"حافظ الأسد".. كتاب جديد لـ"البطران" عن فترة حكم الرئيس السوري السابق
الكاتب الروائي حمدي البطران
صدر حديثا للكاتب الروائي حمدي البطران، كتاب "حافظ الأسد.. أوهام الحرب والسلام" عن دار غراب للنشر والتوزيع، ويتناول الكتاب فترةِ حكمِ الرئيسْ حافظْ الأسدْ، حيث تولى منذُ مارسَ 1971 إلى 10 يونيو 2000 لسوريا.
وقال البطران، لـ"الوطن"، إنّ الكتاب يتحدث عن عدةَ موضوعاتٍ في تاريخِ سوريا وحافظَ الأسد، وهيَ موضوعُ الوحدةِ والانفصالِ معَ مصرَ، وموضوعَ الحربِ في 1967 و1973، وأسباب فشل السوريين في الحرب، وأخيرا موضوعُ السلامِ ومباحثاتهِ المطولةِ والتي لمْ تنته إلى شيءٍ.
وتابع: كما يتناول الكتاب بالتفصيلِ علاقةَ سوريا وحافظَ الأسدُ بالاتحادِ السوفيتيِ، وموقفَ الاتحادِ السوفيتيِ منْ علاقةِ مصرَ بسوريا وموقفهِ منْ حربِ 1967، وموقفَ روسيا منْ عمليةِ السلامِ.
وزاد المؤلف: "أوضحنا فرصُ السلامِ التي تسببَ الاتحادُ السوفيتيُ في ضياعها على سوريا ومصر منذ بداية أزمة هزيمة 1967، وإجبارهُ سوريا ومصر على الدورانِ في فلكهِ. كما تحدث عنْ علاقةِ حافظْ الأسدْ الشائكةَ والغريبةِ بالرئيسِ الساداتْ، واتهاماتُ بعضِ المؤرخينَ والكتابِ السوريينَ للرئيسِ الساداتْ بخيانةِ سوريا. وفصل الكتاب علاقةَ حافظْ الأسدْ بصدامْ حسينْ ومعمرِ القذافي منْ أمريكا وإيران ولبنانَ وعلاقتهِ بالقضيةِ الفلسطينيةِ وتنظيمِ الإخوانِ المسلمينَ في سوريا".
وأوضح: "طوالَ فترةِ حكمِ الرئيسْ حافظْ الأسدْ، كانَ الأسدِ مهووسا بتأمينِ نظامهِ، ما أثرَ على الحرياتِ العامةِ، وكانَ يؤمنُ بمنطقِ القوةِ إلى الحدِ الذي يجعلهُ متجردا منْ أيِ قيمٍ أخلاقيةٍ. دعاةُ ذلكَ إلى عدمِ الاعتمادِ على المؤسساتِ المدنيةِ والدستوريةِ الهشةِ التي أوجدها أثناءَ حكمهِ، والاعتمادُ أساسا على الجيشِ وأجهزةِ المخابراتِ لتأمينِ استقرارِ النظامِ، وهوَ النظامُ الذي حولِ سورية إلى قوةٍ إقليميةٍ فاعلةٍ في الشرقِ الأوسطِ، للمرةِ الأولى في التاريخِ الحديثِ.
وأضاف: "كما استفادَ حافظْ الأسدْ منْ وجودِ الضباطِ العلويينَ، في الجيشِ والمخابراتِ للاستفادةِ منهمْ لتأمينِ النظامِ. وتكوينَ نواةٍ صلبةٍ لنظامهِ. بعدُ أنْ تزايدتْ نسبتهمْ منذُ مرحلةِ الانتدابِ الفرنسيِ. أيضا استفادَ الأسدْ منْ وجودِ أبناءِ الريفِ، وفقراءُ المدنِ الذينَ اجتذبهمْ النظامُ إلى تولي صفوفٍ متقدمةٍ منْ السلطةِ، فقدْ كانَ النظامُ في حاجةٍ فعليةٍ إلى أبناءِ الريفِ، ومنهمْ ، فاروقْ الشرعْ نائبُ الرئيسِ، ومصطفي الزعبي رئيسُ الوزراءِ، العمادُ مصطفى طلاسْ وزيرُ الدفاعِ، وناجي جميلٍ رئيسِ المخابراتِ الجويةِ، وسليمانْ القداحْ الأمينُ العامُ لحزبِ البعثِ ، وهذا جعلَ النظامُ يعتمدُ على فكرةِ القبليةِ والعشائريةِ الاثنيةِ ، وهوَ ما يستبعدُ الصراعُ الطبقيُ لنظامٍ يقومُ على القبائلِ والعشائرِ".
وتابع: "كذلكَ وافقَ الأسدِ على قرارِ الأممِ المتحدةِ رقمِ 338. والداعي إلى التفاوضِ المباشرِ معَ إسرائيلَ على أساسِ القرارِ 242، واستنادا إلى هذا قبلَ الأسدِ المباحثاتِ المكوكيةَ معَ كيسنجرْ وزيرُ خارجيةِ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ، وعقدتْ اتفاقَ فضِ الاشتباكِ في مايو 1974، استردتْ سورية بموجبهِ مدينةُ القنيطرة، يومها ترددَ أنَ كيسنجرْ بدأَ يستميلُ الرئيسْ الأسدْ، بدليلِ اتفاقِ فضِ الاشتباكِ، والاستقبالُ الحافلُ الذي لقيهُ الرئيسْ الأمريكي نيكسونْ،غير كل مباحثات السلان كانت هزلية، ولم تقدم أي إنجاز ملموس نحو تحريك السلام وتحرير الجولان".