"30 يونيو".. ثورة ضد الإرهاب

كتب: نور الدين القلعاوي

"30 يونيو".. ثورة ضد الإرهاب

"30 يونيو".. ثورة ضد الإرهاب

7 أعوام على ذكرى ثورة 30 يونيو، ذلك اليوم الذى خرجت فيه جموع المصريين إلى ميادين الدولة وشوارعها من أسوان إلى الإسكندرية، تطالب بعودة مصر المختطفة من جماعات الإسلام السياسي، وتستدعي الجيش لإنقاذ الدولة بعد أن سلب المتأسلمون في غفلة من أهلها مفاتيح قصرها في "الاتحادية" وسلموه إلى مكتب إرشاد تنظيم الإخوان في "المقطم"، الذي أعد بدوره خطته لتغيير هوية البلاد وتقزيمها إلى مجرد ولاية في مشروعه الأممي الخاص لأخونة وأستاذية العالم.

بعصا "المرشد" وخاتمه أعلن تنظيم الإخوان عن جنّته وناره، وأطلق زبانيته يتوعدون ويعذبون خلق الله باسم الدين، امتطوا الديمقراطية التي حرّموها بالأمس شعاراً في الانتخابات النيابية والرئاسية، حتى إذا ما وصلوا إلى "الكرسي" ألقوا بسُلّمها في وجه الشعب، وأعلنوا عن بقائهم في الحكم 500 عام، وكشفوا عن وجههم الحقيقي بعد أن أخرجوا قادة الإرهاب والعنف من السجون، وأجلسوا قتلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في الصفوف الأولى يحتفلون بنصر "أكتوبر".

ضاقت مصر بما رحبت على أهلها، فلم يحتملوا عاماً واحداً تحت حكم الإخوان، وعدهم التنظيم بالإصلاح، وغازلهم بتطبيق الشريعة، وأمّلهم بمشاريع النهضة، وحدَّثهم عن مصر القوية، فلم يجد الشعب منهم على أرض الواقع إلا تمكين أهل الثقة، وأخونة المؤسسات، وانهيار الخدمات، ونشر الفتن الطائفية، وإعلاء المصالح الخاصة، وتحويل الدولة إلى ولاية، والتخابر ضدها، واستعداء الأشقاء لصالح رعاة الإرهاب، ومطالبة الناس في النهاية بالسمع والطاعة، فحتى محمد مرسي، الرئيس الإخواني نفسه، ظل على بيعته لمرشده محمد بديع، يسمع ويطيع، وصارت رئاسة الدولة إحدى شُعب التنظيم.

سعى الإخوان للسيطرة على كل مفاصل الدولة، في أسرع وقت ممكن، آلاف المناصب صارت لذويهم، من العمال إلى المحافظين، ومن أعضاء البرلمان إلى الرئاسة، ومن أئمة المساجد وعامليها والجمعيات الأهلية إلى النقابات -مهنية وعمالية- حتى إذا ما فشلوا وضاق بهم الناس، ألقوا بالمسئولية على موظف هنا، أو معارض هناك، وأشهروا سيوفهم في وجه كل رافض لهم، وأعلنوا احتكارهم الحقيقة والفضيلة والإيمان، وصدقوا أنفسهم حتى نزل عليهم الوحي يؤيدهم لاحقاً في اعتصامهم بـ"رابعة العدوية"، وتمادوا في استعداء الوطن وإرهابه، ونشر العنف والتدمير في ربوعه باستخدام ميليشياتهم وتنظيمهم الخاص، في محاولة لتفتيت الوطن وتقسيمه، ونشر الفتن فيه، وإخضاعه للجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، وهو السيناريو الذي لم تسلم منه بعض دول الجوار، فيما أحبطه جيش مصر وأبناؤها في ثورة 30 يونيو التي أعلنت الحرب على الإرهاب، وأسقطت حكم "المرشد"، وأعادت للوطن ومؤسساته استقراره وهيبته.

"الوطن" في الملف التالي، تستعرض من خلال خبراء وسياسيين ونواب وأحزاب وشخصيات عامة ورجال دين ونقابيين، ومتخصصين، كيف تصدت ثورة "30 يونيو" للإرهاب ورُسله، وبدأت بعد "إسقاط حكم المرشد" استعادة هوية مصر  ومؤسسات الدولة وتطهيرها حكومية وأهلية، وترميم هيكلها وإعادة رسم علاقاتها وإعلاء مبادئ المواطنة، والتحول إلى الاستقرار والتنمية.


مواضيع متعلقة