سفير اليونان بالقاهرة: لدينا 200 شركة يونانية بمصر استثماراتها 1.2 مليار يورو.. ونسعى لتعظيمها

كتب: سماح حسن

سفير اليونان بالقاهرة: لدينا 200 شركة يونانية بمصر استثماراتها 1.2 مليار يورو.. ونسعى لتعظيمها

سفير اليونان بالقاهرة: لدينا 200 شركة يونانية بمصر استثماراتها 1.2 مليار يورو.. ونسعى لتعظيمها

قال نيكولاس جارديسو، السفير اليونانى فى مصر، إن «العلاقات المصرية اليونانية استراتيجية»، مؤكداً أن «هناك إرادة مشتركة وجهوداً حثيثة بين البلدين لاستعادة الاستثمارات المشتركة»، موضحاً أن إصلاحات الحكومة فى مجالات الاقتصاد تسهم فى جذب استثمارات جديدة، بجانب المشروعات الوطنية الكبرى وتحديث البنية التحتية والحفاظ على الأمن والاستقرار.. وإلى نص الحوار:

ما أوجه التعاون الاستثمارى بين مصر واليونان؟ وكيف يتم التعامل مع المستثمرين اليونانيين فى مصر؟

- هناك العديد من الاستثمارات بين اليونان ومصر، وتتركز فى قطاعات متعددة منها، صناعات «الورق، الأسمنت، البترول، الغاز الطبيعى، الإنشاءات، المواد الغذائية، الدهانات، مواد البناء، أنظمة الرى، الألومنيوم، البنوك، النقل البحرى والجوى»، وكذلك يوجد مجالات أخرى مثل الخدمات التعليمية، كما يوجد حوالى 200 شركة يونانية يُقدَّر حجم استثماراتها بـ1.2 مليار يورو، وبالنظر إلى العلاقات الاستراتيجية الممتازة بين البلدين، هناك إرادة مشتركة وجهود حثيثة من كلا الجانبين لتعظيمها، ويتم التعامل مع المستثمرين فى مصر بتوضيح الصورة لهم والإنجازات التى تمت خلال الفترة الأخيرة، وتسهيل القانون الخاص بالاستثمار.

نيكولاس جارديسو لـ"الوطن": برنامج الإصلاح الحكومى والمشروعات الوطنية الكبرى يسهم فى جذب استثمارات جديدة

هل ترى أن الإصلاحات الأخيرة بمصر ساعدت على زيادة حجم الاستثمار؟ وما دور السفارة فى مساعدة المستثمرين اليونانيين؟

- لا شك أن إصلاحات الحكومة فى مجالات الاقتصاد تسهم فى جذب استثمارات جديدة، بجانب المشروعات الوطنية الكبرى وتحديث البنية التحتية والحفاظ على الأمن والاستقرار، وكل ذلك يشغل فكر المستثمر الذى يبحث عن بلد يتوافر فيه كل عوامل الأمان، فمصر سوق كبيرة تستطيع تقديم العديد من الفرص فى مختلف المجالات، وبالطبع كل هذه العوامل تؤدى إلى تحسن مؤشرات الاقتصاد ومناخ الأعمال وإلى تدفق المزيد من الاستثمارات، بما يسهم فى خلق فرص عمل جديدة فى مصر، ومن جانبها تؤدى إدارة الشئون الاقتصادية والتجارية بالسفارة اليونانية دورها فى تقديم الدعم لأى شركة أو مستثمر يونانى يرغب فى العمل بها.

"العودة إلى الجذور" يحظى برعاية قادة مصر واليونان وقبرص ويسهم فى تعزيز الروابط التاريخية بين الدول الثلاث

ما رأيك فى مبادرة الرئيس السيسى لإحياء الجذور؟

- البعض لا يعلم أننى من مواليد بورسعيد، وعشت فى مصر 18 سنة معظمها فى القاهرة، وبالتالى رأيى يستند إلى تجربة شخصية بجانب الخبرة العملية، لذلك أود أن أشيد بهذه المبادرة التى أتاحت الفرصة لليونانيين والقبارصة الذين عاشوا -هم أو آباؤهم- فى مصر للعودة إلى جذورهم فى أرض النيل، فبرنامج «العودة إلى الجذور»، والذى يحظى برعاية قادة الدول الثلاث، يسهم فى تعزيز الروابط التاريخية بين مصر واليونان وقبرص، وبالأخص بين الأجيال الجديدة فى الدول الثلاث.

ماذا عن دور وزارة الهجرة فى المبادرة وتعاملها مع السفارة؟

- أود أن أعرب عن تقديرى لجهود وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم فى إطار هذا البرنامج الناجح، وبالطبع كانت السفارة اليونانية وستظل تعمل على التنسيق الوثيق مع الوزارة فى جميع فعاليات هذه المبادرة، وتمت مناقشة التحضيرات والترتيبات الخاصة ببرنامج زيارة سيضم 5 من شباب كل من الدول الثلاث.

كيف ترى التنسيق بين مصر واليونان فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية؟

- تُعد العلاقات بين مصر واليونان مثالاً يُحتذى به فى التعاون والتنسيق الإقليمى، سواء على المستوى الثنائى أو الثلاثى مع قبرص، ولا يقتصر ذلك على مجالات معينة، بل يمتد إلى العديد من المجالات الأخرى، أما القضايا المحددة فلها أهمية قصوى بالنسبة لليونان، وبالنسبة للاتحاد الأوروبى عموماً، ولذلك فإن التنسيق المستمر والوثيق مع مصر حول هذه القضايا يمثل أمراً فى غاية الأهمية، وفى هذا السياق أود أن أعرب عن تقديرى لجهود القيادة المصرية فى الهجرة غير الشرعية، وكذلك فى مكافحة الفكر المتطرف ومحاربة الإرهاب، تلك الظاهرة الشاذة التى لا تمت بأى صلة إلى طبيعة الشعبين المصرى واليونانى.

حدثنا عن التعاون الثنائى، خاصة فيما يتعلق بالتهديدات فى منطقة «شرق المتوسط»؟

- فيما يتعلق بالتهديدات فى شرق المتوسط، نوه وزير الخارجية اليونانى نيكوس دندياس إلى إصرار اليونان على أهمية الحفاظ على جسور للتواصل فى مواجهة الاستفزاز وتحدى الشرعية واستعراض القوة من جانب بعض الأطراف مع انتهاج سياسة تستند إلى الشرعية الدولية، ولا تقبل أى مطالبات أحادية الجانب أو تهديدات أو انتهاك لحقوقها السيادية، وتلتزم اليونان كدولة أوروبية بالعمل وفقاً للقواعد التى يفرضها القانون الدولى والمعاهدات الدولية وأحكام الدستور. من جهة أخرى، تؤثر هذه التحديات بشكل مباشر على جميع دول المنطقة، ولهذا السبب هناك تنسيق وثيق ومستمر بين الدولتين، ومع تزايد الاستفزازات من جانب الأطراف المعروفة، أجرى وزير الخارجية اليونانى ثلاث زيارات خاطفة إلى مصر فى ديسمبر الماضى لإجراء المحادثات مع نظيره المصرى، وأكد وجود وجهة نظر مشتركة حول معظم المشكلات.

حدثنا عن حياتك الشخصية فى مصر ونشأتك فيها؟

- ولدت فى محافظة بورسعيد، وعشت فيها 6 سنوات، ورغم صغر سنى وقتها إلا أننى أتذكر كل أيام الطفولة بها، وأنه كانت توجد محال كثيرة لليونانيين، وانتقلت أسرتى إلى القاهرة التى عشت فيها لسن 12 عاماً، وعندما انتقلنا كان منزلنا فى منطقة وسط البلد، وأتذكر كل شوارعها والمحال التى كانت موجودة، والآن كل شىء تغير لكن تظل وسط المدينة لها حنين بداخلى، والتحقت بالمدرسة العبيدية اليونانية، وبعدها انتقلنا إلى اليونان، وعشت أوقاتاً كثيرة فى مصر وعاصرت نكسة 67، رغم أننى كنت صغيراً إلا أننى أتذكر هذه الأوقات العصيبة فى حياة المصريين، وأيضاً حضرت حرب 73، وفرحتهم بالانتصار، وفى هذه الفترة كان عدد اليونانيين كبيراً، ولكن بعد التأميم رحل عدد كبير منهم، ورغم مرور هذه السنين إلا أنهم لديهم حنين دائم إلى مصر، وعلى استعداد أن يأتوا مرة ثانية، بخلاف الشباب الذين عاشوا فى اليونان، الأمر مختلف بالنسبة لهم، وأنا سعيد أنى بدأت حياتى فى مصر وسأنهى حياتى العملية بها.

ترسيم الحدود البحرية

بجانب الإرادة السياسية والمباحثات ذات الصلة، تشتمل عملية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين على جزء فنى وتقنى مهم، ونحن فى مرحلة الاجتماعات بين اللجان الفنية، وخلال لقاء وزيرى خارجية الدولتين، فى ديسمبر الماضى، اتفق الجانبان على تسريع وتيرة المناقشات لتعيينها.


مواضيع متعلقة