وزير الري: المياه أهم ركائز الأمن القومي والتنمية المستدامة

كتب: محمد أبو عمرة

وزير الري: المياه أهم ركائز الأمن القومي والتنمية المستدامة

وزير الري: المياه أهم ركائز الأمن القومي والتنمية المستدامة

قال الدكتور رجب عبدالعظيم، وكيل وزارة الموارد المائية والري، إنه عند الحديث عن تحديات الزراعة المصرية فإنه يتبادر إلى الذهن التحديات المائية فالمياه هي العنصر الهام في الزراعة، ولا يخفى عليكم أن قضية المياه هي قضية حياتية مجتمعية ذات أبعاد تنموية واقتصادية عديدة.

وأضاف في كلمة الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري الموارد المائية والري، التي القاها اليوم في مؤتمر تحديات الزراعة المصرية في عصر كورونا، والذي تنظمة مؤسسة أجري توداي: "إن المياه في مصر تمثل أهم ركائز الأمن القومي والتنمية المستدامة في كل مناحي الحياة للشعب المصري، وأن إدارة الموارد المائية في مصر تواجه تحديات كبيرة نظرا لمحدودية المورد المائي المتاح (وهو حصة مصر من مياه النيل والتي تمثل ما يزيد عن 97 % من مواردنا المائية)، مشيرا إلى أنه لدينا فجوة مائية كبيرة بين الطلب على المياه والمتاح منها نحو 20 مليار م3 سنويا، وقد تناقص نصيب الفرد حاليا من المياه في مصر إلى أقل من 600 م3 سنويا مع ثبات حصتنا المائية من مياه النيل.

وأوضح أن الأمور تزداد تعقيدا نتيجة الآثار السلبية للتغيرات المناخية وارتفاع مناسيب سطح البحر وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية على كل القضايا وخاصة تدهور الإنتاجية الزراعية في منطقة الدلتا التي تعتبر أهم المناطق الاقتصادية في مصر، لافتا إلى أن هذه التحديات فرضت علينا العمل الدؤوب ومضاعفة الجهود نحو تبني سياسات فاعلة وإدارة رشيدة لمواردنا المائية من مفهوم شمولي وتكاملي، وتنفيذ برامج توعوية مكثفة لكل فئات المجتمع، من أجل ترشيد استخدام المياه والحفاظ عليها، وبمشاركة المنتفعين والقطاع الخاص.

ولفت إلى أن مِصر حرصت على أن تُعد رؤيتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030 والتي تم إطلاقها في عام 2016، وتتضمن هذه الرؤية محورا عن المياه ورؤية لإدارة مواردنا المائية ترتكز على أربعة محاور أساسية وأنشطة وبرامج فرعية تراعي تحقيق الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمؤسسية مع الأخذ في الاعتبار التكامل مع الوزارات المعنية بالدولة ومشاركة المنتفعين.

وعن هذه المحاور أوضح أنها تتضمن ترشيد استخدام الموارد المائية المتاحة وتعظيم العائد منها ورفع كفاءتها، والحفاظ على نوعية المياه وحمايتها من التلوث، وتنمية الموارد المائية، وتهيئة البيئة المناسبة لحماية الموارد المائية من خلال رفع الوعي، وإصدار التشريعات، واستخدام التقنيات الحديثة، والاستفادة من المراكز البحثية، مؤكدا أنه في هذا الإطار فقد تم الانتهاء من العديد من المشروعات والبرامج القومية خلال الخمس سنوات الأخيرة بتكلفة تجاوزت 25 مليار جنيه.

وأكد عبدالعظيم أن تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي هذا العام ببدء المشروع القومي لتأهيل الترع الفرعية بطول 6000 كم بهدف رفع كفائتها وقدرتها على توصيل المياه بالكمية المناسبة، وفي التوقيت المناسب لكل المزارعين على امتداد الترعة وهو ما يساهم بشكل كبير في زيادة الإنتاج الزراعي، وبالفعل قامت وزارة الموارد المائية والري بالبدء الفوري في التنفيذ، ووصلت الأطوال التم تم طرحها إلى أكثر من 1500 كم خلال الثلاثة شهور الأخيرة في معظم محافظات الجمهورية والبدء بالترع المتعبة التي تعاني من عدم وصول المياه للنهايات.

وعن تطوير الري أكد عبدالعظيم أن الوزارة قامت بالتعاون مع وزارة الزراعة في وضع خطة للتحول إلى الري الحديث، حيث من المقرر تغطية مساحة مليون فدان من الأراضي المستصلحة الجديدة بنظم الري الحديث ومن المقرر نهوها خلال عام، كما أن الوزارة بدأت منذ عامين في تشجيع المبادرات الفردية والممارسات الناجحة التي قام بها مجموعة من المزارعين في مجال الري الحديث والتي ثبت بالتجربة زيادة الإنتاجية الزراعية بنحو 30% بالإضافة إلى توفير مساحات للأراضي كانت مهدرة في القنوات المائية المكشوفة وأصبحت الآن مواسير مدفونة ومن ثم يستطيع الفلاح زراعة كامل الأرض.

وفي هذا الصدد دشنت الوزارة المسابقة السنوية لأفضل الممارسات لتطبيق نظم الري الحديث، حيث ساهمت هذه المسابقة في نشر ثقافة الري الحديث، وأبلغ دليل على ذلك هو تطبيق الري الحديث في قرية في محافظة المنوفية والتي بدأت بمساحة 4 أفدنة حتى وصلت الآن إلى 1200 فدان في القرية تطبق الري الحديث.

وفيما يتعلق إدارة المياه، أشار إلى أنها بدأت بتطبيق التقنيات الحديثة في إدارة المياه ومنها استخدام صور الأقمار الصناعية لمتابعة تقدم زراعة المحاصيل الاستراتيجية، خاصة الأرز بصفة أسبوعية مما ساهم إلى حد كبير في إطلاق المياه في التوقيت المناسب للمناطق التي تبدأ الزراعة ونأمل في أن تكون هذه الآلية منهجا للوزارتين- الزراعة والري- لمتابعة تقدم زراعة كل المحاصيل مما يساهم في وضع البرامج المناسبة لتوزيع المياه بين المناطق المختلفة طبقا لحالة الزراعة والتقدم في الزراعات ومن ثم تحقيق التوافق بين الطلب على المياه والمتاح منها.

ولقد بدأت الوزارتين هذا البرنامج "التوافق بين الطلب على المياه والمتاح منها" منذ سنوات ويحتاج إلى إدراج التقنيات الحديثة مثل صور الأقمار الصناعية لتفعيل هذا البرنامج.

ولفت عبدالعظيم إلى أن نظام التليمتري المطبق في وزارة الموارد المائية والري يساهم إلى متابعة حالة المياه في كل الترع والمناطق والمحافظات والتوقع بأية زيادات أو تخفيضات مطلوبة طبقا لحالة الزراعات، والأمر الذي يدعو للفخر أن هذه التقنية قد أعدها ونفذها مهندسين مصريين مما يدل على قدرة المصريين في الإبداع والابتكار ومواجهة التحديات في مجال المياه والزراعة.


مواضيع متعلقة