صلاح نظمي.. شرير الفن طيّب السيرة

صلاح نظمي.. شرير الفن طيّب السيرة
على الشاشة هو رجل شرير، نظرات عينيه توحي بأنّه مجرم عتيد، لكن في الواقع كان إنسانًا حنونًا بارًا بمن حوله، يؤمن بالحب في كل تصرفاته، حتى عندما وقع في غرام إحدى الفتيات الأرمينيات، ليشاء القدر بعد زواجه منها بعدة أعوام، أن تصاب بمرض نادر جعلها طريحة الفراش لمدة تزيد عن 30 عامًا.
اضطرت زوجته التي أسمت نفسها رقية، أن تطلب منه الزواج بأخرى، ليرد عليها "مش هيحصل حتى لو كنتي عضم في قُفة"، ورحلت عام 1990، ليصاب هو بالاكتئاب ويدخل العناية المركزة، حتى لحق بها بعد عدة شهور عام 1991.
الفنان صلاح نظمي، أشهر شرير في زمن الفن الجميل، ولد في مثل هذا اليوم 24 يونيو من عام 1918 بمحافظة الإسكندرية، عاش يتيمًا حيث فقد والده وهو في عمر 6 أشهر، وتولت والدته رعايته وأشقائه، ورغم التحاقه بكلية الفنون التطبيقية وعمله مهندسًا بهيئة التليفونات، إلا أنّه كان عاشقًا للفن، وكانت بدايته من خلال المسرح مع فرقة فاطمة رشدي، حتى عرف طريقه إلى السينما، وقدم من خلالها أدوار الفتى المشاكس، ثقيل الظل، والشرير، وفي الوقت نفسه لم يتخل عن "تراب الميري" وظل بالوظيفة حتى أصبح مديرًا عامًا.
من أشهر أدواره المعلم حلاوة العنتبلي، من خلال فيلم على باب الوزير، أمام عادل إمام، ويسرا، التي جسد دور والدها الذي يعمل جزارًا.
قدم صلاح نظمي نحو 300 عمل فني، منها "ليالي الحب، أماني العمر، إني راحلة، حب ودلع، ارحم حبي، إسماعيل ياسين للبيع، بين الأطلال، البحث عن فضيحة، يوم من عمري، شئ من الخوف، عصابة حمادة وتوتو، والأفوكاتو".
أطلق صلاح نظمي، على نجله الوحيد اسم "حسين"، تيمنًا بصديقه الفنان الكبير حسين صدقي، الذي أعطاه مبلغًا كبيرًا من المال، قبل موعد ولادة زوجته حيث كان يمر بضائقة مالية، بزعم التعاقد معه على مشاركته في فيلم من إنتاجه، ولكن لم يتم إنتاج الفيلم، وقال "حسين" إنّ المبلغ الذي منحه له مجرد هدية للمولود الجديد.
عام 1980، اضطر صلاح نظمي، لأن يستكمل تصوير فيلم الأقوياء بظهره فقط، دون أن يظهر وجهه، وذلك بعد وفاة الفنان الكبير رشدي أباظة، وأن يقوم بدوره حتى يخرج الفيلم للنور.
في الستينات وقف صلاح نظمي، في المحاكم أمام العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، بتهمة السب والقذف، بعدما ذكر الأخير في برنامج إذاعي أنّ "نظمي" هو أثقل الممثلين ظلًا، ولكن انتهت القضية برفض الدعوى، وفي محاولة للاعتذار تمسك العندليب بضرورة أن يشاركه صلاح نظمي، فيلم أبي فوق الشجرة.