العشر الأوائل من ذي الحجة، حيث لا يغتنموها على أكمل وجه، ولا يفعلوا فيها الطاعات ولا يكترثون بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد فيه، فالواجب على المسلم أن يبدأ بالتكبير حال دخول عشر ذي الحجة، وينتهي بنهاية أيام التشريق، لقوله تعالى {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}.

قال الإمام البخاري: (وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما).

وإذا كانت الطاعات سبب من أسباب القرب إلي الله، فالمعاصي سبب رئيسي من أسباب البعد عن الله، فقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب ارتكبه. ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).

أعمال مستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة

ذكر الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بعض الأعمال التي يمكن ممارستها في العشر الأوائل من ذي الحجة، أبرزها الصلاة والصدقة والصوم والتهليل والتكبير وأفضلها قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير"، و"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا".

أوصانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوظائف عدة في الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، مؤكدًا أن العمل الصالح فيها أعظم من الجهاد في سبيل الله، وقال إن هناك 13 عملا مُستحبًا في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة لكي نفوز بفضلها، أوصانا بها النبي - صلى الله عليه وسلم-، وهي: "الحج والعمرة، الصلاة لوقتها، الصدقة، بر لوالدين، صلة الأرحام، التوبة والاستغفار، قراءة القرآن، الأضحية، كثرة الذكر، التهليل والتكبير والتحميد، الصوم، الدعاء يوم عرفة".

ويستحب الإكثار من الذكر في العشر الأوائل من ذي الحجة، كما قال الله تعالى: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ".

وأشار "الأطرش"، إلى أنه يُسن صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة، كما أوصى بالدعاء يوم عرفة، وقال النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "أفضل الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ".

وعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامةً، ومنها عشر ذي الحجة بأمور منها:

١- التوبة الصادقة : فعلي المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامةً بالتوبة الصادقة، والعزم الأكيد علي الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، وكما قال تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).

٢- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام: فينبغي للمسلم أن يحرص حرصًا شديدًا على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، والله تعالى يقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

ماذا كان يفعل الصحابة في العشر الأوائل من ذي الحجة

وقد أدرك السلف الصالح ومن تبعهم قيمة هذه الأيام، فتنافسوا على الخير والعمل الصالح فيها تنافسا عظيما، وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه، بل كان يدعو إلى عدم إطفاء السُرج، كناية عن طول القيام وكثرة الأعمال الصالحة فى هذه الأيام المباركة، وكان المفضل بن فضالة إذا صلى عصر يوم الجمعة خلا في ناحية المسجد وحده، فلا يزال يدعو حتى تغرب الشمس.

 


مواضيع متعلقة