نيابة شبرا تقرر استخراج جثة طفل قاتلة ابنتيها ببهتيم بعد اتهامها بقتله

كتب: حسن صالح

نيابة شبرا تقرر استخراج جثة طفل قاتلة ابنتيها ببهتيم بعد اتهامها بقتله

نيابة شبرا تقرر استخراج جثة طفل قاتلة ابنتيها ببهتيم بعد اتهامها بقتله

قرر المستشار عمرو عوض رئيس نيابة قسم ثان شبرا الخيمة بإشراف المستشار محمد حتة المحامي العام الأول لنيابات جنوب القليوبية استخراج جثة الطفل "عبدالله . س" البالغ من العمر عامين، بعد وفاته منذ 40 يوما، وانتداب الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة عقب اتهام والده، لأم الطفل بأنها السبب في وفاته بعد قيامها مؤخرا يقتل شقيقتيه الطفلتين "ريتاج وجنا"، واتهمها بأنها وراء قتله هو الآخر بعد أن ادعت سابقا أنه توفي طبيعيا نتيجة التهاب سحائي.

كانت نيابة قسم ثان شبرا الخيمة، قررت حبس المتهمة في واقعة قتل طفلتيها "ريتاح وجنا" بمنطقة بهتيم 4 أيام على ذمة التحقيقات وقام فريق من النيابة العامة والمباحث الجنائية بمعاينة مسرح الجريمة وقامت المتهمة بتمثيل جريمتها.

فيما اتهمها زوجها ويدعى "سيد. م" أمام النيابة بقتل ابنتيهما وكشف عن أنه كان لديه طفل يدعى "عبد الله"، وتوفي وعمره عامين منذ 40 يوما، قائلا في أقواله إن الواقعة بدأت عندما أخبرته الأم تليفونيا بوفاة نجله وخرج التقرير الطبي من المستشفى يؤكد إصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية وتوقف عضلة القلب ولم يعرف أحد سبب الوفاة، مطالبا بالتحقيق في الواقعة معها.

وكان مكتب النائب العام المستشار حمادة الصادوي قد كشف في بيان رسمي عن تفاصيل التحقيقات في الواقعة حيث جاء بالبيان الصادر أن النيابة أمرت بحبس المتهمة في الواقعة على ذمة التحقيقات وعاينت مسرح الحادث وسألت «النيابة العامة» زوج المتهمة الذي أكد اتهامه لها بقتل ابنتيهما، مُشيرًا إلى أنه لم يكن يسمح لها بالخروج، وكان يحدُّ من علاقاتها غيرةً عليها، ولا تزال «النيابة العامة» تباشر التحقيقات.

وتضمن نص البيان بسم الله الرحمن الرحيم

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)}

 [الروم: 21]

تلقت «النيابة العامة» إخطارًا في يوم الرابع والعشرين من شهر يونيه الجاري بوصول طفلتين –واحدة تبلغ ست سنوات وشقيقتها سبع سنوات– إلى مستشفى بهتيم متوفيتين، وفي وفاتهما شُبهة جنائية لوجود سحجات برقبتيهما وآثار تجمعات دموية أسفل الذقن والجلد وزرقة في الشفاه، فانتقلت «النيابة العامة» لمناظرة جثمانيهما وانتدبت الطبيب الشرعي لتوقيع الصفة التشريحية عليهما، وكلفت الشرطة بإجراء التحريات حول وفاتهما، فأسفرت عن ارتكاب والدة الطفلتين واقعة قتلهما إزاء سوء العلاقة بينها وبين زوجها، مما دفعها إلى قتلهما ثم الإقدام على الانتحار خلاصًا منه، فألقي القبض عليها وعُرضت على «النيابة العامة» لاستجوابها.

وأقرت الأم المتهمة في تحقيقات «النيابة العامة» بسوء العلاقة بينها وبين زوجها منذ عقد قرانهما، وتضييقه عليها وسعيه الدائم للحَدِّ من علاقاتها، وعلى إثر وفاة نجلٍ لهما منذ أربعين يومًا لمرض أصابه –على حد قولها- احتدت العلاقة، بينهما وأزمعت الانتحار أكثر من مرة ومنعتها والدتها، حتى جاء يوم الواقعة فبدرت إليها فكرة قتل ابنتيها ثم انتحارها خلاصًا من زوجها وتخليصًا لابنتيها من قسوته بعد وفاتها على حدِّ ظنها، فلما خلت بهما بعد ذهاب أبيهما للعمل عقدت عزمها على قتلهما، فخنقتهما بيديها، ثم تظاهرت لاحقًا أمام أهل زوجها بمفاجأتها بالواقعة، مدعية عدم إقدامها على الانتحار بعد وفاتهما لحيرتها في وسيلة الانتحار، وقد أكدت التحقيقات معها سلامةَ قُواها العقلية وعدم تعاطيها أي مخدِّرات أو عقاقير تؤثر في إرادتها خلال ارتكاب الواقعة.

وإن «النيابة العامة» وإن كانت تستنكر تلك الجريمة البشعة التي انتفت فيها لدى مرتكبتها كل معاني الإنسانية، بل شذَّت حتى عن غرائز عاطفة الأمومة في الطبيعة الحيوانية، إلا أنها تشير إلى لزوم النظر في الباعث إلى ارتكابها وارتكاب جرائم أخرى باشرت «النيابة العامة» التحقيق فيها خلال الفترة الأخيرة، ألا وهي سوء العلاقة الزوجية.

ففي ذلك الصدد تُشير «النيابة العامة» إلى أن الأمراض الزوجية هي علة العلل في حياتنا الاجتماعية، وأن تلك الحياة قوامها الرجل والمرأة، فإذا تمت لهما معًا معاني الإنسانية تمت هذه الحياة، وبدت في أبهى صورها، كاملة في كل وجوهها، ماضية في طريقها، تؤدي مُهمتها كما ينبغي أن تكون.

فإذا أصاب هذه المعاني شيء من النقص في ناحيةٍ ما، شُوِّهت هذه الحياة، وأصبحت قبيحةً ملعونة، يزول أساس السعادة منها، وتختفي معالم الإنسانية فيها، وتأخذ الحوادث في زلزلتها حتى تنهار بأكملها.

فاعلموا أيها السادة أن الحياة السعيدة في سعادة الرجل وزوجه، لا في قصور ولا متاع ولا زينة، وأن السعادة قد تَفرُّ من قصر شامخ إلى كوخ فقير تملؤه حياة صحيحة بين زوجين فإذا هما في السعادة ومنها وإليها يمضيان.

وإن أسس تلك السعادة والحياة الثابتة هي التسامح والتعاون وتقدير الواجب وحُسن وزن الأمور ومناسبتها، فكل ذلك له بالغ الأثر في الرابطة الزوجية، ولهذه الرابطة بالغ الأثر في حياة سائر الإنسانية.


مواضيع متعلقة