"غضبة الكمامة".. تفسير تسجيل العالم لأعلى نسبة إصابة بكورونا بيوم واحد

كتب: ماريان سعيد

"غضبة الكمامة".. تفسير تسجيل العالم لأعلى نسبة إصابة بكورونا بيوم واحد

"غضبة الكمامة".. تفسير تسجيل العالم لأعلى نسبة إصابة بكورونا بيوم واحد

"أكبر حصيلة إصابات يومية بفيروس كورونا المستجد في العالم منذ بدء التفشي"، كان تصريح منظمة الصحة العالمية أمس بعد رصد 237743 إصابة في 24 ساعة، في بيان أوضح أن أكبر عدد من الإصابات كان في الولايات المتحدة بنحو 77,638 إصابة جديدة، ويليها البرازيل، والهند، وجنوب أفريقيا.

الزيادة الدافعة للقلق تأتي في وقت يقترب فيه العدد الإجمالي لإصابات "كورونا" في العالم من 14 مليون حالة، الرقم الذي يتزامن من مع إعادة الفتح التدريجي وعودة الحياة الطبيعية أدراجها في معظم أنحاء العالم، رغم ذلك يرجح أطباء أن ربما السبب هو "تخلي العالم عن الكمامة".

أستاذ علم الأوبئة: ما يشهده العالم موجة ارتدادية وليست ذروة

قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصادات الصحة وعلم الأوبئة، إن أي وباء يمر بعدة مراحل تتمثل في التفشي، والتشبع والذروة ومن ثم قلة في عدد الإصابات الذي عادة ما يعود لسببين الأول اكتساب مناعة والآخر انقطاع سلسلة التفاعل بين المصابين تابع الإجراءات الوقائية مثل ارتداء الكمامات، وبالتالي انعكاس الأسباب يتسبب في موجات ارتدادية.

وأرجع أستاذ علم الأوبئة، في حديثه لـ"الوطن" أسباب الارتداد القوى في الأرقام يعود لعدة أسباب منها تقليل الإجراءات الاحترازية المدعومة بلا وعي الأشخاص حيث إن عودة الحياة بقرارات حكومية تشعر المواطنين بأنه الفيروس أضعف ما يترتب عليه ترك بعض الإجراءات الوقائية، أما السبب الثاني أن هناك دول لم تسجل أعدادًا كبيرة من الإصابات مما جعل الإصابات به أعلى لانخفاض احتمالية المناعة المكتسبة.

وأوضح عنان، أن هناك أسبابا أخرى ساهمت في تحقيق هذا الرقم مثل فتح الطيران فعلى سبيل المثال كان لبنان سجل صفر اصابات وتراجع ومن الملاحظ أن كل الإصابات من عائدين من السفر، وبالنظر إلى الولايات المتحدة والتي تسجل أعلى حصيل إصابات ليوم الجمعة، إن هناك بعض الولايات فتحت بنسبة 100% فجأة وهي أكثر الولايات تسجيلا للإصابات.

أستاذ طب وقائي: غموض الفيروس والاستهانة بالإجراءات الوقائية وراء تزايد الأعداد

من جانبها قالت الدكتورة أماني مختار أستاذ الطب الوقائي، إن هناك أبحاث تتحدث عن أن الفيروس أصبح أكثر خطورة أو أن العالم يشهد موجة ثانية لكنها كلها غير مؤكدة، في وقت يبرز فيه عودة بعض البلدان للحياة الطبيعية دون الالتزام بالإجراءات الوقائية، إلى جانب فتح خطوط الطيران مرة أخرى وتوسيع رقع انتقال الفيروس، وسط مؤشرات واضحة تسببت في هذه الأرقام.

وتابعت مختار، في حديثها لـ"الوطن"، أن من الضروري التعامل بحذر شديد مع فتح خطوط الطيران، مشيرة إلى أن الالتزاك بإجراء تحليل pcr لا يعني التحصين الكامل أو عدم انتقال العدوى نظرا لغموض الفيروس، والالتزام بكل الإجراءات الوقائية، متابعة: "الدراسات كلها متابينة لكن الكل أجمع على ضرور الوقاية، وبالتالي يجب الالتزام بارتداء الكمامات".

استشاري مناعة: تظاهرات الولايات المتحدة أحد أهم العوامل المؤثرة

وتتفق الدكتورة نهلة عبدالوهاب استشاري المناعة والتغذية، بإن الطفرة التي شهدتها أرقام الإصابات بفيروس كورونا المستجد تعود للفتح الذي شهدته العديد من بلدان العالم، إلى جانب غموض الفيوس، موضحة نحن لا نعلم مدة الأجسام المتعافين من كورونا وقدرته على مقاومة الفيروس حتى الآن حيث أصيب العديد من المتعافيين مرة أخرى، أيضا احتمالية تحور الفيروس من شخص لشخص أو من بلد لبلد، وهو من سمات العائلة التاجية من الفيروسات، "لكنا نعرف أهمية الكمامة ومتى تأثيرها في الوقاية من الإصابة بالفيروس".

وأشارت أستاذ المناعة في حديثها لـ"الوطن" إلى أن ما يثبت أهمية الإجراءات الوقائية أن الولايات المتحدة الأمريكية والتي تشهد أعلى معدل إصابات في العالم ليوم أمس، كانت تشهد حالة من الانفلات قبل نحو شهر في التظاهرات التي حذر منها أطباء العالم وعدم التزام المتظاهرين بارتداء الكمامات، وضحة أن فترات حضانة المرض تتراوح ما بين 14 لـ27 يوما.

وأكدت عبدالوهاب، ضرورة أرتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الاجتماعي وغسل الأيدي بالماء والصابون والمواظبة على تناول الطعام الصحي والخضروات الطازجة وشرب كميات كافية من المياه.


مواضيع متعلقة