صارع التيار 10 دقائق.. تفاصيل إنقاذ طفل "البلاعة" من الموت بالزقازيق

كتب: نظيمه البحرواي

صارع التيار 10 دقائق.. تفاصيل إنقاذ طفل "البلاعة" من الموت بالزقازيق

صارع التيار 10 دقائق.. تفاصيل إنقاذ طفل "البلاعة" من الموت بالزقازيق

10 دقائق كاملة تعلقت خلالها روح الطفل حسن عبدالله حسن، 12 عامًا، بين الحياة والموت، بعدما ظل يصارع التيار داخل بالوعة صرف صحي مكشوفة سقط فيها أثناء لهوه بالشارع، حتى قدر الله له النجاة بعدما سارع شاب بالنزول إلى البلاعة وإنقاذه.

في وسط شارع "أبو نضارة" بمنطقة الإشارة بمدينة الزقازيق، كانت الأجواء هادئة باستثناء ضجيج السيارات التي تعبر الشارع دائمًا، وأثناء لهو عدد من الأطفال بجوار منزلهم أمسك الطفل "حسن" خيط طائرة ورقية للهو بها، ودون أن يدرك الصغير خطورة البلاعة المكشوفة راح يسير في الشارع مطمئنًا، إلا أن قدمه ساقته للسقوط في البلاعة التي كانت تبعد عنه خطوات معدودة، ولم ينتبه إلى خطورتها.

"وجدت الأهالي يهرولون ناحية البلاعة ويرددون أن طفلًا سقط بداخلها، فسارعت بإنقاذه".. بتلك الكمات بدأ إبراهيم أسامة مرسى، 24 عامًا، وأحد الأهالي حديثه مع "الوطن".

وتابع قائلًا: "لم أتردد لحظة واحدة للنزول إلى البلاعة، وأمسكت بحديد يوجد في الجدران فيما أمسك الطفل بقدمي".

وأردف: رغم شدة التيار الذي كاد أن يجرفني والطفل إلى أسفل البلاعة التي يصل عمقها عدة أمتار إلا أن كلمات الطفل "الحقني هموت" كانت دافعًا للاستعانة بالله عز وجل أن يمنحني القوة حتى أتمكن من إخراج الطفل وإنقاذه بمساعدة الأهالي.

وقال عبدالله حسن سالم سالم، شاهد عيان، رأينا الطفل عند خروجه من البلاعة، وكانت حالته يرثى لها، حيث تقيء مادة سائلة سوداء "صرف صحي"، كما أصيب بحالة إعياء وإغماء، ونُقل إلى مستشفى الأحرار التعليمي ثم إلى مستشفى خاص. 

وأضاف أن أعمال الرصف تتم في الشارع منذ نحو 9 أشهر دون الانتهاء منها حتى الآن، كما أن جميع بلاعات الصرف الصحي بالشارع كانت مكشوفة حتى وقت وقوع الحادثة وسقوط الطفل في إحداها.

وأردف: بعد الواقعة أرسلت الجهات المختصة عددًا من العمال لتغطية البالوعات الواحدة تلو الأخرى، لافتًا إلى أنه لرغم أن الشارع يعد أحد الشوارع الرئيسية بمدينة الزقازيق، إلا أنه لم يكن هناك أي اهتمام من المسؤولين بتغطية البالوعات رغم تعدد الشكاوى، ولم يتم ذلك إلا بعد وقوع الحادث.

وقال عبدالله حسن والد الطفل، أنه فوجئ بالأهالي يخبرونه بسقوط ابنه في البالوعة، مشيرًا إلى أن حالة الطفل كانت "صعبة".

وأوضح أن البلاعة عمقها نحو 7 أو 8 أمتار، وأن الشارع يوجد به نحو 22 بالوعة مكشوفة بحجة مباشرة أعمال رصف منذ 9 أشهر.

ووجه والد الطفل الشكر إلى من ساعدوه على إنقاذ ابنه، وكذلك الشرطة والنيابة التي فتحت تحقيقًا في الواقعة بعد تداول فيديو للحادثة، قائلًا: "ما يهمني أن يمن الله عز وجل على ابني بالشفاء"، ومضيفا أنه يحمل المسؤولية للمسؤول الذي ترك البلاعات مكشوفة.

وكان الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية توجه إلى زيارة الطفل ووجه وكيل وزارة الصحة بالمتابعة اليومية لحالة الطفل وتوفير سبل الرعاية الصحية والعلاجية له لحين تماثله للشفاء، وعودته لممارسة حياته الطبيعية بالشكل المعتاد، وكذلك التنسيق مع أستاذ أمراض نفسية لمتابعة حالة الطفل لإزالة الأثار النفسية المترتبة على سقوطه داخل غرفة الصرف الصحي.

وأكد محافظ الشرقية إحالة واقعة سقوط الطفل بغرفة الصرف الصحي للتحقيق بمعرفة الشؤون القانونية بالديوان العام، مؤكدًا تكليف إدارة الشؤون القانونية بتوقيع غرامة 1% من قيمة المشروع على المقاول المسند له تنفيذ أعمال رصف الشارع، واختصامه لدى جهات التحقيق المعنية لإهماله وتقصيرة في العمل، وعدم التنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي لتغطية الغرف، مع فتح تحقيق عاجل مع المسؤولين عن الواقعة لعدم متابعة تنفيذ أعمال الرصف بالشارع، والتأكد من تغطية غرف الصرف الصحي وتنفيذ إجراءات السلامة والتأمين حفاظًا على أرواح المواطنين والمارة.


مواضيع متعلقة