طبيب نفسي: الحالة المرضية للمتحرش لا تعني إعفاءه من العقوبة الجنائية

كتب: محمد سعيد الشماع

طبيب نفسي: الحالة المرضية للمتحرش لا تعني إعفاءه من العقوبة الجنائية

طبيب نفسي: الحالة المرضية للمتحرش لا تعني إعفاءه من العقوبة الجنائية

قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن التحرش له العديد من الأنواع المختلفة، وينقسم إلى: أولا "التحرش العرضي"، وهو شخص عادي كان مع الضحية في مكان ما في نفس التوقيت، وشعر وقتها بالضعف تجاه الضحية، وبالتالي تعرض لها بالتحرش، وأنه ليس من الضرورة أن يُكرر ذلك السلوك لأنه ليس لديه دوافع قوية للتحرش ولكن جاءت الواقعة وفقًا لظروف خاصة في وقتها فقط.

وأكد "المهدي" أن النوع الآخر منه هو "التحرش المرضي"، وفيه نوع من الضغط الداخلي لدى الشخص أو نوع من الاضطرابات والتشوهات النفسية تدفعه لممارسة التحرش، وينقسم هو الآخر إلى عدة أنواع منها "التحككي" وهو الذي ينتهز فرصة الوجود في أماكن مزدحمة ويتحكك بالسيدات أو الفتيات، و"الاستعرائي" والذي يجد النشوة لديه عندما يُظهر أعضاءه الجنسية أمام الضحية ويستمتع بحالة الدهشة أو الصدمة لديها، و"السادي" وهو الذي يستمتع بتعذيب الضحية بحيث تصبح خائفة أو مرعوبة نفسيا أو جسديا، وأخيرًا "السيكوباتي" وهو من يتحرش بالضحية ويمارس بعدها الابتزاز عن طريق صور أو فيديوهات خاصة بالضحية، متابعًا: "الحالات المرضية للمتحرش لا تعني إعفاءه من العقوبة الجنائية أو المساءلة القانونية، بل نضعها فقط في الاعتبار لتوضيح أنه لديه قابلية لتكرار واقعة التحرش".

وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن واقعة التحرش لها آثار سلبية على الفتاة التي تعرضت للتحرش، سواء آثار قريبة المدى وهي الشعور بالإهانة الشديدة والصدمة والغضب وأحيانا بالقلق والخوف والتوتر، ويضطرب النوم وتفقد الشهية للأكل، وأحيانا تتوجه لنفسها باللوم على أنها السبب في ذلك، وفي أوقات أخرى تكون لديها الرغبة في الانتقام، ومن الممكن أن تدخل في مرحلة اكتئاب أو ما يسمى "كرب ما بعد الصدمة"، أما الآثار بعيدة المدى والتي تظهر خاصة إذا تكررت وقائع التحرش، يصبح لديها نوع من الاكتئاب وفقد الرغبة في الأشياء، ونظرة سلبية تجاه الجنس الآخر بحيث ترى الرجل كائنا حيوانيا وعُدوانيا، ومن الممكن أن يؤثر عليها في رفض فكرة الزواج فيما بعد، قائلا: "في حالات أخرى لدى بعض الفتيات من الممكن مع تكرر الوقائع أن ينفتح عندها هذا الملف وتصبح متقبلة فكرة انتهاك الخصوصية لديها وقد تنغمس في ممارسات جنسية منفلتة وخاصة إذا حدث ذلك من خلال أحد المحارم".

أما عن التعامل من جانب أفراد الأسرة تجاه الفتاة أو السيدة التي تعرضت للتحرش، أوضح "المهدي" أنه لا يجب أن يبدأوا بتوجيه اللوم عليها ومحاسبتها، ولكنهم يجب أن يستمعوا لها جيدًا ويشجعوها أن تحكي تفاصيل أكثر، ويبدأوا في إجراءات الحصول على حقها من المتحرش، مضيفًا: "لازم يبقوا مساندين لها جدًا في المرحلة دي، لأنهم لو عملوا العكس ووجهوا اللوم لها في البداية هتقفل ويزداد الأذى النفسي لديها، وتبقى كده اتأذت مرتين، مرة من المتحرش ومرة من أسرتها"، مؤكدًا أنه في الغالب لا تحتاج اللاتي تعرضن للتحرش إلى طبيب، ولكن هناك بعض الحالات القليلة وتصل نسبتها إلى 20% هي التي لا تستطيع المرور بسلام من ذلك الموقف، وهي الحالات التي تعرضت فيها للتهديد أو العنف أو إهانة شديدة أو تكررت أكثر من مرة، أو جاءت من أحد المحارم، وتحتاج وقتها إلى برنامج للتعافي من آثار تلك الصدمة، "ده يتوقف على التماسك النفسي وصلابة الشخصية قبل حادث التحرش، والمساندة اللي وجدتها".


مواضيع متعلقة