كأن شيئا لم يكن: الزحمة تعود إلى سوق العتبة.. والباعة بدون كمامات

كتب: محمد عبدالعزيز

كأن شيئا لم يكن: الزحمة تعود إلى سوق العتبة.. والباعة بدون كمامات

كأن شيئا لم يكن: الزحمة تعود إلى سوق العتبة.. والباعة بدون كمامات

يصطف الباعة على اليمين واليسار، فارشين بضاعتهم تحت الخيام القماشية لحمايتها من أشعة الشمس الحارقة، لا يكاد يفصل بين البائع والآخر سوى نصف متر وربما أقل، جالسين فوق الأرصفة يتحاكون ويتضاحكون فى انتظار الزبائن، وسط إقبال ضعيف على الشراء، ولا يعنى ذلك عدم وجود زبائن، فهم موجودون بالفعل ويتزاحمون وسط الشارع ذهاباً وإياباً، لكنهم يكتفون بالفرجة والسؤال عن السعر، وقليل منهم يقرر الشراء.. هذا هو المشهد الذى جمع الباعة والمارة فى سوق العتبة الشهير، حيث لا وجود للاجراءات الوقائية الواجب اتباعها مع تفشى وباء كورونا، ولا ظهور للكمامات أو مسافات التباعد الاجتماعى، ولا عزاء لجهود الدولة فى الحد من انتشار الفيروس.

سوق العتبة، واحد من أشهر الأسواق فى مصر، تعود فيه البائع على الإقبال الكثيف، وبسبب انتشار فيروس كورونا، أصيبت حركة البيع والشراء بالركود، بالرغم من تواجد المارة، يحكي شحاتة علي، بائع أحذية بالعتبة، معاناته مع قلة الإقبال: "بالكتير 3 أو 4 ساعات اللي بيبقى فيهم حركة وإقبال في اليوم، وخصوصاً فترة الصبح، عشان الناس بتنزل بدري، تجنباً للزحمة، وبعد العصر بيبدأ الجو يهدى والناس تقل، والزبون بقى بيدور على الرخيص ويشتريه، أو يتفرج ويمشي، مش عارفين نكسب حاجة".

الكمامة في جيبه، والكحول في درج العربة، لا يتبع "شحاتة" أي من الإجراءات الوقائية، مبرراً ذلك بأن السوق واسعة والتهوية جيدة: "طالما الشارع مفتوح مش بنخاف من الفيروس، الشمس موجودة والهواء موجود، وكله على الله، التزمنا في البداية بس بعدين زهقنا، الكمامة بقت بتخنقنا وإحنا طول النهار واقفين فى الشمس".

أحمد محمد، بائع للملابس بالعتبة، بسط فرشته منذ الصباح الباكر في السوق، منتظراً زبائنه، بعد خسارة كبيرة تعرض لها بسبب كورونا، لم يضع في اعتباره عدوى كورونا، بس كان شغله الشاغل هو تحقيق المكسب: "مش كل الناس بتنزل، واللي بينزل بيتمشي في السوق يتفرج ويسأل عن السعر وبس، كل ساعة والتانية بيجي زبون يشتري، كان شغال معانا 4 على الفرشة ومشيتهم، لأن مفيش زحمة على الملابس". تخفيض سعر المعروضات لحث الزبون على الإقبال، هي الطريقة الوحيدة لتحقيق المكسب في سوق العتبة، بحسب "أحمد": "قللنا سعر الحاجة 50 جنيه على كل قطعة عشان الزبون يشتري، لأن حالة الناس المادية صعبة، وإحنا كمان عاوزين نكسب ونصرف على بيوتنا".


مواضيع متعلقة