إعاقة ذهنية وكورونا ومفيش معاش.. مأساة "محمد" مع المستشفيات والحياة

كتب: جهاد مرسي

إعاقة ذهنية وكورونا ومفيش معاش.. مأساة "محمد" مع المستشفيات والحياة

إعاقة ذهنية وكورونا ومفيش معاش.. مأساة "محمد" مع المستشفيات والحياة

يجلس مستسلما لأوجاعه التى لا يفهمها، بصعوبة شديدة يلتقط أنفاسه، ويمرر كفه على بطنه المنتفخ، بينما يفتح عيناه لثوانٍ ثم يغلقهما دون إرادة، فيبدو وكأنة مغشيا عليه.

جولة مضنية قام بها محمد عبدالعظيم، 27 عاما، على مستشفيات محافظة بنى سويف، بحثا عن سرير لمريض كورونا، فهيئته كانت سببا فى رفضه، حيث يعانى من متلازمة داون، لتجتمع عليه ظروف العدوى والإعاقة، ويذوق وأسرته الأمرين، بحثا عن علاج وتدخل سريع.

يحكى إمام عبدالعظيم عن معاناة شقيقه: "بعد رجاء ومحايلة، تم الموافقة على دخوله مستشفى، وظل هادئا فى غرفته، لم تصدر عنه حركات لا إرادية تشكل خطرا على من حوله، ولم يشفع له ذلك عند الطبيب، الذى رفض تواجده بالمستشفى، ونصحنا بالعزل المنزلي".

لم يكن علاج "محمد" منزليا سهلا، فأسرته لا تملك نفقات شراء أسطوانة أكسجين، ولا وعى بكيفية التعامل مع مريض "كورونا": "شيخ من قرية قريبة ساعدنا بأسطوانة أكسجين، وبصعوبة نجحت فى تشغيلها، والتقط محمد أنفاسه، بعد أن وصلت نسبة الأكسجين إلى 75%".

بعد وساطة من جار له، تم حجز "محمد" فى مستشفى، واستقرت حالته نوعا ما، لكن ظروف الأسرة البسيطة تتعارض مع تكاليف العلاج، بحسب "إمام": "للأسف نضطر لشراء كل أدويته من خارج المستشفى، وكذلك نتحمل تكاليف الأشعة والتحاليل، وظروفنا صعبة".

معاش يتقاضاه "محمد" من التضامن الاجتماعى، كان يساعد بجزء فى نفقات معيشته، لكنه انقطع منذ عام وشهرين، بحسب "إمام": "عملنا أكتر من 50 بلاغ دون فائدة، رغم أننا فى أمس الحاجة له".


مواضيع متعلقة