السد العالي.. 50 عاما على بناء أحد أهم المشروعات الهندسية بالقرن الـ20

كتب: أحمد البهنساوى

السد العالي.. 50 عاما على بناء أحد أهم المشروعات الهندسية بالقرن الـ20

السد العالي.. 50 عاما على بناء أحد أهم المشروعات الهندسية بالقرن الـ20

"السد العالي"، وصفه البعض بأنه أهم المشاريع الهندسية في القرن العشرين، وعدد آخرون مزاياه وما قد يعتبروه من سلبيات، فبعد 11 عاما من أعمال البناء، انتهى المصريون من إقامة السد العالي في مثل هذا اليوم (21 يوليو) قبل 50 عاما من الآن.

والسد العالي عبارة عن سد مائي على نهر النيل في جنوب مصر، يستخدم لتوليد الكهرباء، وأنشئ في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وساعد السوفييت في بنائه، كما ساعد السد كثيرا في التحكم بتدفق المياه، والتخفيف من آثار فيضان النيل، ويبلغ طوله 3600 متر، بينما تبلغ عرض قاعدته 980 مترا، وعرض قمته 40 مترا، بينما الارتفاع 111 مترا.

ويصل حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من الأسمنت والحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر من خلاله تدفقا مائيا يصل إلى 11 ألف متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.

بدأ بناء السد في عام 1960 واكتمل في 1968، وقدرت التكلفة الإجمالية له بمليار دولار، وعمل في بنائه 400 خبير سوفييتي، كما ثُبِّت آخر 12 مولد كهربائي به في 1970، وافتتح السد رسميا في 1971.

وصدر تقرير عن الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبرى عام 2001 وقيم السد العالي في الصدارة في المشروعات كافة، وذكر أنه تجاوز ما عداه في المشروعات الهندسية المعمارية، واختارته الهيئة الدولية كأعظم مشروع هندسي شُيِّدَ في القرن العشرين، متخطيا جميع المشروعات العملاقة الأخرى مثل مطار "شك لاب كوك" في هونج كونج، ونفق المانش الذي يربط بين بريطانيا وفرنسا.

وأكد التقرير الدولي أن السد العالي تفوق على 122 مشروعا عملاقا في العالم، لما حققه من فوائد عادت على الجنس البشري، حيث وفر لمصر رصيدها الاستراتيجي في المياه، بعد أن كانت مياه النيل تذهب سدى في البحر المتوسط خلال الفيضانات عدا 5 مليارات متر مكعب يتم احتجازها.

ومن الآثار الإيجابية للسد العالي، أنه عمل على حماية مصر من الفيضان والجفاف أيضا، حيث إن بحيرة ناصر تقلل من اندفاع مياه الفيضان، وتخزنها للاستفادة منها في سنوات الجفاف.

وعمل السد العالي أيضا على التوسع في المساحة الزراعية نتيجة توفر المياه، والتوسع في استصلاح الأراضي، وزيادة مساحة رقعتها من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان، كما أدى أيضا لزراعة محاصيل أكثر على الأرض، نتيجة توفر المياه، مما أتاح 3 زراعات كل عام، وكذلك التوسع في زراعة المحاصيل التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لريها، مثل الأرز وقصب السكر، وجرى كذلك تحويل المساحات المزروعة بنظام الري الحوضي، إلى نظام الرى الدائم.


مواضيع متعلقة