بعد تصدرها "تويتر".. قصة قوم لوط كما جاءت في القرآن الكريم

كتب: فادية إيهاب

بعد تصدرها "تويتر".. قصة قوم لوط كما جاءت في القرآن الكريم

بعد تصدرها "تويتر".. قصة قوم لوط كما جاءت في القرآن الكريم

احتل وسم "قوم لوط" قائمة الأكثر انتشارًا في مصر "تريند"، وذلك بعد قيام عدد من الشركات العالمية بتغيير ألوان اللوجو الخاص بها لألوان علم المثليين. 

ضجة واسعة أثيرت على مواقع التواصل خلال اليومين الماضيين بعد تداول العديد من المنشورات والصور لبعض الشركات العالمية بعد تغيير شعارها؛ إذ جاءت الصور بألوان قوس قزح والتي تعد رمزًا للمثليين جنسيًا في جميع أنحاء العالم. 

ومع تصدر تريند، "قوم لوط"، قائمة التريندات بموقع "تويتر"، نوضح قصتهم وفقا لما ذكره الشيخ محمد متولي الشعراوي، في كتابه "قصص الأنبياء".

من هو نبي الله لوط وقصة قومه؟ 

نبي الله لوط عليه السلام، هو لوط هو ابن أخي إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام، وقد آمن مع إبراهيم عمه وهاجر معه إلى أرض الشام، فبعثه الله إلى أهل سدوم، والذين أهلكهم الله ودمرها عليهم وجعل مكانها بحيرة نتنة خبيثة، وهي مشهورة ببلاد الغور، متاخمة لجبال بيت المقدس بالشام.

وقال ابن كثير، هو لوط بن هاران بن تارح -وهو آزر- ولوط ابن أخي إبراهيم الخليل، فإبراهيم وهاران وناحورة إخوة. 

ونزح لوط عن محلة عمه الخليل عليهما السلام بأمره له وإذنه، فنزل مدينة سدوم من أرض غور زغر، وكان لتلك المحلة أرض وقرى مضافة إليها وبها أهل أفجر الناس وأكفرهم وأسوءهم طوية، وأردئهم سريرة وسيرة، يقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر، ولا يتناهون عن منكر فعلوه. 

ابتدعوا فاحشة، لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم، وهي إثتيان الذكران من العالمين، وترك ما خلق الله من النساء لعباده الصالحين. 

يقول الحق سبحانه وتعالى "ولوطا إذ قال لقومه أتاتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين". 

قول الحق سبحانه وتعالى: "ولوطا" أي: أن الله كما أرسل نوحا إلى قومه، وأسل إلى عاد أخاهم صالحا أرسل لوطا إلى قومه، ولذلك جاءت منصوبة. 

وجاء القول لقومه بأسوب استفهام واستنكار لما يحدث، أي أن العقل الفطري يستنكر هذه العملية وهذا الشئ لم يسبقهم إليه أحد وفعلوه للشهوة، وكلمة فاحشة تزيد في القبح.

وفي قوله تعالى "إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون".. والإسراف هنا هو تجاوز الحد، لأنها بعد عما شرع الله. 

وقال لوطا عليه السلام لقومه مستنكرا فعلهم، "أتاتون الفاحشة وأنتم تبصرون".. أي وأنتم تعلمون بها وتجاهرون مما يدل على أن الكل مُجمع على هذه الفاحشة، وأنه لم يعد هناك حياء أو كيف تفعلون ذلك وأنتم تبصرون ما حل بأصحاب الفساد من عذاب وهلاك.

وحين قال لوط ما سبق، كان جواب قومه أن يخرجوا لوط وقومه من القرية، يقول الحق تبارك وتعالى: "وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون". 

لماذا لم تنجو امرأة لوط معه؟ 

وقال تعالى: "فأنجيناه وأهله إلا امرأته".. ونجا الله سبحانه وتعالى لوطا وأهله، إما أن يكونوا أهلا له بالنسب أو بالتدين والتبعية.

وقال الحق سبحانه وتعالى: "إلا امرأته كانت من الغابرين".. وهذا دليل على أن الحق سبحانه وتعالى قد نجا أهل بيت لوط وأتباعه الذين هم أهل كل رسول، أصحاب الأعمال الصالحة الذين يتبعون منهجه، إذن فزوجة لوط لم تكن معهم لأنها كانت من الغابرين لأنها كانت مخالفة لمنهجه وغبر مؤمنة به. 

وحول جدال نبي الله إبراهيم مع الملائكة حول عذاب قوم لوط، في قوله تعالى: "فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط"، وذلك بعد أن قال الملائكة "قالوا إنا أرسنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين". 

وتوقف الحديث بين الملائكة وإبراهيم، في قوله تعالى "وقال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين".

ويذهب الملائكة الذين أرسلهم الله إلى لوط لتنفيذ مهمتهم، ويقول الحق تبارك وتعالى: "ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب".. أي شعر في نفسه بالسوء لأن الملائكة جاءت إليه على هيئة بشر وهو يعلم ما يفعله قومه. 

وعندما رأت إمرأة لوط هؤلاء الرجال قادمين، صعدت إلى سطح البيت وأوقدت نارًا؛ لتحدث دخانًا كثيفًا إشارة إلى القوم أن هناك ضيوفًا قد وصلوا وأن مظهرهم حسن، ويستحقون أن يفعل بهم آل لوط ما يفعلونه بالرجال. 

وعرف أهل القرية أن لوطا عنده رجالا مظهرهم حسن، فلم يضيعوا وقتا كما يروي لنا القرآن الكريم "وجاءه قومه يهرعون إليه" .. أقبل قومه على بيته بسرعة واندفاع في أعداد كبيرة، وهو يعلم نيتهم ويريد أن يصرفهم عن ضيوفه.

"قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد". 

أي أن زواجكم من البنات أطهر لكم مما ترتكبونه من فاحشة مع الرجال، فالزواج شريعة الله والفاحشة مع الرجال إثم عظيم.

قوم لوط أرادوا أن يحاجوه بالباطل، وقال تعالى: "قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد".. يعني أنت تعلم أنه ليس لنا حق في بناتك وأنت تعلم أننا لا نريد البنات، ولكننا نريد ضيوفك هؤلاء.

لوط أحس بالضيق الشديد والخزي وبالعجز، فقال كما يقص القرآن الكريم: "قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد". 

عندما بلغ الضيق بلوط منتهاه تكلمت الملائكة: "قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل". 

الملائكة أعلموا لوطا ألا يخاف من هؤلاء المتجمعين، فهم لن يصلوا إليهم بل لن يصلوا إلى لوط نفسه، وأبلغوه أوامر الله بأن يسير بأهله ليلًا.

وأضاف الملائكة "ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك".. أي أن امرأتك وحدها هي التي ستلتفت لأنها عصت فحق عليها العذاب، ولذلك التفتت امرأة لوط فرأت العذاب يصب على قومها فقالت: واقوماه وفي اللحظة التي قالتها ذاقت نصيبها من العذاب، ولذلك قال الحق: "إنه مصيبها ما أصابهم". 

ثم أبلغ الحق سبحانه وتعالى لوطا عن موعد العذاب فقال: "إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب". 

ماذا حدث لقوم لوط؟ 

يقول الحق سبحانه وتعالى: "وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين".. المطر عادة هو يأتي بالخير ولكن هذا المطر كان حجارة من النار انهالت عليهم من السماء، لأن الحق سبحانه وتعالى يقول في سورة هود: "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد".

 


مواضيع متعلقة