"امرأة أخرى".. كلمة السر في جريمة قتل "طالبة طلخا" بتدبير من الزوج

كتب: عبدالله مجدي

"امرأة أخرى".. كلمة السر في جريمة قتل "طالبة طلخا" بتدبير من الزوج

"امرأة أخرى".. كلمة السر في جريمة قتل "طالبة طلخا" بتدبير من الزوج

بعد نسبٍ لأعوام، آمنوه فيها على أرواحهم ووهبوه ابنتهم لتبدأ حياتها الزوجية معه، لكنه سارع بخيانتها ودبر لها مكيدة شنيعة للتخلص منها، فقرر بصحبة أحد العاملين معه قتلها واغتصابها لإلصاق تهمة الخيانة بها، وألقى جثتها الهامدة، ليستمر في تمثيله وأكاذيبه، قبل أن تنكشف جريمته المخيفة.

حالة من الجدل والغضب الشديدين أثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية مقتل "إيمان.ع.ح"، الطالبة بالفرقة الثالثة في كلية العلوم، بتدبير من زوجها "حسين.ا"، 24 عامًا، وبمساعدة العامل لديه "أحمد.ر.ا" وشهرته "أحمد العجلاتي"، 33 عامًا، بعد قتلها واغتصاب جثتها لإلصاق تهمة الخيانة بها.

بدأت القصة قبل أكثر من 10 أيام، بعدما عُثر على جثة سيدة تدعي "إيمان"، والتي تبلغ من العمر 21 عامًا، وبها آثار خنق حول العنق، حيث أكد زوجها "حسين"، الذي يمتلك أحد محال للملابس، أنه فور عودته من عمله وجدها جثة هامدة.

إلا أن كاميرات المراقبة المتواجدة في المنطقة التي وقعت بها الجريمة، كشفت لغز عملية القتل، إذ أظهرت أن أحد الأشخاص صعد إلى مسكن المجني عليها مرتديًا نقابًا ونزوله بعد فترة من الوقت، وهو نفس وقت ارتكاب الجريمة.

وبتكثيف التحريات توصل فريق البحث إلى تحديد هوية هذا الشخص، ويدعي "أحمد"، والذي يعمل بمحل ملابس يمتلكه زوج المجني عليها.

عقب إلقاء القبض عليه اعترف بارتكاب الجريمة بالاتفاق مع زوجها، حيث أراد التخلص منها بحجة أنها تخونه، وبمواجهة الزوج أقر هو الآخر باتفاقه مع العامل على أن يدخل منزله ويغتصب زوجته، ثم يتصل بالزوج ليحضر ويدعى خيانتها أمام أسرته وأسرتها وجمع من أهالي القرية، ليتمكن من تشويه سمعتها وتطليقها.

فتاة أخرى دافع الزوج لمحاولة التخلص من زوجته

"الخلافات الزوجة".. كانت هي دافع الزوج لمحاولة التخلص من زوجته، حيث اعتقد الزوج أن زوجته التي أنجبت قبل 7 أشهر تهتم بطفلها ودارسته أكثر منه، وأكد خلال مثوله أمام النيابة أنها "كانت مشغولة بالأبحاث والدراسة لاستكمال دراستها، وضغطت عليها كثيرًا لتترك الدراسة ولكنها رفضت".

ولكنه في تلك الفترة تعرف على فتاة أخرى تسكن في ذات القرية، حيث كانت تشتري من المحل الذي يملكه، واتفق معها على الزواج، وطلب من والده أن يطلقها، فرفض لأنها فتاة محترمة ومتدينة وأسرتها طيبة "واتهموني بأني لست على قدر المسؤولية، وأنها أفضل مني"، حسب حديث الزوج أمام النيابة.

وقرر ذلك الزوج تنفيذ خطته، فانتظر سفر والده، لينفذها مع العامل بعدما سهل له دخوله للشقة التي يملكها، وأخبر الزوج العامل أن المجني عليها لن تستطيع مقاومة اغتصابها، لأنها تعاني من نوبات إغماء وضيق تنفس.

لكن العامل قرر قتل الزوجة قبل الاعتداء عليها جنسيًا، فدخل إلى الحمام وأخذ رباط روب الحمام الخاص بالمجني عليها، ثم انقض عليها في غرفة نومها وخنقها به، ثم أكمل خنقها بيديه، حتى فارقت الحياة، ثم اعتدى عليها جنسيًا وغادر المكان، حسب اعترافاته أمام كاميرا التحقيق.

وبناء على ذلك، قرر المستشار محمد هدايات مدير نيابة طلخا، اليوم الخميس، تجديد حبس كل من زوج المجني عليها، والعامل المساعد له في ارتكاب الواقعة، لاتهامهما بقتل "طالبة طلخا" 15 يومًا على ذمة التحقيقات واستعجال التقرير النهائى للطبيب الشرعي، تمهيدًا لإحالة القضية لمحكمة الجنايات.

أقارب الضحية: كنا نشك به منذ اللحظات الأولى

كشف سعد عوض الحارون، جد إيمان عادل ضحية تآمر زوجها ضدها ومقتلها في الدقهلية، أن البيت الذي كانت تسكنه إيمان لا يستطيع أي شخص غريب دخوله، مشيرًا إلى أن البيت محكم الغلق بكالون كهرباء. 

وقال جد الضحية، إن الراحلة ظلت تدافع عن شرفها حتى الموت، ولم يتمكن القاتل منها إلا بعد أن ضربها ثم خنقها حتى أزهق روحها، مضيفًا "دافعت عن شرفها باستماتة، وماتت شريفة عفيفة، وكانت مثل الملاك، ولا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل". 

وأشار الحارون، "كنت أتمنى ألا يكون الزوج هو المحرض من أجل ابنها، على الرغم من شكي في زوجها والعامل من اللحظة الأولى، لأن البيت لا يدخله غريب، وكنت متأكد أن الجريمة من داخل البيت وليس من خارجه، رغم أنه حاول أن يعطي طابع القتل من أجل السرقة على الجريمة". 

بينما قال عادل شقيق الضحية، إن شقيقته كانت تتسم بالحنان والطيبة والكتمان، فلم تخبرهم يومًا بأي مشكلة عائلية مع زوجها على مدار عام و10 أشهر مدة زواجها، حيث اكتشف من شقيقته الصغرى أزمة علاقة الجاني بأخرى وادعائه نهاية الأمر مسبقًا، لحين ترتيب جريمته.

زواج "إيمان" و"حسين" كان تقليديًا في البداية، ثم بدأت الضحية دعمه بكل السبل على اعتبار أنه زوجها، فأقدمت على بيع ذهبها بالكامل من أجل تدشينه لمشروع محل الملابس في قريتهما، وحرصت على مساندته في حياته، على حد قول شقيقها، مؤكدًا أن أسرتها لم تكن تعلم ذلك أيضًا.


مواضيع متعلقة