مقديشو للبحوث: الصومال يخطئ بعدم تضامنه مع مصر بشأن سد النهضة

مقديشو للبحوث: الصومال يخطئ بعدم تضامنه مع مصر بشأن سد النهضة
أكد مركز مقديشو للبحوث والدراسات في تقرير منشور اليوم، الخميس، أنّ الحكومة الصومالية ترتكب خطأ استراتيجيا ما لم تغير موافقها تجاه أزمة مياه النيل، والصراع في منطقة الشرق الأوسط، وتتضامن مع مصر في مساعيها للحفاظ على حقوقها المائية، ولم تدرك أنّ خروجها عن الإجماع العربي سيضعف موقعها وتحقيق مصالحها بمنطقة القرن الأفريقي في المستقبل، مع التأكيد على أنّ إثيوبيا بلد ليس جدير بالثقة وذلك على خلفية الصراع الطويلة والمعقدة بين البلدين.
وأضاف التقرير أنّ الصومال اتخذ للمرة الثانية موقفا غير متوازن تجاه أزمة النيل بين مصر والسودان من ناحية وإثيوبيا من ناحية أخرى، وتحفظ على قرار مجلس الجامعة العربية رقم 8524 بشأن سد النهضة الإثيوبي الصادر عن اجتماع دورتها غير العادية التي عقدت اليوم الثلاثاء، ولاسيما البند الخامس الذي يؤكد ضرورة امتناع الأطراف عن اتخاذ أي إجراءات أحادية، بما في ذلك امتناع إثيوبيا عن البدء في ملء خزان سد النهضة دون التوصل لاتفاق مع دولتي المصب، حول قواعد ملء وتشغيل السد، لما يمثله هذا الإجراء من خرق صريح لاتفاق إعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث في الخرطوم، بتاريخ 23 مارس 2015.
وتابع التقرير: "تبرر الحكومة موقفها بأنّه يأتي مترجما ومعبرا عن أهداف سياستها الخارجية المتمثلة في حماية وتعزيز مصالح الصومال، في سياق أوسع تشمل تحقيق السلام والوحدة والازدهار في جميع أنحاء العالم، والتأكيد على أهمية التكامل والتعاون المشترك مع جيرانها في شرق أفريقيا بصفتها عضوا في الهيئة الحكومية للتنمية (IGAD)، وأنّ المتغيرات والمستجدات السياسية في منطقة القرن الأفريقي تحتمها على أن تشجع في خلق بيئة اقليمية موجهة نحو تنمية التعاون السياسي والاقتصادي على أساس المنفعة المتبادلة مع دول القرن الأفريقي، لأن الصومال عانى معاناة شديدة من الصراع الداخلي والحروب مع الجيران".
وذكر التقرير: "بالتالي تقول لم يبق أمامها سوى أن تتحفظ على قرار جامعة الدول رقم 8524، لكن مما لا شك فيه فقد كانت أمامها خيارات أخرى تتلائم مع الأوضاع في القرن الأفريقي وتؤكد في ذات الوقت أنّها ما زالت على ثوابتها ومبادئها المعروفة تجاه وحدة الصف العربي، وملتزمة بمبدأ الإخوة العربية".
واختتم التقرير: "ربما لا تشعر الحكومة الصومالية في هذه المرحلة بمخاطر مواقفها الأخيرة بشأن سد النهضة الإثيوبي، وتداعياته غير أنّها بالتأكيد ستكون نقطة سوداء في العلاقة بين البلدين مصر والسودان من جهة، ومصر من جهة ثانية، سيجني ثمارها المر في المستقبل الحكومات المقبلة والشعب الصومالي".