م الآخر| انتشلوا سكان المقابر

كتب: ياسمين مجدي

 م الآخر| انتشلوا سكان المقابر

م الآخر| انتشلوا سكان المقابر

يجوز أن البعض يعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس طبقات، فهناك الطبقة الثرية (التي تسكن الفيللات، وتركب السيارات الغالية الثمن)، وهناك الطبقة المتوسطة التي لا تمتلك الكثير، فلا تمتلك سوى أن تعمل من أجل الحصول على لقمة العيش. وهناك الطبقة الفقيرة الكادحة والتي لا تملك حتى قوتها اليومي، وهناك الطبقة الأخيرة التي اكتشفناها نتيجة لزيادة عدد السكان في الفترة الأخيرة، وهي طبقة ما تحت خط الفقر التي تسكن العائلة مكونة من أكثر من 10 أفراد في حجرة متر طول ومتر عرض، وهناك منهم من يسكنوا في المقابر لأنهم لا يجدوا حتى تلك الحجرة الصغيرة ليسكنوا فيها. وها هي الطبقة التي أكتب عنها مقالي هذا، فهم الذين يسكنون المقابر التي يتم دفن الأموات فيها، أي يسكنوا تحت الأرض في أماكن لا يدخلها هواء ولا يستطيعون أن يتنفسوا مثلهم مثل بقية البشر، ومع ذلك نجد هؤلاء يعيشون بها ويتخذوها مأوى وحماية من شمس الصيف وبرد الشتاء القارص. لكني أكتب لكم مقالي هذا لأعبر عن حزني الشديد من ما يحدث في مصر، حيث أن هؤلاء بني آدمين من حقهم أن يتمتعوا بحياتهم وأن يعيشوا في بيوت آدمية فوق الأرض، بيوت بها شبابيك يدخل منها الشمس والهواء بدلًا من دفنهم في حجرات تحت الأرض مثلهم مثل المتوفين. لا أعرف لماذا يغفل المسئولين عن هؤلاء؟ أليس من حق هؤلاء أن يعيشوا مثلهم مثل الباقين؟ أين وزير الاسكان؟ لماذا لا يخصص لهم بعض المنشآت التي يتم بناءها كي يعيشوا فيها؟؛ فلماذا يغفل عن هؤلاء البائسين الذين لم يجدوا مأوى آدمي يعيشون فيه مثلنا، وأيضًا نجدهم لا يحصلوا على الغذاء المناسب، فنجدهم ينتظروا ما يأتي لهم من فضلات الطعام التي لا تكفيهم لغذاء صحي. أعرف أن هناك مشروع مقام منذ 7 أو 8 سنوات، وهو مشروع "بنك الطعام"، وأعرف أن هؤلاء القائمين على هذا المشروع أبرموا اتفاق مع بعض الفنادق الكبرى ينص على عدم إهدار بواقي الأطعمة، والتبرع بها للبنك، ويتم بالطبع توزيعها في صندوق الطعام الذي يتم توزيعه على مختلف قرى ونجوع مصر. ولكن أعتب عليهم في أنهم يغفلون هؤلاء.. هؤلاء البائسين الذين هم أولى بهذا الصندوق والذين يستحقوا أن نوفر لهم عيشة كريمة بعيدًا عن عيشة المقابر التي يعيشونها، فمن حقهم علينا توفير احتياجاتهم وهذا هو دور الحكومة.. أعرف أن الحكومة عليها أعباء جسيمة ولكن من حق هؤلاء علينا وعلى الحكومة أن تهتم بهم. من ناحية أخرى ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين يولدوا وينشأوا في هذه المناطق المخيفة، ففي الصباح مناظر دفن الموتى، وفي الليل يعيشون في الظلام في خوف ورعب؛ بسبب هذه النشأة الغير آدمية التي نشأوا فيها. ومن هنا أناشد رئيس الوزراء ووزير الإسكان أن ينظر لهؤلاء بعين الرأفة والرحمة، ويخصص لهم بعض المساكن الآدمية، وأن ينتشلوهم من تلك المقابر؛ لأنهم يستحقون ذلك.