«لانا» تكسر قيود «متلازمة داون» وتحقق أول خطوة في حلم «عارضة أزياء»

«لانا» تكسر قيود «متلازمة داون» وتحقق أول خطوة في حلم «عارضة أزياء»
مظهرها الأنيق وصورها الجذابة من مسبّبات سعادتها، تهتم بترتيب أطقم الملابس وتوفيق الشنط والأحذية المناسبة لها، ترتديها وتتخذ الوضع الأفضل أمام الكاميرا، التي يبدو أنها باتت تعشق ملامحها.
لانا عمرو، 6 سنوات، رغم ولادتها بمتلازمة داون، فإن حياتها أفضل كثيراً من أطفال أسوياء، يقضون يومهم في مشاهدة الكارتون، بينما هي تدرس وتلعب رياضة وتخضع لجلسات التخاطب وتنمية المهارات، وفي الوقت نفسه تمتلك حساً فنياً وعشقاً لعرض الأزياء.
تحكى الأم نجاة محمد، عن طفلتها «لانا»: «هى الابنة الوسطى بين شقيقيها الأصغر أحمد، والكبرى لوجين، وكلاهما أسوياء، لكن لانا متميزة فى كل شىء، وتخطف قلب كل من يلمحها».
مشوار شاق استعدت له «نجاة»، لمساعدة ابنتها وتنمية ذكائها ومهاراتها منذ كان عمرها 3 أشهر: «أردت دائماً أن أجعلها تعيش كطفلة عادية، ألحقتها بمدرسة تجريبى بنظام الدمج، رافضة مدارس التربية الفكرية، ومارست رياضة كرة اليد فى أكاديمية خاصة أيضاً عادية، وحصلت على ميدالية هذا العام، وكان مقرراً أن تبدأ تدريب السباحة لولا كورونا».
لاحظت «نجاة» ميول طفلتها لتنسيق الملابس وارتدائها، وطلبها المتكرر بتصويرها، ونشر الصور على حسابها بموقع «إنستجرام»، ومن وقتها انهالت طلبات المصورين، لإخضاعها لجلسات تصوير مميّزة.
أن تصبح «لانا» يوماً ما عارضة أزياء مشهورة، حلم لا يفارق مخيلة والدتها، وتسعى لتحقيقه بشتى الطرق: «تواصلت مع بيوت أزياء ومحلات وتوكيلات شهيرة، وعرضت عليها صور لانا، وكان بداخلي شك فى عدم قبولها لظروفها الخاصة، لكن حدث العكس، رحبوا بالفكرة ووعدوا بتحقيق ذلك».
تنصح «نجاة» أمهات أطفال «الداون» بعدم اليأس وتطوير مهارات أطفالهن: «الأم هي الأساس والداعم الأكبر في حياة الطفل، ولا أنكر أنني أصابني الإحباط بعض الوقت، خاصة أن لانا عانت حتى عامها الثالث من ثقبين بالقلب وشُفيت».