قصة "فادية" التي لم يروها أحد.. أحبت وترملت وشقيقها يخرج عن صمته

كتب: اسلام فهمي

قصة "فادية" التي لم يروها أحد.. أحبت وترملت وشقيقها يخرج عن صمته

قصة "فادية" التي لم يروها أحد.. أحبت وترملت وشقيقها يخرج عن صمته

أثارت قصتها ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.. لتصل إليها أيادي الرحمة أخيرًا بعد 22 عامًا من القهر والحزن والمعاناة، عاشتها منعزلة عن العالم، منذ وفاة زوجها الذي لم تستمر حياتها معه أكثر من 8 أشهر، حيث غادر الحياة غرقًا في النهر، بينما تركها تغرق في آلام الحياة وقسوة البشر ما بقى لها من العمر.

وكشف إسماعيل خلف مهني، عامل بالمحاجر، تفاصيل قصة شقيقته "فادية"، التي وجهت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، فريق أطفال بلا مأوى والتدخل السريع التابع لمديرية التضامن الاجتماعي بالمنيا برعايتها، بناءا على بلاغ مقدم ضده من الجيران، بإهماله لها وحبسها في منزل لمدة 22 عامًا دون رعاية.

وقال "مهني"، إن له 4 أشقاء 4 هم، حسن ونادية وشهرتها "فادية"، وفتاتين غيرها، وأنهم جميعا يمتلكون منزل ورث مساحته 180 مترًا كائن بقرية تله، يمتلك فيه مساحة 60 مترًا، وشقيقه حسن يمتلك 60 و 3 شقيقات جميعهن يمتلكن 60 مترًا.

وأضاف أن شقيقته "فادية" من مواليد شهر يوليو عام 1964م، تزوجت منذ صغرها من شباب وأحبته كثيرا وتوجهت معه لمنزل العائله الكائن بقرية طوخ الخيل، إلا أن فترة زواجهما لم تدم أكثر من 8 أشهر فقط، رغم ارتباطها به كثيرًا، وذات مره نزل زوجها إلى بحر اليوسفي الكائن أمام منزلهما فغرق أثناء الاستحمام، ومن وقتها بدأت معاناة فادية النفسية.

وتابع، "أهل زوجها وجهوا لشقيقته عبارات لوم وقدح منها (أنتي بومة.. أنتي فقريه) فتخلت عن منزل عائلة زوجها المتوفى وتوجهت إلى منزل والدها آنذاك قبل وفاته، ثم عانت فادية في ذلك التوقيت من مرض نفسي، فقمت أنا ووالدي باصطحابها إلى مستشفى الطب النفسي التي كانت موجودة في قرية بني أحمد التابعة لمركز المنيا، وحالتها النفسية استوجبت أن تحجز في المستشفى فرفضت فاصطحبناها إلى المنزل".

وأشار إلى أنه قبل وفاة الوالد حاولت "فادية" الهروب من المنزل 3 مرات وكونها سيدة فكانت مطمع لأي شخص في الشارع، بالإضافة إلى حالتها النفسية السيئة، فتوجب على أن تقيم معي في المنزل ومنعها من الخروج إلى الشارع "خوفًا على عرضنا وشرفنا".

ونفى "إسماعيل" ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر بأنها كانت حبيسة الغرفة الظاهرة في الفيديو لمده 22 عامًا قائلا: "أختي مش محبوسة أختي عايشة معانا في البيت وبتأكل من اللي بياكلوا منه ولادي وبيتي.. أحنا ناس عايشة على قد حالنا معندناش بلاطه في البيت، أختي اللي بيقولوا عليها محبوسة من 22 سنة أنا بيتي في البلد ومبني من 14 سنة فقط".

وحول ما قاله عنه جاره في المنزل في الفيديو، إن شقيقها لم يطعمها ولم يرعها، علل خلف قائلا: "بيني وبين جاري خلافات جيره من فترة طويلة، ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من أدعى على كذبًا وشوه صورة شقيقتي بهذا الشكل".

وتلقت مديرية أمن المنيا، "إخطارا من مركز شرطة المنيا، بورود بلاغ يتضمن تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي عن احتجاز شخص لشقيقته داخل المنزل لمدة 22 عامًا، وبلاغ مقدم من عدد من الجيران حمل رقم 5961 إداري مركز المنيا".

انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ وبلقاء السيدة وتدعى نادية، تبين أنها مضطربة نفسيًا، وبسؤال شقيقها "إسماعيل" في محضر الشرطة، أفاد أنه احتجز شقيقته بالمنزل خوفًا عليها، لأنها مريضة نفسيا وأنه كان يخشى خروجها من المنزل خوفا عليها.

وأفادت تحريات المباحث أن الفتاة تركت المنزل أكثر من مرة، وأنها تعاني من اضطراب نفسي، وبسؤال الجيران أيدوا ما جاء بتحريات المباحث، وقرروا أنها تعانى من مرض نفسي، وبإحالة المحضر إلى النيابة العامة، قررت إخلاء سبيل شقيقها من ديوان المركز، ما لم يكن محتجزًا على ذمة قضايا أخرى.

ووجهت الدكتورة نيفين القباج، فريق أطفال بلا مأوى والتدخل السريع التابع لمديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة المنيا، بالوصول إلى السيدة بناءا على بلاغ مقدم ضد شقيقها من المواطنين، جيران الحالة بإهماله أخته وحبسها في منزل مجاور لهم لمدة 22 عامًا دون رعاية.

وبعد الزيارة تبين لفريق التدخل السريع أن السيدة تعيش في غرفة بحالة سيئة وغير آدمية، وتظهر عليها آثار الإهمال وعدم النظافة، نتيجة بقائها منعزلة في هذا المكان لمدة 11 شهرًا لم تتناول خلالها سوى القليل من الطعام ولم يقم أحد من ذويها بتقديم الرعاية لها.

وقدم فريق التدخل السريع الإسعافات اللازمة لـ"فادية"، وأحيلت لطبيب مختص نظرًا للتدهور الشديد في بنيتها الجسدية، كما عُرضت على طبيب نفسي لمتابعتها وتقديم الدعم النفسي لها.

وعندما عرض عليها الفريق إيداعها في إحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي رفضت، كما رفضت أن تعود لمنزل الأخ أو تعيش معه، فقام الفريق بتجهيز مكان صحي وآمن للحالة فى منزلها، بعد استشارة الطبيب النفسي بأنه لا خطورة من بقائها بمفردها.

ويبحث الفريق توفير معاش لـ"فادية"، تستطيع منه الإنفاق دون الحاجة للأخ، وبما يحقق المصلحة الفضلى لها.


مواضيع متعلقة