من الفقد إلى الرد.. 10 مشاهد تروي قصة السائق الأمين مع "كيس الذهب"

10:14 م | الخميس 09 يوليو 2020

رغم فقره ومرضه وحاجته لأي مبلغ حتى لو كان بسيطًا، إلا أنه لم يفكر لحظة واحدة في أن تمتد يده إلى "كيس أسود" ممتلئًا بالذهب، عثر عليه أثناء عمله على مركبته "توك توك" التي يتكسب منه قوت يومه.

هذا التصرف جعل اسم محمد صبري عبدالعزيز ابن محافظة الدقهلية متداولًا على كل الألسنة، حيث أثنى الجميع بتصرفه وأمانته التي ضنت في هذا الزمان.

"الوطن" رصدت القصة الحقيقية للعثور على الذهب، وحال السائق، وكذلك الخمس ساعات العصيبة التي عاشها صاحب المحل حتى وجد بضاعته، فضلًا عن حال العامل الذي فقد المصوغات الذهبية.

"عمرة" التوك توك

يعيش محمد صبري عبدالعزيز، حياة صعبة هو وأبنائه وزوجته، الأمر الذي جعله يطلب قرضًا حسنًا من بيت المال بالقرية، لكي يصلح التوك توك لحاجته إلي "عمرة" إلا أن طلبه رُفض.

ضياع الذهب

خرج "سعد" العامل بمحل حمدي فتوح للمصوغات الذهبية بقرية منشأة البدوي مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، يستقل موتوسيكلًا خاصًا به متوجهًا إلى مدينة المنصورة، ومعه "كيس أسود" به بضاعة خاصة بالمحل، وأخرى جمعها المحل لإصلاحها من أهالي القرية، وفي الطريق تعطل الموتوسيكل.

توقف "سعد" لدى ورشة لإصلاح الموتوسيكل، وفي يده "الكيس" وخشي أن يتركه في أي مكان، وبعد إصلاح الموتوسيكل ركبه، ووضع "الكيس" أمامه، إلا أنه سقط على الأرض، ولم ينتبه إلي عدم وجوده إلا بعد فترة.

العثور على الذهب

أثناء قيادته لمركبته وجد محمد صبري الكيس ملقى على الأرض، فالتقطه، ونظر فيه فوجد به ذهبًا، فوضعه في جركن بجواره في "التوك توك" واستكمل عمله، وبعد العصر عاد إلي بيته وحكي لزوجته ما حدث، فأخذته واحتفظت به.

البحث عن الذهب

اتصل "سعد" بحمدي فتوح صاحب المحل وأخبره بتفاصيل ما حدث، وعاد إلى نفس المكان فلم يجد "كيس الذهب"، فحاول مراجعة كاميرات المراقبة في المكان، فلم يصل إلي شيء، شعر قتها بالانهيار، وأكد لصاحب المحل مسؤوليته عن الذهب رغم ظروفه المادية، وقرر أن يوقع له على إيصال أمانة علي بياض حتى يظهر الذهب.

صلاة المغرب

ذهب محمد صبري لصلاة المغرب في المسجد، وهناك تحدث مع أحد أقاربه على ما حدث، وأنه عثر علي كيس من الذهب، فأخبره أن محل حمدي فتوح أعلن عن فقده كميات من الذهب، وأنه نشر الأمر علي صفحات التواصل الاجتماعي بالقرية، وأن الأمر منتشر في القرية منذ صلاة العصر.

إعادة الذهب

مسرعًا، توجه محمد صبري إلي بيته، وأخبر زوجته بأنه علم صاحب الذهب وطالبها بأن تحضر الذهب وتأتي معه إلى المحل لإعادته، فأخفته في طيات ملابسها، ودخلا معا المحل، فإذ بحمدي فتوح يجلس بداخله، وأخبره محمد صبري بما حدث، وطلب من زوجته تسليمه الذهب، فتهلل وجه صاحب المحل فرحًا، وأخرج مبلغ 5 آلاف جنيه وسلمها لسائق "التوك توك" مكافأة علي أمانته، واتصل بـ" سعد" في بيته يخبره بما حدث، فقد ارتفع نسبة السكر في الدم لمستوى غير مسبوق لديه خوفًا من تداعيات ما حدث.

مجلس الوزراء يتكفل بعلاج محمد صبري

حكاية محمد صبري وأمانته وصلت إلي مجلس الوزراء، فأعلن الدكتور حسام المصري المستشار الطبي لمجلس الوزراء، أن مجلس الوزراء قرر علاج سائق "التوك التوك"، مؤكدًا أن هذا أقل شيء يمكن تقديمه لهذا الشخص الأمين.

فحوص طبية في مستشفى الحلمية

توجه محمد صبري إلى مستشفى الحلمية لإجراء الفحوص الطبية على قدمه التي يعاني من حرق بها منذ حوالي 10 سنوات، تسببت في سقوط الجلد منها، وأجرى له الأطباء الفحوص اللازمة، واحتجزوه في المستشفى لعلاجه.

تضامن الدقهلية تفحص حالة السائق

توجه فريق التدخل السريع بمديرية التضامن بالدقهلية إلي بيت السائق، وشاهد علي الطبيعة الوضع السيئ الذي يعيش فيه هو وزوجته وأبنائه، وذلك لبحث كيفية مساعدته.

رد فعل القرية

قال محمود المنجي، أحد أبناء القرية، إن محمد صبري نجح في امتحان رباني صعب جدا عليه وعلى زوجته، وكشف عن تقصيرنا معه، حيث لم نصل إليه طوال هذه الفترة ولم نساعده في معاناته مع قدمه التي تمني التخلص من ألمها حتى ولو بالبتر، إلا أن الله دبر كل شيء ليكون الاهتمام به على أعلى مستوى في مصر كلها.