مهندسو تطوير مدينة نصر: بنشتغل 24 ساعة وهنسلم الكباري في زمن قياسي

مهندسو تطوير مدينة نصر: بنشتغل 24 ساعة وهنسلم الكباري في زمن قياسي
- كورونا
- تطوير مصر الجديدة
- تطوير مدينة نصر
- كباري مصر الجديدة
- كورونا
- تطوير مصر الجديدة
- تطوير مدينة نصر
- كباري مصر الجديدة
بعدما أنهت الشركة المنفذة لأعمال التطوير إنشاء عدد من الكباري في منطقة مصر الجديدة، وذلك من أجل حل المشكلات المرورية التي أرهقت المواطنين لعقود طويلة، انتقلت عجلة العمل إلى مدينة نصر، والتي ظلت لسنوات تعاني الزحام عند التقاطعات بدءا من منطقة الطيران، مرورا بتقاطع مصطفى النحاس، حتى منطقة مكرم عبيد، فمنذ أيام قليلة، بدأت الشركة المنفذة للمشروع تجهيز الموقع لبدء العمل به، والذي من المقرر أن ينتهي في أغسطس المقبل، بعد إنشاء عدة كباري تسهم في تخفيف الزحام الناتج عن الحركة المرورية العالية بالمدينة.
جسات التربة ووصول أجهزة الحفر الثقيلة
وأنهت إحدى الشركات التي تقوم بأخذ جسات من التربة وتحليلها حتى يتبين منها نوعية التربة ومن ثم تحديد عمق الأساسات، وقامت شركة الإنشاءات بإنزال أجهزة الحفر الثقيلة إلى الموقع وتجهيز "الكرفانات" الخاصة بالمهندسين والعمال تمهيدا لبدء العمل بالمشروع.
بالقرب من تقاطع مصطفى النحاس، وقف المهندس وائل سليمان، مدير قطاع الجسات بإحدى الشركات الخاصة، والقائم بأعمال تطوير محور تقاطع عباس العقاد، ليتابع العمال الذين يقومون بالحفر العميق من أجل الحصول على عينة من قاع التربة لإرسالها للمعامل التابعة للشركة بهدف تحليلها ومعرفة العناصر الموجودة بها: "في بداية أي مشروع لازم بنعمل دراسة لطبيعة التربة، ودي المهمة اللي احنا جايين مخصوص علشانها، في كل محور بنعمل جسات، وبعدها تيجي الأساسات تكمل بعدنا، بعد ما نكون عملنا لهم دراسة تفصيلية بنوع التربة".
وعن نوع التربة في منطقة الحفر، يقول المهندس وائل، إنها رملية مليئة بأكاسيد الحديد: "مناسبة جدا للشغل، إحنا بنحدد نوع التربة لتحديد نوع الأساس المناسب".
بالقرب من عمال الجسات كان عمال الإنشاءات يجهزون الموقع تمهيدا للحفر، أمام أماكن مبيت المهندسين وضعت الشركة المنفذة بوابة تعقيم في المدخل يشرف عليها أحد الموظفين والذي يقتصر دوره على التأكد من تعقيم وتطهير كافة العمال والمهندسين العاملين بالموقع.
كوبري تقاطع مصطفى النحاس مع مكرم عبيد
على مقربة من تلك البوابة وقف المهندس محمد حمدي الشاذلي، مسؤول الإنشاءات والأساسات في كوبري مكرم عبيد، ينظم مع العمال تجهيزات الموقع وإنشاء سور حديدي تجنبا لتعطيل حركة المرور في الشارع، يقول "الشاذلي" إن المشروع عبارة عن كوبري تقاطع مصطفى النحاس مع مكرم عبيد، لتخفيف الكثافة المرورية، على أن يكون بطول 500 متر، وبه 5 حارات يمينا ومثلها يسارا: "عملوا الجسات وطلع طول الخازوق المناسب 34 مترا، علشان نوصل للأرض الصالحة للتاسيس".
تقتصر مهمة "الشاذلي" على تنفيذ أساسات المشروع ودق الخوازيق في الموقع: "أصعب مرحلة هي الأساسات، بسبب وجود مرافق، طبعا تواصلنا مع كل الجهات المعنية علشان نعرف أماكن مرافق الغاز والكهرباء والمياه وغيرها، ونحولها، لكن فيه بعض المرافق بيكون نقلها مكلف عن تكلفة تغيير مسار القاعدة الخرسانية، وطبعا ده مش هيأثر بأي شكل من الأشكال على توزيع الأحمال"، مشيرا إلى أنه في كثير من الأحيان يقوم بالحفر على "الناشف" نظرا لطبيعة الأرض، وفي أحيان أخرى يجري استخدام "بورتنايت"، وهو مادة كيميائية تشبه الإسمنت، يجري خلطها بالماء والحفر باستخدامها وذلك لتسهيل عمل الحفار، بعد تحديد عمق الخوازيق يجري تجهيز الأقفاص الحديدية ووتوضع بها الخرسانة ثم يدفن الخازوق.
وبعد فترة زمنية يجري الكشف عن تلك الخوازيق: "بعد كده بنكشف على الخوازيق ونحفر عليها ونكسر أجزاء منها علشان الحديد يبان ولازم تكون كل الخوازيق موجودة في مكانها بمنسوب ثابت، دور الخازوق طبعا مهم لأنه بينقل الحمل من القاعدة للأرض، والحمل بيتنقل من البلاطة بعد الانتهاء من الكوبري إلى الكمر، وبعد كده للعمود، ثم القاعدة، لحد ما يوصل الحمل للأرض".
التسليم خلال 60 يوما: زمن قياسي
بعد الانتهاء من تجهيز الخوازيق في الموقع يجري إنشاء صناديق للقاعدة باستخدام الحديد، ثم صبها بالخرسانة بعد توصيلها بالحديد المدفون في الأرض ذات المنسوب المتساوي: "بيطلع منها أشاير تركب في حديد العمود، بنركب ونصب بيطلع شكل الفريم نجمة عاملينه بمنظر جمالي، علشان ما يكونش مصمت".
ويشير المهندس المسؤول عن الموقع، إلى أنهم حاليا، في مرحلة تجهيز الموقع، حيث جرى إدخال ماكينة حفر الخوازيق الـ75 طنا، والتي تناسب طبيعة التربة، مؤكدا أنه من المقرر تسليم الكباري في أغسطس المقبل: "بدأنا شغل يوم 15 يونيو، ولازم نسلم يوم 15 أغسطس، وده وقت قياسي، لكن نتعهد أن تكون الكباري ذات جودة يشهد لها الجميع".
يسترجع المهندس الشاب ذكريات العمل في حي مصر الجديدة ويقول إنه أشرف على تنفيذ مشروع كوبري الاتحادية، وردم نفق العروبة وتوسعة الطريق: "في بداية حظر التجوال بسبب كورونا، استلمنا موقع الاتحادية، والناس شغالة في المواقع وأكيد معرضين للإصابة، وقتها اجتمعنا مع مديري الشركات وعرضنا وقف العمل، ولكن كان فيه إصرار على تنفيذ المشروع، وقالوا إن المشروعات دي لازم تتسلم في أول يونيو.. اشتغلنا بنص قوة الموقع، 24 ساعة بنحمل على نفسنا وعلى العمال علشان نسلم المشروع في أسرع وقت ممكن".
وعن نفق العروبة يقول: "النفق ده كان مسبب مشاكل كبيرة للسكان وبخاصة في الأمطار لأنه كان بيغرق ويعطل المنطقة كلها، لأنه ضيق، وعلى الرغم من وجود نظام صرف مطور إلا أنه مكنش بيشفط كل المياه اللي بتنزل النفق وكان بيبقى زي البحر، الناس والعربيات بتعوم فيه، علشان كده فكرنا نسده ونوسع الشارع بدلا من المشاكل اللي كان بيسببها ".
ويضيف: "موضوع النفق كان مسبب مشكلة جامدة، كان قبله قاعدة وبعده قاعدة خرسانية، وطول الوقت كنا خايفين ينهار في أي لحظة، الكوبري نفسه معمول علشان يحل مشاكل النفق، وقدرنا نخلصه في وقت قياسي، والنفق نفسه خلص في 3 أيام العيد، اتردم واترصف واشتغل في إجازة العيد، وأكيد ده إنجاز كبير، لأنه في العادي كان ممكن ياخد شهور".
ويقول المهندس صلاح جمعة، مهندس كهرباء، مسؤول عن صيانة المعدات وكهرباء الموقع والمشرف على أعمال الكهرباء بكوبري ميدان الساعة، إن دوره يتلخص في تجهيز كهرباء الموقع وتوفير أسلاك لتشغيل ماكينات الحفر: "بندخل نشوف مسافة الموقع علشان نحدد الكابلات، التنايات بتاعة الحديد والخلاطات بنوفر لها الكهرباء برضه، معدات الحفر بنبدأ نجمع جزء جزء لحد ما تكمل، وقبل ما تخرج من الورشة بنتأكد إنها سليمة".
ويتابع: "كل حفار له عمود، بيتحدد على حسب نوع الأرض وقدرة الماكينة، فيه مكن 75 طنا لحد 125، الأخير مناسب للأرض الصخرية، علشان العزم والقدرة عالية، وفي حالة النوع ده من التربة العمود لو ضعيف ممكن يتقطم".
وعن كوبري شارع الطيران، يقول إنه يهدف إلى إلغاء التقاطع: "نظام إكس في التقاطعات قديم ومبقاش له لازمة، ولازم نواكب التطور"، وعن العمل في الموقع يقول إنهم يعملون طوال اليوم لمدة 7 أيام دون راحة: "عايزين نخلص بسرعة علشان ما نضايقش الناس، والمشروع مهم وهيخدم ناس كتير، وسعيد إني بشارك في المشروع الضخم ده".
اقرأ أيضًا:
مصر الجديدة.. ماكينة التطوير لا تتوقف
مواطنون: متخيلناش جمال مصر الجديدة بعد التطوير.. رجعت زي زمان
عمال مشروع تطوير مدينة نصر: "بالعرق نبني ونعمر"
خبير صحة مهنية: عمال المواقع مثل الجنود في المعركة ولابد من حمايتهم
سكان المناطق المحيطة بمصر الجديدة: مكناش نحلم باللي بيحصل ده