أم لطفلين.. "رشا" تعافت من إنفلونزا الخنازير في 2009 وأصيبت بكورونا

كتب: سمر صالح

أم لطفلين.. "رشا" تعافت من إنفلونزا الخنازير في 2009 وأصيبت بكورونا

أم لطفلين.. "رشا" تعافت من إنفلونزا الخنازير في 2009 وأصيبت بكورونا

في نهار أحد أيام أغسطس عام 2009 كانت رشا تشغل بالها بجنينها الجديد الذي يستقر في أحشائها بعد أن أثبتت التحاليل الطبية حملها في طفلها الثاني في الشهور الأولى، تتوقع نوع المولود وتتزاحم الأسماء في رأسها استعدادا ليوم تدوين شهادة ميلاده، وحين جلست لتطعم طفلها الأول ذات العامين فقط، داهمها شعور بإعياء شديد صاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، تملكها الشك وتلاحقت ضربات قلبها، لم تكن تلك الأعراض حينها أمرًا عاديًا، فالجميع في حالة قلق وبيانات الصحة تحذر من تلك الأعراض على مدار الساعة في زمن انتشر فيه وباء "إنفلونزا الخنازير" H1N1 الذي انتقل بسهولة بين البشر، فهرولت مسرعة تبلغ زوجها بما تشعر تشاركه ما بها كي يطمئن قلبها.

في غضون ساعات قليلة ذهبت رشا البالغة من العمر الآن 37 عاما، بصحبة زوجها أحمد وطفلهما للفحص الطبي، خضعت الأم وصغيرها للمسحة التي تكشف إصابتهما بوباء إنفلونزا الخنازير من عدمه، الوقت يمضي بثقل شديد الخوف يتملك الأم على جنينها ولم تلبث إلا ساعات حتى ظهرت إيجابية المسحة لها ولصغيرها إياد، وبحسب رواية الزوج لـ"الوطن" تم حجزها في مستشفى أحمد ماهر التعليمي أسبوعا كاملا، لخطورة هذا الفيروس على الحوامل، تلقت خلاله أدوية بروتوكول وزارة الصحة أهمها"التاميفلو" وسط حالة من الاستغراب،"مكناش عارفين جالها منين الفيروس لإنه مكانش منتشر أوي ولحد دلوقتي معرفناش".

خضعت رشا للعلاج من إنفلونزا الخنازير بمستشفى أحمد ماهر التعليمي لمدة أسبوع كامل 

تولى الزوج الثلاثيني رعاية طفله الرضيع، حينها، في المنزل بعد أن ظهرت إيجابية المسحة الخاصة به، حتى تعافى تماما وعادت الأم إلى منزلها بعد تعافيها هي الأخرى من الفيروس H1N1، ومضت شهور حتى وضعت رشا طفلتها الثانية في فبراير من العام 2010 متعافية تماما من أي شئ قد يكون أصابها فترة علاجها.

أنباء عاجلة على شاشة التلفزيون تؤكد ظهور الحالات الأولى لإصابات كورونا في مصر في مطلع مارس الماضي، أربكت فكر الأم الثلاثينية، استرجعت معها فترة علاجها من فيروس إنفلونزا الخنازير الذي ضرب مصر والعالم قبل نحو 10 سنوات، تذكرت خوفها على صغيرها وجنينها وساعات انتظار الشفاء على سرير المستشفى التي مرت كالسنون عليها بعد حرمانها من رضيعها.

مزحة تنبأ فيها الزوج بإصابة زوجته بكورونا تحققت في يونيو الماضي

مزحة بين أحمد وزوجته رشا قبل نحو شهرين تقريبا في أحد الأيام تحولت إلى واقع أعاد الأسرة إلى قيود العزل الإجباري وأوجاع المرض من جديد، "في يوم كنت بهزر معاها قولتلها حاسس إن هيجيلك كورونا، مفيش وباء بيدخل مصر إلا بيجيلك"، لتتحقق في مطلع يونيو الماضي بالفعل دون علم الزوجين للمرة الثانية من أين جاءت العدوى بـ"كوفيد 19"، "هي منقبة ومش بتخرج كتير ولا بتختلط بالناس"، بحسب تعبير الزوج الذي تحدث لـ"الوطن" لعدم قدرة زوجته على الحديث.

في إحدى حجرات منزلهم الكائن بحي المعادي بالقاهرة، عزلت الأم نفسها عن زوجها وأبنائها الصغار خوفًا عليهم من العدوى بعد أن شعرت بآلام في الحلق والزور ونوبات متفاوتة من صعوبة التنفس، خضعت على الفور لتحاليل الدم التي أكدت شكوكها بشأن إصابتها بالفيروس المستجد، ولكن حالتها تلك المرة لم تتطلب الحجر بالمستشفى، اكتفت بتناول البروتوكول العلاجي المدرج من الصحة وتولى الزوج والأبناء إعداد الطعام الصحي لها ومتابعة مواعيد جرعات العلاج في وقتها.

ثلاثة أسابيع مضت، وبدأت الأم تتعافى من آثار كورونا، تلتقط أنفاسها بسهولة أكثر من الأيام السابقة، داهمها خلالها أوجاع في قصبة الهوائية، ولكن سرعان ما هدأت مخاوفها باستشارة طبية عبر الهاتف لطبيبها المتابع لحالتها.

"صعوبة إنفلونزا الخنازير إنها اتحجزت في المستشفى واتحرمت من ابننا أسبوع كامل لكن أعراض كورونا جاتلها بسيطة والحمدلله بتتعالج في البيت"، هكذا وصف الزوج أحمد وضع الأسرة في المرتين التي أصيبت فيهما الزوجة بالوبائين بفارق عشر سنوات فقط، مؤكدا استمرارها في الحذر عند التعامل معهما في البيت رغم زوال أعراض كورونا لحين التأكد من تعافيها.

 


مواضيع متعلقة