سيدات يروين وقائع تحرش تعرضن لها: "مش هنسيب حقنا بعد كده"

سيدات يروين وقائع تحرش تعرضن لها: "مش هنسيب حقنا بعد كده"
قصص الفتيات أو السيدات التي تتعرض لمختلف أنواع التحرش سواء في الشوارع أو وسائل الموصلات المختلفة لا تنتهي، وتتكرر تلك الوقائع بشكل يومي، وتختلف معها ردود أفعالهن ما بين الخوف والهروب من الموقف وقتها، أو التصدي لتلك المحاولة بكل حزم وقوة رغم صعوبة الموقف.
"هند": كنت مقررة وقتها إني أروح قسم الشرطة عشان أبلغ عنه لكن الناس فضلت تهدي فيا وقتها
"هند أحمد"، اسم مستعار، 26 عامًا، تسكن بإحدى المناطق الشعبية بوسط القاهرة، تحكي عن قصتها مع التحرش التي مر عليها قرابة عامين عندما كانت تسير برفقة صديقتها في أحد شوارع مصر الجديدة، وتفاجأت أثناء سيرها بمجموعة من الشباب يقفون بالطريق، وعندما اقتربت منهم "هند" وهي في طريقها بدأ أحدهم في إطلاق بعض الألفاظ الجنسية التي لم تستطع هند قولها فيما بعد، وأكملت "الفتاة العشرينية" سيرها مع صديقتها، ولكن تفاجأت أن نفس الشاب يردد تلك الألفاظ تجاهها مرة أخرى، وفي تلك اللحظة تُقرر "هند" عدم السكوت على إيذائه لها لفظيًا لتلتفت إليه ويعلو صوتها بالشارع وينتبه إليها جميع المارة والموجودين بالشارع، وفقًا لحديثها، قائلة: "الناس كلها اللي في الشارع رجالة وستات اتلمت حوالينا، وكنت مقررة وقتها إني أروح قسم الشرطة عشان أبلغ عنه، لكن الناس فضلت تهدي فيا وقتها، وأجبروا الشاب على الاعتذار قدامهم كلهم".
ندمت "هند" بعد ذلك أنها لم تحرر محضرا تجاه ذلك الشاب، وبررت ذلك بأنه منذ عامين لم تكن تلك البلاغات كثيرة مثل الفترة الحالية، وأشارت "هند" إلى أنها محجبة ولم تكن ترتدي هي أو صديقتها أي ملابس مثيرة أو فاتنة، قائلة: "من وقتها مبقتش أمشي في أي شوارع هادية، وبقلل ركوب المواصلات العامة مثل الأتوبيس والميكروباص، وبعتمد على المترو أو تاكسي أو أوبر، أنا بقيت أدفع فلوس أكتر بس في سبيل إني أحمي نفسي"، مؤكدة أن صديقاتها تعرضن لمثل تلك الأنواع من التحرش في سواء في المواصلات العامة أو الشوارع أو الحفلات الغنائية، "بعذر البنات اللي بتخاف تكبر الموضوع أو تعمل محضر لأن الموقف نفسه مبيبقاش حلو خالص وصعب على أي بنت، بس خلاص لازم أي بنت أو ست تتعرض للتحرش إنها تروح القسم وتبلغ عنه ومتخافش من حاجة حتى لو كان الشخص ده هي عارفاه أو زميلها في الشغل".
"صفاء": لازم البنات تطمن إنه يبقى في أماكن البنت تلجأ لها لو حصل معاها أي موقف
أما صفاء محمود، اسم مستعار، 28 عامًا، تسكن بمنطقة مصر الجديدة، تعرضت هي الأخرى للتحرش ولكنه كان جسديًا هذه المرة منذ حوالي 3 سنوات، عندما كانت في طريقها إلى مدينة أسوان ضمن رحلة تابعة لإحدى الوزارات، وتفاجأت أثناء جلوسها في الأتوبيس أثناء رحلة الذهاب بيد تملس ظهرها من الخلف، وعندما التفتت إليه حاول الرجل الذي يجلس في مقعد خلفها التظاهر بالنوم، ولكن "صفاء" لم تصمت على ذلك التعدي وأبلغت مشرفة الرحلة بتلك الواقعة على الفور، ونفى الرجل فعله للتحرش الجسدي، وعندما وصلت "الفتاة العشرينية" إلى أسوان انتظرت يومًا كاملا ولم تأخذ المشرفة أي إجراءات، حسب كلام "صفاء"، مضيفة: "تاني يوم كنت في مكان سياحي معروف هناك، ولما لاقيت إن محدش عمل حاجة ضده عملت أنا محضر مع شرطة السياحة، وبالفعل روحنا كلنا القسم، لكن للأسف زوجة الرجل ده عملت محضر إني تعديت عليها وهي حامل عشان يبقى محضر قدام محضر، وعشان كنت للأسف هتحجز اليوم ده في القسم مع كمان ضغط كل اللي حواليا اتنازلت عنه".
وعن قدرة البنت على التصدي لمثل تلك الوقائع والحفاظ على حقها ضد المتحرش، تقول صفاء: "البنات بينقسموا لأكتر من شخصية في منهم اللي بتخاف وتسكت، وفي اللي بتعرف تاخد حقها، ولازم يبقى في توعية للبنات في كل وسائل الإعلام، ولازم البنات تطمن انه يبقى في أماكن البنت تلجأ لها لو حصل معاها أي موقف"، وأكدت أنه يجب أن تكون هناك إجراءات قانونية وعقاب لكل من يُقدم على مثل تلك الأفعال حتى يصبح عبرة لباقي المتحرشين.
"شيرين": لو كل بنت راحت تبلغ عن كل واقعة المتحرشين دول هيخافوا يكرروا تاني
الحفلات الغنائية نظرًا لازدحامها الشديد من جانب الحضور يحدث بها وقائع تحرش مختلفة، وهو ما حدث بالفعل مع شيرين محمود، اسم مستعار، 33 عامًا، والتي تعرضت لذلك الموقف العام الماضي في إحدى الحفلات لمطرب شهير، حضرتها برفقة أصدقائها، وأحست من خلفها بيد لمست جسدها، وفكرت أن ذلك دون قصد بسبب الازدحام ولكن مع تكرار تلك الحركة التفتت وراءها وقامت برفع صوتها قائلة جمل توبيخ لفاعلها الذي لا تعرفه، وغيَّرت مكانها بصعوبة بعد ذلك الموقف لتجنب حدوثه مرة أخرى، وفقًا لحديث "شيرين"، قائلة: "السبب في الظاهرة دي إن عندنا مشكلة في تربية الولاد والبنات، وهي إن الولد يعمل اللي هو عايزه لكن البنت عليها حدود كتيرة، وإن اللوم دايما بيقع عليها لوحدها".
وأكدت "شيرين" أن الفترة الأخيرة وخاصة عقب واقعة بنات الفنان الشهير شريف منير، ثم الشاب "أحمد بسام"، وانتهاء بالطفلة ابنة لاعب كرة القدم عمرو السولية، شجعت الفتيات على الإبلاغ عن وقائع التحرش دون خوف تمامًا، مضيفة: "لو كل بنت راحت تبلغ عن كل واقعة، المتحرشين دول هيخافوا يكرروا تاني، وبكدة نقدر نقلل من الظاهرة دي، والمفروض إننا كلنا مش منسيبش حقنا بعد كدة".