لماذا يبكي مصابي كورونا في العزل؟.. نفسيون يكشفون السبب

كتب: حسن شحاته

لماذا يبكي مصابي كورونا في العزل؟.. نفسيون يكشفون السبب

لماذا يبكي مصابي كورونا في العزل؟.. نفسيون يكشفون السبب

حالة من الهلع والخوف، أصابت العديد من مصابي كورونا، بمجرد معرفتهم بإيجابية مسحة كورونا، الأمر الذي يدخلهم في نوبة بكاء، قد يتماسك البعض منها ويعود لطبيعته، بينما يدخل آخرون في نوبة اكتئاب تدوم طويلا، بل وصلت في بعض الأحيان إلى الانتحار.

ونصح العديد من الأطباء النفسيين، بضرورة الاهتمام بالعامل النفسي لمساهمته الكبيرة في تخطي مرحلة الإصابة بالجائحة العالمية، لذلك نقدم لكم في السطور التالية، سبب بكاء مصابي كورونا في العزل، ونصائح للتعامل معهم.

بكاء واكتئاب مصابي كورونا في العزل

"نوران أنت إيجابي"، جملة سمعتها نوران فتحي، عضو فريق مكافحة العدوى، من والدتها في الهاتف، بعد معرفة إيجابية مسحتها، أفقدتها السيطرة على أعصابها.

بحسب ما ذكرته نوران من خلال حديثها لـ"الوطن": "بكاء أهلي وبالذات جملة أمي، أثرت فيا وخلتني أعيط أكتر داخل مستشفى العزل، بس قدرت أتمالك أعصابي لما جولي قدام المستشفى، وبيدعموني ويدعولي من بعيد بدون ملامسة بينا".

إقرأ أيضًا.. نوران فتحي تروي تفاصيل 33 يوما في العزل

في إبريل الماضي، وقع حادث انتحار الممثل الفنزويلي الشاب ميجيل أنجيل، بعد دخوله في مرحلة شديدة من الاكتئاب بسبب أجواء العزل المنزلي الصحي، لمواجهة كورونا، كما انتحر "بيرنارد جونزاليس"، طبيب نادي "ستاد ريمس" الفرنسي، بعد تأكده من الإصابة بكورونا.

وفي منتصف مايو الماضي، انتحر شابا مصابا بكورونا في العقد الرابع من عمره، داخل مستشفى الصدر بالعباسية، وبحسب مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، الضحية أصيب بحالة اكتئاب وخوف، بعدما أصيب بمرض كورونا، وغافل الأطباء والموجودين بالمستشفى، وتخلص من حياته، موضحا أنه تحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.

لماذا يبكي مصابو كورونا في العزل؟

وأكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، من خلال حديثه لـ"الوطن"، على قيام العديد من مصابي كورونا بالبكاء خلال فترة العزل، موضحا: "أنا كلمتني والدة أحد مصابي كورونا المعزولين منزليا، ونفسية ابنها البالغ من العمر 30 عاما سيئة جدا، ومكنش قادر يتقبل العلاج، دخل في حالة بكاء وإكتئاب ووصل لمرحلة فوبيا الموت، فلما أتواصلت معاه قدرت أخرجه من حالته النفسية السيئة".

وأضاف: "يعد انتشار فيروس كورونا وتحوله لجائحة عالمية، أدت لعدد كبير من الوفيات حول العالم، سببا لدخول بعض الأشخاص في نوبة بكاء، بمجرد علمهم بإصابتهم بالفيروس، لأن الإنسان وقتها بيكون في حالة من الاكتئاب".

واستطرد "هاني" حديثه: "المقارنة بالأصحاء تعد من ضمن الأسباب أيضًا، لأن فيه ناس بتقول لنفسها، اشمعنا أنا أتصاب وشخص غيري يبقى سليم، رغم أنه بينزل الشارع دون الإلتزام بالإجراءات الإحترازية، فالإنسان في وقت المرض بتصعب عليه نفسه وبيكون ضعيف، الأمر الذي يجعله يبدأ في البكاء بمجرد الدخول في تلك الحالة".

وتابع: "هناك شخصيات أخرى بتكون مصابة، وبعد تماثلها للتعافي بتكتب على صفحاتها أنها خفت، لكن في البداية بيكونوا خايفيين يقولوا أنهم مصابين، نظرا لخوفهم من التأثير سلبيا على نفسيتهم"، مضيفًا: "كورونا بيصيب الأشخاص بحالة كبيرة من الاكتئاب، بل الأمر بيتخطى ذلك بانتحار بعض الأشخاص".

ولذلك، دعا "هاني" إلى ضرورة الأهتمام بالدعم النفسي لمريض كورونا، خاصة من أصدقائه وأسرته، قائلا: "لازم يدعموه هاتفيا بشكل كبير في وقت العزل، لأن كل كلمة هتفرق معاه، خاصة أن الحالة النفسية بتدي قوة للحالة العضوية، بمعنى أن هناك كثيرا من الأشخاص لديهم أمراض مزمنة كالسرطان وغيره، لكنهم نفسيا متقبلين ذلك، ومتقبلين تناول العلاج والالتزام به للقضاء على المرض".

"فرويز": كورونا أصبح وصمة مرض لدى البعض

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، من خلال حديثه لـ"الوطن"، إن فيروس كورونا أصبح البعض يتعامل معه باعتباره وصمة مرض تصيب المريض بمجرد عزله، موضحا: "مصاب كورونا بيحث وقتها، أنه أقل من غيره الذين لم يصابوا، فأول ما يصاب بيه بيشعر بحالة اكتئاب، وتدور في ذهنه أسئلة (يعني كده مش هقابل حد؟ مش هتكلم مع حد؟)، كل ذلك يجعل مصاب كورونا يشعر برغبة شديدة في البكاء".

وتابع: "خوف بعض المصابين على نقل العدوى إلى الناس وأهلهم، يجعله يشعر بالقلق عليهم وقد يدخل في نوبة بكاء بسبب ذلك"، كما أكد "فرويز"، على إختلاف الشخصيات، فهناك شخصية عصابية لا تتحمل الضغوطات، فبالتالي بتدخل تلقائيا في حالة اكتئاب، نظرا لشعوره بالعزلة سواء في البيت أو المستشفى".

واستطرد "فرويز" حديثه: "معاملة الناس مع حالات كورونا سواء في الحقيقة أو على السوشيال ميديا، هي التي أوصلت مصابي كورونا لتلك الحالة، سواء تعاملهم مع المريض كأنه أصيب بوصمة سيئة تلازمه، أو كان عن طريق تداول أخبار، عن رفض أهالي استلام جثمان ذويهم بسبب وفاته متأثرا بكورونا، كل ده بيوصل للمريض (وصمة المرض) اللي بتدخله في حالة بكاء واكتئاب".

وواصل: "تختلف شدة الاكتئاب من شخص لأخر، فهناك اكتئاب تفاعلي يزول بزوال المرض، نظرا لنشأته مع بداية الإصابة فقط، وهناك اكتئاب مرضي لبعض الناس الحاملين لجين الاكتئاب، بمعنى أن مصاب كورونا قد يكون يعاني من الإكتئاب قبل إصابته بالفيروس، وتبدأ الحالة في الظهور بعد علمه بالإصابة ولكن لا يعلم وقت انتهائها فقد تستمر لفترة طويلة".

ونصح "فرويز"، بضرورة توفير وسائل ترفيه لمصابي كورونا لتضييع وقتهم، إلى جانب تقديم مضاد اكتئاب له في حالة إحتياج حالته لذلك، مع مراعاة عدم تعارضه مع الأدوية التي يتناولها خلال فترة العزل.


مواضيع متعلقة