أستاذ اجتماع: يجب على مؤسسات المجتمع نشر الوعي ومعالجة أسباب التحرش

أستاذ اجتماع: يجب على مؤسسات المجتمع نشر الوعي ومعالجة أسباب التحرش
قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن وقائع التحرش منتشرة بطريقة كبيرة داخل مجتمعنا خلال السنوات الماضية، ولكن البلاغات ضد تلك الوقائع هي التي انتشرت خلال الفترة الأخيرة.
وأوضحت منصور أن أسباب تلك الظاهرة عديدة منها ما يعود إلى الشباب والفتيات، وأخرى خاصة بالبيت والأسرة، بالإضافة إلى الدراما والفن والنماذج التي يتم طرحها من خلالهم، مع أسباب تتعلق بالشارع نفسه وممارساته، وأنه لدينا حالة من فقدان الترابط الأخلاقي داخل المجتمع وتحديدًا خلال 15 عامًا الأخيرة، لأن هناك بعض الثوابت حدث لها خلل، قائلة: "المجتمع بطل يحاسب، والعقوبات الاجتماعية مبقتش موجودة لأن مش كل العقوبات قانون فقط، ودي زي الاحتقار والتوبيخ وعدم التعامل والعزل، واللي بيقوم بها المجتمع بشكل عام لمواجهة السلوكيات الخاطئة".
وأكدت "هالة" أن ردود الأفعال تجاه السلوكيات والتصرفات الخاطئة أصبحت غير متوقعة ومختلفة تمامًا عما كان يحدث من قبل، لأن الشارع نفسه بدأ يشجعها ويصفها باللطيفة أو خفة دم أو تقليد لفنان في مشهد معين، كما أن هناك خللا داخل المنزل وغياب رقابتهم لأبنائهم، مضيفة: "ده غير الدراما اللي بتعرض نماذج للشخصيات المنحرفة كما لو أنها أصبحت حالة عامة، والأعمال الفنية دلوقتي بتصدر صورة البنت المنحرفة على أنها البنت المصرية، وده مش صحيح وبيرسخ مفاهيم مغلوطة لدى الشباب".
وأشارت "أستاذ علم الاجتماع" إلى أن البعض داخل المجتمع لا يعيب الرجل ويلقي بالمسؤولية كاملة تجاه المرأة أو الفتاة، ويربوا أبنائهم على أن الفتى يفعل ما يحلو له، والفتاة عليها أن تلتزم بكافة الحدود، ولكن هذا غير صحيح لأن المسؤولية مشتركة بين كافة الأطراف، ولن نستطيع بشكل عام أن نعمم الخطأ من جانب الرجل أو الفتاة إلا بعد تحليل كل حالة وفقًا لتفاصيلها، مضيفة: "الموضوع مش سببه الأساسي هو لبس البنت بس، لأن كنا زمان بيلبسوا كت وميني جيب ولم يتعرضوا لمثل تلك الوقائع، لكن النهارده محجبات ومنقبات وأطفال وبيتعرضوا للتحرش بكل أنواعه، لأن المجتمع حول جميع العلاقات الإنسانية إلى حيوانية، مثل أحد البرامج الشهيرة التي كانت خاصة بالعلاقات الزوجية وتربط سر السعادة الزوجية بالعلاقة الجنسية فقط، وده خلل مجتمعي وأخلاقي، لأننا حولنا العلاقة بين الأزواج إلى العلاقة دي بس".
ومن أجل تقليل من تلك الظاهرة التي انتشرت داخل المجتمع، توضح "هالة" أنه يجب في البداية دراسة الأسباب بشكل اجتماعي متعمق حقيقي بحيث لا يتم أخذ أحكام مسبقة، ولا يتم التركيز على سبب على حساب آخر، إلى جانب حملات التوعية المختلفة، وأنه يجب على كل منظومة ومؤسسة داخل المجتمع من إعلام وتعليم ومؤسسات دينية وأسرة أن تنشر الوعي وتُعالج الأسباب الرئيسية، متابعة: "لأننا طول ما بنتعامل مع الآثار الناتجة وسايبين الأسباب الحقيقة، هتفضل الحالات الموجودة ومنتشرة"، مشيرة إلى أنه يجب إعادة طرح النماذج الإيجابية في الأعمال الفنية، وتنفيذ عقوبات ضد من يقومون بتلك الوقائع حتى يصبحوا عبرة للآخرين.