دعاء وفرحة والتزام.. "الوطن" بمصلى سيدات السيدة زينب في أول أيام فتحه

كتب: سمر صالح

دعاء وفرحة والتزام.. "الوطن" بمصلى سيدات السيدة زينب في أول أيام فتحه

دعاء وفرحة والتزام.. "الوطن" بمصلى سيدات السيدة زينب في أول أيام فتحه

بشوق شديد يتضح من تحديق عينيها مع كل دقيقة في عقارب ساعتها في انتظار رفع أذان العصر، وقفت فاطمة في بداية طابور المصطفات أمام بوابة مُصلى السيدات بمسجد السيدة زينب، ترتدي كمامة، يديها مشغولتان بما تحمله، اليمنى بها شنطة أدوات شخصية خاصة بها سجادة صلاة وزجاجة كحول ومناديل ورقية، والأخرى تحمل أكياسا بها أشهى المخبوزات التي تتطاير رائحتها إلى المحيطين بها كلما مرت نسمة هواء عابرة تكسر حرارة الشمس، تستعد لتوزيعها على النساء المصليات بنية إطعام الطعام احتفالا، "ما صدقنا نرجع بيت ربنا مستنية اللحظة دي بقالي شهور"، تقول بصوت مسموع لمن حولها يعج فرحًا باللحظة المنتظرة.

على مدخل مُصلى السيدات في مسجد السيدة، بأول أيام فتحه بقرار من وزارة الأوقاف المصرية، يتولى تنظيم عملية دخول المصليات أحد العاملين بالمسجد بصحبته شخص مكلف من الوزارة للرقابة على التزام الجميع بالضوابط المحددة، أولها عدم السماح بدخول أي شخص لا يرتدي كمامة مع اصطحاب سجادة صلاة شخصية، الجميع بدا ملتزمًا بالكمامة، بكل الأعمار، الطابور المصطف بالخارج يدخلن واحدة تلو الأخرى في هدوء شديد قطعه صوت المشرف على بوابة المصلى لفاطمة يمنعها من اصطحاب الطعام إلى الداخل، "الأكل ممنوع يا أستاذة"، لتحاول التفاوض معه وإقناعه بنيتها فعل الخير دون جدوى حتى اضطرت تركه بجانب الأمن لحين خروجها من المسجد.

بائعو سجاجيد الصلاة ذات الاستخدام الواحد يصطفون أمام المسجد والجميع يلتزم بالكمامة

أصوات بائعي سجاجيد الصلاة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد تداخلت مع صوت المؤذن الذي رفع أذان العصر وفقا للتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، كان أحدهم منقذًا لياسمين التي حضرت من بيتها المطل على المسجد في عجالة للحاق بصلاة الجماعة وغفلت سهوا عن إحضار سجادة الصلاة الخاصة بها، حديث جانبي مدته لم تتجاوز ثوان قليلة دار بينها وبين البائع في انتظار دورها في الدخول، "بكام سجادة الصلاة"، ليجيبها: "بـ5 جنيه بس"، فتجد فيه حلا سريعا للموقف بعد أن منع رجل الأمان سيدات مصطفات أمامها لم يحضرن المصلية الخاصة بهن.

المؤذن نطق الشهادتين واقترب الأذان من نهايته وتسارعت خطوات الجميع إلى الداخل فرحا وشوقا للصلاة، ليجدن في استقبالهن ثلاث متطوعات مندوبات من وزارة الأوقاف يباشرن عملية تعقيم الأيدي وقياس درجات الحرارة وتفتيش الأمتعة خوفًا من حمل الطعام بها، لا يمر أحد إلى الداخل دون الخضوع للفحص والتعقيم وقياس الحرارة.

 

سيدات مكلفات من "الأوقاف" بقياس الحرارة والتعقيم قبل الدخول إلى المسجد

الدكتورة وفاء عبدالسلام، إحدى الواعظات المندوبات من وزارة الأوقاف والمكلفة باستقبال المصليات بالمعقم وجهاز قياس درجة الحرارة، وقفت من قبل أذان الظهر لاستقبال المصليات وحسب روايتها لـ"الوطن" ساعات اليوم مقسمة بينهن حتى أذان العشاء لا يتركن سيدة تدخل إلا بعد قياس حرارتها وتعقيم يديها جيدا وتوعيتهن بالحفاظ على التباعد في الداخل.

"مدد يا ستنا زينب..الشفا والبركة من عندك"، كلمات ترددها سيدة عجوز داخل مصلى السيدات من الخارج علا صوتها بين الجميع لتقاطعها إحداهن، "الشفا والبركة من ربنا وحده"، الحديث الجانبي بين السيدتين لم يدم طويلًا حتى طغى صوت الإمام عليهما، معلنًا إقامة الصلاة، همّ الجميع وقوفًا في صفوف متوازية لأداء صلاة العصر الأولى بعد فتح المصلى خلال أزمة فيروس كورونا المستجد.

مسافات كبيرة تفصل كل سيدة عن الأخرى في نفس الصف داخل المسجد أثناء الصلاة، الجميع ملتزم بما أقرته الأوقاف من ضوابط لإعادة الصلاة بالمساجد، ومع انتهاء الإمام من النطق بالتسليم الأخير للصلاة بدأت العاملات في المسجد يفرقن أي تجمع وبدأت عملية إخلاء المصليات في غضون 5 دقائق فقط، "ممنوع حد يقعد بعد الصلاة ولازم نقفل الباب فورا دي تعليمات لو خالفناها نتحاسب"، تقول "ع.م" إحدى عاملات النظافة بمصلى السيدات في مسجد السيدة زينب لـ"الوطن".

الأعداد زادت في صلاة العصر بشكل ملحوظ عن صلاة الظهر، بحسب رواية العاملة بالمسجد، وتتوقع الزيادة الأكبر في توقيت صلاتي المغرب والعشاء بعد غياب حرارة الشمس، "الوقت ده في الأيام العادية في الصيف بيكون الإقبال أكبر على المسجد"، لافتة إلى عدم استقبال المسجد للمصليات النساء في صلاة الفجر مع غلق كل دورات المياه الملحقة بالمسجد تنفيذا لتعليمات الأوقاف.


مواضيع متعلقة