"كورونا والإيدز".. الأمراض تتفشى في سجون ميليشيات السراج

كتب: محمد علي حسن

"كورونا والإيدز".. الأمراض تتفشى في سجون ميليشيات السراج

"كورونا والإيدز".. الأمراض تتفشى في سجون ميليشيات السراج

تفشت العديد من الأمراض مثل فيروس كورونا المستجد والإيدز، في السجون التي تسيطر عليها حكومة السراج وميليشياته الإرهابية، ويسهل انتشار الأمراض في السجون، بسبب الظروف اللاإنسانية، فبعد أن تحولت ليبيا من دولة غنية ومزدهرة إلى قاعدة للإرهابيين، استولت على العاصمة الليبية طرابلس، عصابات مندمجة في هياكل مغتصبي السلطة.

وتحولت السجون الواقعة في مناطق سيطرة حكومة السراج إلى معسكرات للموت، ويحرس أعضاء الجماعات الإرهابية المتطرفة هذه السجون غير الرسمية، وانضم إليهم إرهابيون من تنظيم داعش الإرهابي.

كما لعب المرتزقة السوريون، دورًا مهمًا في الارهاب داخل السجون الليبية، فقد تم نقل المرتزقة من تركيا إلى مناطق طرابلس ومصراتة.

ويقول المحلل السياسي الليبي الدكتور عادل الخطاب، إن سجن معيتيقة يعظ، أفضل مثال على ذلك، الذي يوجد في مطار معيتيقة الدولي الذي حوله الاحتلال التركي إلى قاعدة عسكرية جوية له، ويدير السجن مجرم حرب وعضو في تنظيم القاعدة الارهابي وزعيم عصابة الردع الارهابي عبد الرؤوف كارة.

وأضاف الخطاب لـ"الوطن": أفادت مصادر أن المحتلين الأتراك، حلفاء السراج، كلفوا الأخير بإدارة أعمال إرهابيي داعش الذين يصلون إلى ليبيا من تركيا، والذين يتمركزون في قاعدة بالقرب من السجن.

ووردت معلومات حول عمليات التعذيب هذه بالتفاصيل في تقارير فرق الأمم المتحدة، ويتجلى ذلك أيضًا من خلال إفادات السجناء الذين استطاعوا الخروج من معيتيقة أحياء، فمثلاً: تحدث السجين السابق رجب المقرحي عدة مرات عن الأموال التي مر بها في معيتيقة، رفع الرجل دعوى قضائية في المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان ضد ما يسمى بوزير الداخلية في حكومة السراج فتحي باشاغا.

وخلال إحدى زيارات باشاغا الى السجن، اقتلع عين رجب بملعقة أثناء الاستجواب، فطلب السجين منه أن يتم إطلاق سراحه، وأخبره عن حوادث اختطاف المواطنين دون وجه حق من قبل المسلحين واحتجازهم بشكل غير قانوني، وبدلا من أن يقوم باشاغا بإطلاق سراحه، قام باقتلاع عينه.

وتابع: "تتكرر تلك الاحداث في السجون الليبية الأخرى، ومن الأمثلة البارزة عن ذلك: سجن أبو سليم، المسمى بـ "مركز الاعتقال الخاص"، والذي كان لفترة طويلة تحت سيطرة المجموعة التي تحمل نفس الاسم، في حكومة السراج، ويترأس هذا السجن عبد الغني الككلي الملقب بغنيوة".

ومن المعروف عن غنيوة أنه أسس مجموعة لتهريب المخدرات في ليبيا، لذلك قضى في السجن حوالي 14 عامًا في عهد القذافي، وبعد الإفراج عنه، واصل غنيوة أنشطته غير القانونية، ولكن هذه المرة تحت رعاية حكومة السراج.

وتقوم ميليشيات غنيوة بنهب وقتل واختطاف المدنيين. ويعدّ السجن الذي تسيطر عليه هذه العصابة واحدا من أخطر السجون في مناطق الغرب الليبي.

وتشير تقارير بعثة الأمم المتحدة إلى تعرض المعتقلين في سجن أبو سليم للتعذيب كما في العصور الوسطى، حيث يتم ضرب المعتقلين بالأنابيب المعدنية وسحق كعوبهم وشنقهم، كما تمارس ميليشيات غنيوة الاعتداء الجنسي ضد النساء والرجال وحتى الأطفال.

وأوضح المحلل السياسي الليبي، أنه يتم تجنيد هؤلاء في المعارك ضد الجيش الوطني الليبي، ويتم استخدامهم ما وصفه بـ"علف المدافع"، وكثيرا ما يختطف المسلحون المواطنين للحصول على فدية، وأولئك الذين لا يستطيع أقاربهم الدفع يتم قتلهم أو بيعهم كعبيد.

كما طالبت الأمم المتحدة، بإغلاق مراكز الاحتجاز المؤقت مشيرة إلى أنشطتها غير القانونية، كما أشار البابا فرنسيس الى انتشار العنف وانتهاك حقوق الإنسان التي يعيشها الليبيون.

ووصف البابا ما يحدث في مخيمات اللاجئين بـ"الجحيم الحقيقي"، ودعا المجتمع الدولي إلى الاستجابة للوضع ومساعدة المهاجرين، ومن أكثر الأمثلة وضوحاً لكلمات رئيس الفاتيكان هو المهرّب والمتاجر بالبشر عبدالرحمن ميلاد، صاحب الرقم القياسي لانتهاكات القوانين الدولية وحقوق الإنسان، ولا يزال يحتل مكانة عالية في السلطات التابعة لحكومة السراج، حيث يرأس خفر السواحل في مدينة الزاوية ذات الأهمية الاستراتيجية، ومن المهم معرفة أن جميع السلطات التشريعية في حكومة السراج تخضع لسيطرة، الذي يشارك شخصياً بتعذيب السجناء وجرائم الجماعات المسلحة.

ومن التفاصيل المثيرة للاهتمام، توفير حكومة السراج الغطاء لميلاد بإنشاء منصب إضافي رفيع وإشغاله به وهو إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث يجني الأموال من الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر.يقول السجناء السابقون الذين تم سجنهم من قبل ميليشيات حكومة السراج إن الظروف في مراكز الإيواء وعمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين غير صحية، فلا يتم تنظيف القاعات أبدا.

ولا يقدّم إرهابية ميليشيات حكومة السراج المساعدة الطبية للمعتقلين، ولذلك يموت المرضى في معظم الحالات، ويتم دفنهم في مقابر جماعية، لذلك يتم تخزين الجثث لفترة طويلة في نفس المكان الذي يُحتجز فيه السجناء.

كل هذه العوامل تؤدي إلى انتشار الأمراض المختلفة التي لا تصيب السجناء فحسب، بل تصيب أيضًا الإرهابيين أنفسهم، وإن أخطر الإصابات في هذه الحالة هي الإيدز والسل ينما الأمراض المنقولة جنسيا هي نتيجة طبيعية للعديد من حالات الاغتصاب، التي تحدث من جانب الحراس ضد المعتقلين وبين المعتقلين أنفسهم.

ويعتبر تلف الرئتين أمرًا شائعًا أيضًا، وهو أمر منطقي، نظرًا للظروف التي يتم احتجاز الناس بها.

ومن الجدير بالذكر، أن الإرهابيين يتحركون بحرية ليس فقط داخل البلاد، فمن المعروف أن العديد منهم يهربون من ليبيا إلى أوروبا، بينما يتنقل آخرون بحرية بين ليبيا وتركيا، الأمر الذي قد يكون له عواقب على مستوى العالم.


مواضيع متعلقة