"مريضة كورونا ولا أملك قوت يوما".. أصحاب اللافتة الشهيرة: عيالنا جعانة

كتب: كريم عثمان

"مريضة كورونا ولا أملك قوت يوما".. أصحاب اللافتة الشهيرة: عيالنا جعانة

"مريضة كورونا ولا أملك قوت يوما".. أصحاب اللافتة الشهيرة: عيالنا جعانة

"يا رب.. أنا مريضة كورونا ولا أملك قوت يوما".. لافتة أمسك بها أحد الأشخاص وسط طريق عمومي، تقف بجانبه زوجته، وعلى يمينه بنت صغيرة، وأمامه طفل رضيع، ما دفع المارة لأن يلتقطوا صورة له، لتصبح بعدها حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن علق مستخدموها على هذه الجملة واصفين إياها بـ الصعبة التي لمست قلوبهم.

عادل حسين أحمد، رجل في عمر الـ 43، يحمل اللافتة بدلا من زوجته التي أحرجت من حملها، حسبما أكد لـ"الوطن"، لافتًا إلى أنه فعل ذلك بعدما فاض الكيل به، بسبب قلة المال واحتياج أبناءه للطعام وزوجته للعلاج، فما كان منه إلا أن يطلب من أحد أصدقاءه كتابة هذه الجملة على لوح كرتوني، لأنه "أُمي" هو وزوجته، ويقف بها في الشارع.

تساؤلات عديدة طرحها مستخدمي فيسبوك عن هوية تلك العائلة، وهل تلك الصورة حقيقية أم مزيفة، وما إذا كان هؤلاء الأشخاص يحتاجون فعلا للمساعدة، أم هو إدعاء كاذب لجني الأموال بحجة المرض.

يجيب والد الطفلين، عن هذه التساؤلات، موضحًا حالته الصعبة التي أجبرته على مناجاة أصحاب القلوب الرحيمة، وطلب المساعدة من الغير، من خلال نزوله للشارع مرتان حاملًا اللافتة ذاتها، قبل أن يعود إلى منزله خالي الوفاض، دون مال يعينه على حماية بطون صغاره من الجوع، أو علاج زوجته.

لدى "عادل" طفلان، هما "ملك" 6 سنوات، و"أحمد"، يعيشان معه برفقة أمهما التي أصيبت  بفيروس كورونا المستجد مؤخرًا، قبل أن يأخذها الزوج لمستشفى "المنيرة" ويتم صرف علاج مجاني لها، ولكن حالتها ما زالت تزداد سوءً وفقًا لما قال الزوج لـ"الوطن": "نزلت معايا بالعافية ونايمة بتصرخ من التعب جنبي ومش عارف اتصرف إزاي".

قبل انتشار فيروس كورونا، كان عادل يعمل كبائع ملابس مستعملة بجوار سور محطة مترو سعد غلول، ومن قبلها سائق على توكتوك، ثم عامل في مقهى ونقاش، ولكن بعد قرار الحظر لم يتمكن الرجل الأربعيني من مزاولة عمله، فأصبح بدون دخل، بل وزاد الأمر سوءً فلا يوجد لدى عادل أي مصدر رزق يحصل منه على قوت يومه.

"ساكن في بيت ولا تمليك ولا إيجار"، جملة غريبة نطقها الزوج عند سؤاله عن محل إقامته، قبل أن يشرح أنه لا يمتلك أموال شقة تمليك، وجرب أن يسكن في أماكن إيجار، ولكنه لم يقوى على سداد حقها الشهري، حتى لجأ لإحدى الشقق بمنطقة الناصرية بحي الحسين، كانت لصاحب مقهى يعمل معه، سكن فيها بعد أن تركها مستأجريها لأن المنزل أصبح آيل للسقوط، "ممكن في أي لحظة البيت يقع على دماغي أنا وعيالي بس مليش حيلة".

وعن طعامهم، ومصدر الأكل، يقول "عادل" إن هناك من يتطوع بالمال، ويحاول هو أن يستغله بشكل اقتصادي قدر الإمكان، "بجيب فول ونص كيلو رز نعملهم ونفضل ناكل فيهم لحد ما يخلصوا، وأوقات كتير بننام من غير أكل خالص".

تروي الزوجة "أم ملك" بكلمات مقتضبة وأنفاس متلاحقة مستجدات حالتها الصحية "التعب كَل صحتي وحاسة إني بموت، الأول كنت بشتغل في البيوت بمسح وبنضف وبساعد جوزي، دلوقتي أنا مريضة، وبرضع ابني الصغير بالعافية، بقيت بجيبله اللبن وأخففه بميه عشان يشربه كذا يوم".

يأمل عادل في أن تعالج الدولة زوجته، وأن يجد أي مهنة مناسبة له يصرف من خلالها على البيت "مراتي من ساعة ما تعبت وهي راقدة، وأنا حاسس إني ابتديت أتعب وخايف أكشف يطلع عندي كورونا، مين هياخد باله من العيلين اللي في رقبتي دول؟".


مواضيع متعلقة