مع انتهاء الثانوية العامة.. سر هوس أولياء أمور وطلاب بكليات القمة

كتب: لمياء محمود

مع انتهاء الثانوية العامة.. سر هوس أولياء أمور وطلاب بكليات القمة

مع انتهاء الثانوية العامة.. سر هوس أولياء أمور وطلاب بكليات القمة

انتهى منذ يومين طلاب الثانوية العامة من أداء امتحاناتهم ، وخلال أيام قليلة سيبدأون في اختيارت الكليات التي تحدد مستقبلهم بعد ظهور النتيجة والتي من المنتظر أن تكون بعد عيد الأضحى المبارك.

ودائما ما يسيطر على الآباء وبعض الطلاب هوس كليات القمة والتي بالنسبة لهم هي الكليات الأعلى في المجموع مثل الهندسة أو الطب بغض النظر عن حبهم لها أم لا.

وفسر الأمر الدكتور محمد هاني استشاري الصحة، موضحا أن كليات القمة هي جزء من  الطموحات والأمال التي ترسخت في عقلهم عن طريق آبائهم منذ بداية المراحل التعليمية طمعا في أن يطلق عليه لقب الطبيب أو المهندس أو باحث علمي، أي أنها مجرد مظاهر اجتماعية فقط ولا يوجد فرق بين أدبي أو علمي أو كلية وأخرى سوى في المجموع والمهنة فقط، "اللي بيدخل كلية مجموعها 99% زي اللي بيدخل كلية مجموعها 80%، المهم الطالب عايز إيه وهيثبت نفسه في إيه".

وحذر استشاري الصحة النفسية في حديثه لـ"الوطن"، الأسر من الضغط على أبنائهم وإجبارهم على دخول غير مقتنعين بها نظرا لأن ذلك قد يخلق طالبا ذا مشاكل نفسية ومهتز ويعاني من فقدان الثقة ويتسبب في تحويله لشخص فاشل غير قادر على إثبات نفسه وفاقد لهويته في المجتمع.

ونصح "هاني" الأسر بتشجيع أولادهم على دخول الكلية التي يريدونها لأنهم يستثمرون في مستقبلهم ، "الحاجة اللي الإنسان هيعملها وهو بيحبها هيبدع فيها وهيتحمل مشاكلها وعواقبها ويثبت نفسه".

كما أن الأمر يتوقف أيضا على قدرة الطالب الاستيعابية، وهناك بعض الآباء الذين يدخلون أبنائهم معاهد أو كليات خاصة إذا لم يحصلوا على المجموع المناسب لدخول إحدى المليات ذات المجموع العالي (القمة)، من أجل الحصول على اللقب الاجتماعي فقط (طبيب أو مهندس)، لو تم الغصب على الطالب لن يستطيع التعايش مع الكلية لأنه لا يحبها ولن ينجح بها وقد يترك التعليم نهائيا.

وأشار "هاني" إلى أنه لا بد أن توفر الأسرة المناخ المناسب مع الابن أو الابنة للاختيار وفقا لقدراته وطموحه وارتياحه النفسي "لازم يختار الطالب بنفسه الكلية عن اقتناع وعن حب لأن ده مستقبله".

وعن سر التمسك بهوس كليات القمة، شرح استشاري الصحة النفسية أن نظرة المجتمع قديما وحتى الآن ترسخت في وجدان الآباء والأجداد بأن الطب والصيدلة والهندسة، هي كليات القمة وأن من يلتحق بها فهو ناجح ومجتهد وأما من يفشل بها فهو إنسان غير مجتهد وفاشل، وذلك نابع من المظاهر الاجتماعية فقط فالمجتمع يميز بين المهن أيضا وينظر لهم بنظرة طبقية، إذ أن الطبيب أو المهندس أو الإعلامي يحصل على قدر أكبر من الاحترام وتجد الجميع يحاولون التقرب أما المهن الأخرى مثل المدرس أو الفنان فينظرون لهم على أنهم أقل شأنا وذلك ليس صحيحا على الإطلاق فكل منهم له دوره المهم ودونهم قد ينهار المجتمع.

"احنا بنظلم الناس اللي بيدخلوا كليات تانية زي الحقوق والآدابوالتجارة ، مع أنهم ليهم مراكزهم العلمية، زي المحاسب من كلية تجارة اللي ممكن يبقى مسؤول عن حسابات شركة كبيرة، وممكن يكون رئيس بنك كمان"، وفقا لـ"هاني".

وشدد على أن الطالب يجب أن يختار ما يحب بدعم من أهله، لأن ذلك يولد لديه القدرة على إثبات الذات والثقة بالنفس، ولا بد أن ترى الأسرة قدرات أبنائها وميولهم ورغباتهم وتشجعها وتنميها، ويجب أيضا أن يخبر الطالب منذ البداية قبل الالتحاق بالثانوية العامة من الأساس عن رغباته وطموحه المستقبلي "استثمروا مستقبل أولادكم في كلياتهم وشوفوا الحاجة المناسبة لرغباتهم وقدراتهم مش لمظهركم الاجتماعي، وبلاش ضغط خالص، الشهادة مش اسم وخلاص".

وأكد استشاري الصحة النفسية أن المفاهيم الخاطئة والمظاهر الاجتماعية الزائفة هي التي ولدت "هوس كليات القمة" منذ سنوات عديدة، ولكنها تخلق طالبا غير سوى نفسيا بالإضافة لكونه غير ناجح مهنيا ويجب عدم الضغط على الإطلاق "كل كلية ليها مكانتها العلمية، الهوس ده بيدمر حياة الشخص تماما وبتحوله لشخص فاشل لأنه اتحط في مكان غير مناسب ليه".


مواضيع متعلقة