سراج منير.. عاش مخلصا للفن و"حكم قراقوش" تسبب في مرضه وإفلاسه

سراج منير.. عاش مخلصا للفن و"حكم قراقوش" تسبب في مرضه وإفلاسه
تميز بإطلالات مختلفة، تارة تشعرك بأنك أمام رجل ارستقراطي، وأخرى أمام رجل متسلط، وأحيانًا شريرًا تخيفك نظرات عينيه، وكثيرًا حنونًا وطيبًا.. قدرته على التقمص، وبراعته في تقديم الشخصيات المركبة، جعلت من الفنان سراج منير، أحد أعمدة زمن الفن الجميل.
تحل اليوم الذكرى 116 لميلاد الفنان سراج منير، الذي ولد بالقاهرة يوم 15 يوليو من عام 190، كان عاشقًا للأدب ومغرمًا بالفن منذ نعومة أظافره، من خلال حرصه على المشاركة بالكتابة في صحافة المدرسة، والمسرح المدرسي، ومع انهاء مرحلة البكالوريا.
غادر "سراج" إلى ألمانيا لتحقيق حلم أسرته بدراسة الطب، واضطر هناك للعمل في بلاتوهات السينما الصامتة، من أجل الحصول على المال بجوار دراسته، وتسلل حب الفن مجددًا إلى قلبه، وبعد عدة سنوات وقبل اندلاع الحرب العالمية، عاد إلى مصر، ليفاجئ أسرته بأنه لم يحصل على شهادة الطب، ولكنه سيعمل ممثلًا، وتتوتر علاقته بأسرته، خصوصًا بعد وفاة الأب.
بدأ سراج منير، العمل في عدة فرق مسرحية، وعلى رأسهم فرقة نجيب الريحاني، وكان لـ"سراج"، إطلالة مميزة، وهيئة رياضية، لاسيما أنه كان ممارسًا جيدًا لرياضة الملاكمة، جذبت إليه أنظار صناع السينما، وكانت بدايته مع الفيلم الصامت "زينب"، أمام الفنانة بهيجة حافظ.
سراج منير، هو الاسم المركب الذي حصل عليه في طفولته، وشقيقيه يعملان في مجال الإخراج، وهما حسن عبدالوهاب، وفطين عبدالوهاب.
قدم سراج منير، على مدار تاريخه الفني، مايقرب من 140 فيلم سينمائي، منها "الإيمان، بيت الأشباح، القلب له أحكام، البؤساء، رصاصة في القلب، الوسادة الخالية، بنات اليوم، سمارة، عنتر ولبلب، شباب امرأة".
من خلال الفن، وبالتحديد مع فيلم ابن الشعب عام 1934، تعرف سراج منير، على حب عمره الفنانة ميمي شكيب، والذي دخل من أجلها صراعًا جديدًا مع أسرته الرافضة لهذه الزيجة بحجة أنها مطلقة ولديها طفلًا من زيجة سابقة، ومن ثم لا تليق بابنهم، كما رفضت أسرتها الزواج من "سراج" باعتباره ليس ثريًا بما يكفي، وبعد عدة سنوات استطاع "سراج" أن ينتصر للحب، بعد تدخل نجيب الريحاني، وتم الزواج عام 1942.
التقى سراج منير، وميمي شكيب، في عدد من الأفلام وشكلا ثنائيا فنيًا ناجحًا، منها "إنت حبيبي، علموني الحب، دهب، ابن ذوات".
قرر سراج منير، خوض تجربة الإنتاج السينمائي، وإعادة تقديم رواية حكم قراقوش التي سبق ونجحت على مسرح الريحاني، وتحويلها إلى فيلم عام 1953، من بطولة نور الهدى، وزكي رستم، وإخراج فطين عبدالوهاب، وأنفق ما يقرب من 40 ألف جنيهًا، ولكن لم ينجح الفيلم كما كان متوقعًا، ولم يحقق أرباح سوى 10 ألاف جنيه، الأمر الذي أصابه بذبحة صدرية كادت تودي بحياته، خصوصًا وأنه اضطر إلى رهن الفيلا التي كان يقطن به لتسديد مديونياته.
وأراد سراج منير، التغلب على أحزانه، والعودة مجددًا إلى التمثيل، وكان أخر أفلامه حتى نلتقي، أمام فاتن حمامة، وأحمد مظهر، وعماد حمدي، ولم يمهله القدر لاستكمال الفيلم، حتى رحل عن حياتنا عام 1957، الأمر الذي تسبب في حزن شريكة حياته ميمي شكيب، التي عاشت بعده بمفردها مايقرب من 20 عامًا.