عملا في سيرك الغرائب.. وفاة أكبر وأقدم توأم ملتصق في العالم

04:50 م | الثلاثاء 07 يوليو 2020

لم يكونا شقيقين عاديين على الإطلاق، فمظهرهما المختلف جعل الناس يتعاملون بطريقة مميزة على أنهم مصدر للدخل وعليهم أن يعملوا في الكرنفالات والسيرك، لأن تلك هي الأماكن الوحيدة التي ستقبل أن توظف لديها توأمين ملتصقين، ليرحلا عن الحياة بعد 68 عاما لم يجدا فيها الراحة.

روني ودوني غاليون هما توأم ملتصق من مدينة دايتون في ولاية أوهايو الأمريكية، ولدا في 28 أكتوبر عام 1951، لوالدتهما إيلين ووالدهما ويسلي جايلون، اللذان لم يتوقعا أن ينجبا توأما وللك كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لهم عندما أنجبا توأما ملتصقا، ويعد التوأم من أكبر التوائم الملتصقة في العالم.

ولد التوأم بصحة جيدة ووزنهم 11 رطلا و 11.5 أونصة، ولكن الأطباء أضطروا لإبقائهم في المستشفى لمدة عامين حيث كافحوا من أجل التوصل لطريقة لفصلهم في أمان، وفي نهاية الأمر رفض الأبوان إجراء الجراحة نظرا لعدم وجود ضمان على نجاحها.

التصاق الولدين جاء من عند عظمة القص إلى الفخذ بمجموعة واحدة من الأعضاء الهضمية السفلية، ولكلا منهما معدتان وذراعان وساقان منفصلان، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

عندما بلغا روني ودوني الثالثة من عمرهم، قرر والدهم أخذهما إلى حلبة الكرنفال كوسيلة لدعم عائلته المتنامية المكونة من تسعة أطفال، حيث كان يدير الكرنفال في ذلك الوقت وارد هول واحد من أشهر أصحاب الكرنفالات في العالم، وسافروا في جميع أنحاء كندا والولايات المتحدة في سيرك "هول" الشهير لعالم العجائب، وعرفا باسم "توأمان غاليون السيامي"، وفقا للسيرة الذاتية لـ"وارد هول"، رفضت الأم التوأم عند ولادتهما، وتركتهما في البداية ليتم تربيتهما من قبل والدهما ويسلي وزوجة أبيهما ماري.

وتحت ضغط الفواتير الطبية الضخمة التي تراكمت، والضغط من أجل تربية عائلته ، قرر ويسلي دخول دوني وروني في الكرنفال حيث كان لديهم مهنة مربحة حتى تقاعدهم في عام 1991، "كان هذا هو الدخل الوحيد" حسبما قال شقيقهما الأصغر جيم ، الذي ولد عندما كانا يبلغان من العمر 11 عامًا.

تعلم التوأم المشي عندما كانا في عمر 29 شهرًا، وتعلموا كيف يتناوبون على من يمشي للخلف، ثم قام الوالدان بتوظيف معالجين مهنيين لتعليمهم المهام اليومية مثل ربط الأحذية واستخدام المرحاض وتعلم كيفية العمل مع بعضهم البعض، حيث ولد كلا الأخوين يمينًا، أي يستخدمون يدهم اليمنى في تنفيذ أعمالهم اليويمة، وهو تعقيد آخر يتطلب تنسيقًا مكثفًا.

ووجد روني ودوني مجتمعًا بين فناني العرض والعمال الذين أداروا مواقف الامتياز، ومن أصدقائهم يوهان الفايكنج العملاق، ليتل بيت ، الذي وصف بأنه أصغر رجل في العالم، ومارغريت بيليجريني، الممثلة التي لعبت دور البطولة في فيلم The Wizard of Oz.

قال روني في عام 2014: "عندما كنا على الطريق ، كان الأمر كله مثل عائلة واحدة كبيرة"، وفي فترة السبعينات أصبحت العروض المخيفة وأعمال الكرنفال من المحرمات في الولايات المتحدة، لجأ التوأم للعمل في أمريكا الوسطى والجنوبية، حيث قاما بدور التمثيل في السيرك بعمل حيل سحرية، وقال شقيقهما جيم: "لقد تم التعامل معهم بشكل مختلف تمامًا في الأسفل"، "لقد عوملوا مثل نجوم الروك".

وبالرغم من أن دوني وروني أتقنا فن التسوية على مر السنين، فإنه لم يكن دائمًا سهلاً، إذ تصاعدت بعض الحجج حتى الخلافات بينهم، بخاصة عندما كانا مراهقين، وفي سن الرابعة عشرة، كسر أحد التوائم قدمه بعد ركل مقطورة في نوبة غضب، وتوقفت الضربات الجسدية عندما بدأ الإخوة في أخذ أدوية سيولة الدم، وأدركا أن القتال يمكن أن يصبح مميتًا بسهولة، وهما يتكلمان شفيها بطلاقة.

وكلاهما يشترك في حب الصيد والتخييم وجمع بطاقات البيسبول ودالاس كاوبويز وسينسيناتي ريدز، ولم يتزوجا على الإطلاق، إذ فضل "روني" القيام بمعظم أعمال الطهي والأطباق والغسيل، بينما قام روني بتنظيف الحمام وقام بمعظم الحديث، ولديهما رقمان للضمان الاجتماعي، لكنهما سافرا بجواز سفر واحد فقط.

وفي الغالب يمكن أن يكون معدل البقاء على قيد الحياة للتوائم الملتصقة بين 5-25 ٪،ولكن بالنسبة للتوأم السيامي حدثت أكبر مخاوف صحية في 2009 و2010، إذ طور روني جلطات دموية في رئتيه نتيجة لعدوى فيروسية، كما أصيب دوني أيضًا بالعدوى وترك كلاهما ضعيفًا، وبدأوا يعانون من التهاب المفاصل المنهك الذي جعل من الصعب عليهم وغير الآمن العيش بمفردهم في منزلهم في دايتون.

بعد أن تم إطلاق التوأم من المستشفى، احتاجا إلى رعاية طبية مستمرة، ما جعل مجتمع دايتون بولاية أوهايو يجتمع لبناء منزل متخصص يتسع لكرسيهما المتحرك المكون من شخصين، وكان أقرب شخص إليهم شقيقهما جيم، الذي تولى مسؤولية الرعاية بدوام كامل، وذكر الأخير في حديث لموقع "MLive.com" بعام 2010، "لقد دفعوا لنا جميعا عندما نكبر".

في عام 2014، احتفل دوني وروني بطول العمر عندما أصبحا أقدم مجموعة حية من التوائم الملتصقة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية، حيث كان حامل الرقم القياسي السابق تشانغ وإنغ بانكر، الإخوان الصينيان اللذان ولدا في تايلاند عام 1811 وعاشا حتى سن 62 عاما، ليتوفى أكبر توأمين معمرين عن عمر 68 عاما.